كل من يعشق الهلال ويدين له بالولاء وتجري دماؤه الزرقاء في عروقه ويريد مصلحة الهلال وينطلق في كل مواقفه وتصرفاته من رغبة متجردة في خدمة النادي العظيم، عليه أن يعمل على تعزيز المصالحة ولم الشمل وتوحيد جهود الأهلة ليسهم الجميع بفكره وماله وجهده في تطوير الهلال والارتقاء به للمستوى المنشود.. أما أصحاب الولاء للأفراد والتنظيمات الذين لا يتوقفون عن الدعوة لانعقاد جمعية عمومية تعتمد على أعضاء تم شراؤهم بالمال ولا يملكون إرادتهم أو قرارهم فهي في الحقيقة دعوة لنسف استقرار الهلال بتفجير الصراعات بين صلاح إدريس والبرير بشكل أسوأ مما كانت في المرحلة الماضية إذا فاز أحدهما في الانتخابات القادمة الشيء الذي سيجعل الهلال يخرج من كل البطولات كما حدث في الموسم الماضي وعندها لن ينفع الندم أو البكاء على اللبن المسكوب..! واعتقد أن الحل العملي المتاح هو التمديد للمجلس المعين بقيادة الحاج عطا المنان بعد انتهاء فترته وإبعاد كل العناصر الخاملة وذات الولاء المزدوج واستبدالها بكوادر نشطة وقادرة على أداء مهامها بالمستوى المطلوب وبذلك يكون الهلال قد تجاوز منعطف الانتخابات الخطير الذي لن يجني منه سوى المزيد من الخلافات والعداوات وتصفية الحسابات..! الصحافة الرياضية ومسؤولية إخراج مباراة القمة في روح رياضية..!! مباراة هلال مريخ في الدورة الأولى والتي تبقت لها أقل من 48 ساعة هي قمة الكرة السودانية وعرس من أعراسها وكرنفالاتها البهيجة التي تنتظرها الجماهير بفارق الصبر لأنها بطولة قائمة بذاتها والفوز فيها له طعم ونكهة لا توجد في أي مباراة اخرى وذلك لما بين الفريقين من تنافس شديد ظلت تزكي أواره الانتصارات المتبادلة عبر اكثر من 80 عاماً..! هذا الديربي التاريخي نتمنى ان يخرج في صورة فنية وسلوكية تليق بتاريخ الناديين ومكانتهما وشعبيتهما التي لا يمكن مقارنتها بكل الأحزاب السياسية السودانية مجتمعة، ولذلك فإن الصحافة الرياضية ينبغي ان تلعب دوراً كبيراً ومهماً في ان تجرى المباراة في أجواء تنافسية وروح رياضية بالابتعاد عن شحن اللاعبين والجماهير واستفزازهم والاستهزاء بهم والتقليل من شأنهم وإمكانياتهم حتى لا تدفعهم لدخول المباراة وهم في حالة من التوتر والانفعال الذي يقودهم للاحتكاكات واللجوء للعنف والاشتباكات التي قد تتسبب في إنذار أو طرد بعض اللاعبين فتخرج الجماهير المنفعلة عن طورها وتحصب الملعب بالحجارة ويحدث الشغب الذي قد يؤدي لإلغاء المباراة لا قدر الله.. لذلك يجب ان تتعامل الصحافة الرياضية مع مباراة هلال مريخ بمستوى مهني وأخلاقي ينأى بها عن مزالق سوء السلوك والفوضى والشغب الذي لا يليق بأكبر وأعرق الأندية السودانية.. ان مطالبة الصحافة الرياضية بالابتعاد عن الشحن والاثارة والاستفزاز والاعتدال في التناول لا يعني تكميم الأفواه أو الحجر على الآراء بل يدعو للتركيز على النواحي الفنية والآراء الموضوعية والأخبار غير المسيسة والمنحازة ولتكريس الروح الرياضية والبعد عن مخاطبة عواطف الجماهير لزيادة التوزيع على حساب كل ما هو خير وجميل في كرة القدم التي تقدم المتعة للجماهير ولا تدفعها للخصومة والعداوة التي تمزق السلام الاجتماعي وتعمق العصبية والتطرف التي لم يجن منها الشعب والوطن غير الفرقة والشتات والتراجع في كل المجالات..