ما زال القطاع الصحي يشهد صراعات مستمرة بعد إعفاءات شملت في الماضي البعيد وكيل الصحة السابق د. عبد الله سيد أحمد ومدير الإمدادات الطبية آنذاك د. مندور المهدي وكان يعتقد الكثيرون أن الصراع قد انتهى وأن الصحة كانت في حالة عدم توازن وفقدت سيطرتها في العودة مرة اخرى إلى طبيعة عملها الأسياسية وهي تقديم الرعاية والخدمات الصحية للمواطنين، وتجدد الصراع مرة أخرى خلال العام الماضي بصورة عنيفة تم بموجبه إعفاء وكيل الصحة السابق د. كمال عبد القادر ووزير الدولة د.حسب الرسول بابكر وتعود تفاصيل الصراع دائمًا إلى اختلاف وجهات النظر حول كيف يدار العمل الصحي إضافة إلى تضارب المصالح وتقسيم القطاع الصحي إلى مجموعات وأجنحة ما إن تتولى مجموعة إدارة الوزاتين الاتحادية أو الولائية إلا وتبدأ في إقصاء المجموعات الأخرى الذين هم جميعًا ينتمون للمؤتمر الوطني بل يذهب الأمر إلى إحداث تغييرات جذرية للإستراتجيات الموضوعة من قبل السابقين مما يودي إلى إحداث توترات دون وضع أي اعتبارات لما بُذل من جهود سابقة أو الاستفادة من الكوادر الموجودة بل جميع القيادات الجديدة التي مرت على الصحة لا تثق إلا بمجموعتها دون الأجنحة الأخرى مما يتسبب في إحداث مزيد من الصراعات فقيادة خط مهني في مثل هكذا وزارة لا ينجح ويرى كثير من الأطباء العاملين بالمستشفيات إلى جانب إدارة الوزارة بعقلية أحادية إقصائية لها أحقاد متراكمة عبر السنين وتعتبر امتدادًا لتيار يحرك الأمور من خلف الكواليس ويقول مساعد المدير السابق لمستشفى بحري د. أحمد زكريا أن إدارة المستشفيات اختلفت من عهد إلى آخر وكانت في السابق تقوم على تعيين مدير عام للمستشفى إضافة إلى أمين عام لا يشترط عليه أن يكون طبيبًا وإنما مؤهل إداريًا ومنوط به الإشراف على العمل الإداري وهم الآن يعملون في مفاصل العمل الإداري داخل المستشفيات والوزارات بعد تعديل المنصب واستحداث وظيفة مساعد المدير العام بالمستشفيات من مهامه العمل التنفيذي والإداري وهم أطباء عموميون وبعضهم اختصاصيون وهم أكثر دراية بالعمل الإداري، وتم ذلك بعد إجراء العديد من الورش والدراسات لأهمية هذا المنصب في عهد الوكيل الأسبق د. عبد الله سيد أحمد واستمرت التجربة حتى عهد الوكيل، ويرى أن التجربة أدت إلى إحداث نهضة داخل المستشفيات، ومن الإيجابيات أيضًا معرفتهم بالمشكلات وكيفية حلها وهنالك نتائج ملموسة في البنية التحتية وتسهيل حركة المرضى وترابط بين المستشفيات مما جعلهم مسؤولين عن جميع شؤون المستشفى بمشاركة مديرها إلا أن التجربة ولّدت احتكاكات وعدم قبول من قبل الاختصاصيين لكن حركة التنقلات بين هؤلاء الأطباء جعلت التجربة لا تستمر بصورة جيدة.