زمنُ الرهبةِ في مقاماتِ العطاء ْ عروة علي موسى [email protected] يسكرني الحرف الشجي المترع بتضاريس النفس وانفلاتها .. فالحرف إذ ذاك يكون جغرافيا .. فبه يكون الشوق لعوالم لم أرتادها من قبل .. شقشقة الطيور عند الصباح .. ودس الشمس لنفسها بين أكوام السحاب .. وانكسار الظلال قبيل المغيب في فصل الصيف .. وضوء القمر الخجول في ليلة شتاء بارد .. كل هذا يخلق تلك العوالم .. فيتملكني الحنين حنيناً لا أبدي كنهه .. حدثني أبي عن زمن الرهبة في مقامات العطاء .. ( لك أن تعلم يا بني أن النفس مجبولة على الرهبة في ساعة التعرف الأولى فلا تدع تلك اللحظة تقودك .. ) بدأتُ الرحلة وكانت نبال القوس تلك الوصية ... الحلم الموءودُ في صدري تحاصره الأماني كالحاتٍ .. أرّقه الحرف فرّق له .. بكاه الليل فسهّده .. كان حلمي كلِفٌ بالعناد والتشويش على مدى الرؤية .. متكور في الخاطر ومشوه الوصف على خارطة الأشياء .. فلا أكاد أتبين ملامحه .. غيري يرضى بغيره وهو لا يرضى إلا بي .. عجيب لأمره .. لا أطعمني من زاده ولا تركني أتلصص الحضور من ذاكرة غيري .. هكذا قيدني .. ( وخلاني ما بين النعسة والأرق الفتر أفتح منافذ الدهشة للحلم الورد .. أقفل منافذ الدهشة لي ضلاَ كِبر .. والدنيا ليل ... وأزداد شبر ) فأنا أقدر ما أكون علي نسج الحروف فحرف ( الحاء ) حرف الحنين والحزن والنواح لا الحزن أدخلني الكفاية ولا استطاع فحيحه أن يحرق القلب المباح فالحزن أصغر من أن يوازي لوعتي أو أن ( يرتب حزمة الحزن المشتتة في غنوتي ) واقف معاك ... أحرق صقيع الغربة من نار لوعتك وأتناوب الشوق ( لي شروق داك الصباح ) ما ديكنا صاح بي كتمة الحزن البتجرح في القلوب والنيل هناك ماليه شوق لي نجمة الهجعة البتعرف وجعتو ماليه شوق لي طلة البنت البترسم لوحتو ما شوقها فاض وحنينها زاد لي زول وحيد في غربتو غنيه يا ملك الحزن ... غنيه حزن الدروب غنيه بي موال حزين يجرح قلوب يرسم خيوط حزناً إرافقك في الدروب والله ياملك الحزن ... قد كنت تسأل آخر الأحزان عن معني الحزن ؟؟! لتُحزِّن الأحزان في معني الحزن قد كنت قالوا ... لكنما الحزن النبيل وطوله قد أخرجاك ذات مرة من حزن فانيةٍ لحزنٍ هاج في وجهك فقالوا ... (يا ليل ابقا لى شاهد.. على نار شوقى وجنونى... ) فكلٌ يغني على ليلاه .. آواه يا عذابات التلبد عند المنح ... فنحن جيل يمارسه التشرد والرحيل .. ما نحط الرحال في محطة حتى نفكر في المحطة التي تليها ..( محطات كمحطات مصطفى سعيد ) وللوطن ما زلنا نغني : هذا الحنين لكَِ كُلُّهُ هاكَ كَمَا تَهْوَى الفصولُ عَلى الأيام دفقة المطر الشجي خُذْ حَفْنَةً مِنْ نشوة الوجع البهي وَامْضِ.. لا تحزن إذا جهلوك أوْ قالوا عليك حَلِّقْ... ورغم كل شيء ما جرَّفت دواخلنا خرط المنافي ولا غرّبنا المدار .. فما زلنا نناجي أهلنا ومضاربهم بما يفهمون ... حليل عزي دار الكواهلة ونوقا حليل ضامر الحشا منو الوداعة دفوقا حليل صيد الخلا والمطرة كاجة بروقا طاريك يا أم عهود إلاّ الظروف لايوقا عروة علي موسى ،،،