اعلنت وزارة النفط عن انها جاهزة لتزويد الجانب المصري و السوداني بالنفط الخام حال اكمال إجراءاتهم لفتح اعتماد مستندي لدى المصارف العالمية وموافقة مجلس الوزراء العراقي على ذلك، مشيرا في الوقت ذاته الى ان العراق وافق مبدئياَ على تزويد البلدين بالنفط الخام بطريقة الدفع بالآجل. وكان كل من مصر والسودان قد طلبا من العراق مؤخراَ الموافقة على تزويدهم بالنفط الخام لسد حاجتهما المتعاظمة من استهلاك الوقود والمشتقات الاخرى بعد تكرير الخام لديهما. وأكد المتحدث الرسمي باسم الوزارة عاصم جهاد في تصريح ل(الصباح) ان وزارة النفط مستعدة للمباشرة بتزويد الخام الى كل من مصر والسودان بعد أن يتم إشعارنا من قبلهم بذلك لان العراق عضو في منظمة الشفافية الدولية وحسابات صادراته والواردات النفطية خاضعة للمطابقة من قبل المنظمة.واكد ان مساعدة العراق لاشقائه العرب تتمثل بقبوله بالدفع بالاجل عن الصادرات النفطية ما يخفف عن الدولتين اعباء اقتصادية ويقدم لهما التسهيلات.واشار الى ان الكرة الان في ملعب الشقيقتين مصر والسودان وان مباشرة العراق بتزويدهم بالنفط الخام مرهون باكمال اجراءاتهم المتعلقة بفتح الاعتماد المستندي لدى احد البنوك العالمية وموافقة مجلس الوزراء. وكانت الهيئة العامة للبترول المصرية تقدمت بطلب رسمي إلى مجلس إدارة البنك الأهلي المصري، لفتح اعتماد مستندي يماثل 3 شهور بقيمة 1.2 مليار دولار، للبدء في استيراد الخام من العراق.وقال محمود منتصر نائب رئيس البنك الأهلي في تصريحات صحفية، إن مجلس إدارة البنك يعكف حالياً على دراسة الطلب ومدى توافر سيولة كافية لتمويل الشهور الثلاث الأولى من التعاقد، الذي تعتزم هيئة البترول إبرامه مع العراق.ومن المقرر أن تستورد الهيئة العامة للبترول 4 ملايين برميل من خام البصرة شهرياً لتكريرها في المعامل المصرية، بما يساعد على توفير ما بين 4 آلاف طن سولار و3 آلاف طن بنزين يومياً.وأضاف محمود منتصر أن البنك الأهلي اشترط حصول الهيئة العامة للبترول على ضمانة وزارة المالية، بسبب تخطي الهيئة سقف الائتمان الممنوح من جانب البنك.وتنص ضوابط البنك المركزي على ألا يمنح أي بنك عميلاً واحداً ائتماناً يتخطى 20 بالمئة من القاعدة الرأسمالية للبنك. وشدد منتصر على أن البنك الأهلي من أكبر البنوك الداعمة للهيئة العامة للبترول لحيوية السلع التي تقوم باستيرادها للسوق المحلية. وتعانى هيئة البترول، حالياً أزمة سيولة خانقة، ما يعوقها عن تمويل استيراد 5 ملايين برميل من الخام اتفقت مبدئياً على استيرادها من العراق وليبيا، حيث تسبب تأخر فتح الاعتماد المستندي في عدم وصول مليون برميل من الخام الليبي و4 ملايين برميل من الخام العراقي. وقال محمود منتصر إنه يدرك أهمية منح هيئة البترول التسهيلات الائتمانية المطلوبة لأن استيراد خام أفضل بكثير من استيراده كمنتجات بترولية مرتفعة القيمةويبلغ الاستهلاك اليومي لمصر من السولار نحو 38 ألف طن يتم استيراد 22 ألف طن منها من الخارج، فيما يبلغ استهلاك البنزين 16 ألف طن في المتوسط يتم استيراد 10بالمئة منها من الخارج. يذكر ان كل من وزارتي البترول المصرية والنفط العراقية، وقعتا اتفاقا اعلن بموجبه موافقة الجانب العراقي على تلبية الطلب المصري لتزويد الهيئة المصرية للبترول ب 4 ملايين برميل نفط خام شهريا عن طريق شركة تسويق النفط العراقية سومو.في الشأن ذاته قال وزير الاستثمار السوداني: ان العراق وافق على تصدير النفط إلى السودان وقبل أن يكون الدفع بطريقة آجلة. وأكد خلال عودته من بغداد في تصريحات صحفية بانه يوجد الآن فريق فني من وزارة البترول السودانية في العراق لمناقشة المسائل الفنية للاتفاق من حيث الكميات والمدفوعات.
