إيلون ماسك: لا نبغي تعليم الذكاء الاصطناعي الكذب    كل ما تريد معرفته عن أول اتفاقية سلام بين العرب وإسرائيل.. كامب ديفيد    دبابيس ودالشريف    نحن قبيل شن قلنا ماقلنا الطير بياكلنا!!؟؟    شاهد بالفيديو.. الفنانة نانسي عجاج تشعل حفل غنائي حاشد بالإمارات حضره جمهور غفير من السودانيين    شاهد بالفيديو.. سوداني يفاجئ زوجته في يوم عيد ميلادها بهدية "رومانسية" داخل محل سوداني بالقاهرة وساخرون: (تاني ما نسمع زول يقول أب جيقة ما رومانسي)    شاهد بالصور.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبهر متابعيها بإطلالة ساحرة و"اللوايشة" يتغزلون: (ملكة جمال الكوكب)    شاهد بالصورة والفيديو.. تفاعلت مع أغنيات أميرة الطرب.. حسناء سودانية تخطف الأضواء خلال حفل الفنانة نانسي عجاج بالإمارات والجمهور يتغزل: (انتي نازحة من السودان ولا جاية من الجنة)    البرهان يشارك في القمة العربية العادية التي تستضيفها البحرين    رسميا.. حماس توافق على مقترح مصر وقطر لوقف إطلاق النار    الخارجية السودانية ترفض ما ورد في الوسائط الاجتماعية من إساءات بالغة للقيادة السعودية    قرار من "فيفا" يُشعل نهائي الأهلي والترجي| مفاجأة تحدث لأول مرة.. تفاصيل    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    الدعم السريع يقتل 4 مواطنين في حوادث متفرقة بالحصاحيصا    الرئيس التركي يستقبل رئيس مجلس السيادة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    الأحمر يتدرب بجدية وابراهومة يركز على التهديف    كاميرا على رأس حكم إنكليزي بالبريميرليغ    الكتلة الديمقراطية تقبل عضوية تنظيمات جديدة    ردًا على "تهديدات" غربية لموسكو.. بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية    لحظة فارقة    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    كشفها مسؤول..حكومة السودان مستعدة لتوقيع الوثيقة    يحوم كالفراشة ويلدغ كالنحلة.. هل يقتل أنشيلوتي بايرن بسلاحه المعتاد؟    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    تشاد : مخاوف من احتمال اندلاع أعمال عنف خلال العملية الانتخابية"    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    صلاح العائد يقود ليفربول إلى فوز عريض على توتنهام    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    برشلونة ينهار أمام جيرونا.. ويهدي الليجا لريال مدريد    الجنرال كباشي فرس رهان أم فريسة للكيزان؟    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    العقاد والمسيح والحب    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ذكريات مايو اتولد ....وما ولدنا حتي الان!!!
نشر في الراكوبة يوم 31 - 05 - 2014


***توطئه:
حين وقعت مايو كنا في الثانوية العليا ننحو نحو الجامعة بوعي متفتح علي الحياة بامل عريض ومستقبل زاهر في كل مناحي الحياة مما اورثتنا اياه نهاية حكم عبود وفترة الديمقراطية الثانية التي شهدنا فيها مؤتمر المائدة المستديرة لحل مشكلة الجنوب وشهدنا الانتخابات العامة وشهدنا فيها بتطلع نهم مؤتمر القمة عام 1967 وكنت بين جموع المستقبلين للقادة العرب وخاصة عبد الناصر والملك فيصل هذا من ناحية السياسة اقتصاديا كان القطاع الخاص اجمالا بدا ينمو بوعي يملا السوق المحلي بالمنتجات الصناعية المعتمدة علي حاصل الزراعة وكانت الحكومة فقط تدير المشرروعات القومية مثال الراحل المقيم مشروع الجزيرة وسكة حديد والصحة والتعليم الذي شهد استقرارفي الهيكل والمحتوي مع تجربه حديثة لتدريس اللغة الانجليزية بالتلفزيون تحت التجربة علي ان تعمم بعد الدراسة لكل السودان ويكون في ذات الوقت تم امداد شبكة المايكرويف فماتت التجربة ولم تجد من يجددها ولك ان تتصور كيف كنا سندخل عالم التكنولوجيا في التعليم في تجربة سبقنا كل محيطنا العربي والافريقي اما في جانب الرفاهية فقد كان المسرح يشراب وكانت الفرق الزائره مع السودانية مع رحلات الفنانين لانحاء البلاد المختلفة مع نشاط رياضي ينحو نحو النضج مع سينما ترفيهية وتعليمية تاتي بافلام كتب الادب الانجليزي وتعرضها للطلبة باجور زهيده وبعروض خاصة واذكر انني شاهدت فيلما بامدرمان عام 1968 وشاهدته في دولة خليجية 1989!!! اما اخر مشروع ضخم قامت الحكومة الديمقراطيةهو مشروع محطة الاقمار الصناعية (بابو حراز) مع شبكة المايكرويف في مرحلة القراءة الثالثة بالبرلمان وكانت تكلفته تزيد قليلا عن مليون دولار ما يعادل ثلثها سوداني ويبقي ان نشير الي اهم حدثين عجلا باجهاض الديمقارطية وكان مقدمة لمايو 69اما الحدث الاول هو طرد نواب الحزب الشيوعي من البرلمان دون اي دعوي قضائية او اي ذنب جنوه وثانيها العمل علي وثيقة الدستور الاسلامي في البلاد هذين الحدثين مع اشواق اليسار كانا الضربة القاضية وقاصمة الظهر التي لم نخرج منها حتي الان كما قال احد الكتاب كيف لطائر ان يطير بجناح واحد وهكذا وقعت مايو يوم 25/5/1969ولم يكن خافيا علي الحكومة ان انقلابا سيقع خاصة بعد ان جاءت سيدة لوزيرالمالية الشريف حسين وكان قد خدمها في تسوية معاش زوجها وتوظيف شقيقها فارادت ان ترد له الدين حتي شك فيها بذكائه وخبث السياسيين فرفض مقابلتها عن طريق سكرتيره الا انها كانت ذكية حين قالت للسكرتير قل له ( اللي في بالك ما أتيت من اجله اردت ان اخدمك كما خدمتني ) فسمح لها بالدخول فقالت له ( انا اسكن في حي كذا بالخرطوم بحري ووصفت المنزل وقالت انها لا تعرف السياسة ولكن لاحظت حركة غريبة في منزل يجاورها حيث يجتمع بعض الضباط واحس بانهم يخططون لشئ ما وذلك كل يوم اثنين ويوم الاثنين القادم ساترك البيت والباب موارب وهناك برميل بجوار الحائط تستطيع ان تجلس عليه بارتياح وتعرف ماذا يدور ) وفعلا ذهب الشريف واكتشف ان هناك تخطيطا لانقلاب بل وعرف العسكريين فردا فردا وان لم يكن نميري حاضرا وخرج من هناك الي بيت الرئيس ازهري فوجد معظم وزراء الحكومة فقال قولته الشهيرة ( انتم هنا تجتمعون ولا تدركون ان المعبد سينهد علينا جميعا ) وافشي اليهم ما سمع وراي واجمعوا ان يسلكوا طريق المؤسسية فخاطبوا وزير الدفاع كتابة الذي حول طلبهم لرئاسة الاركان ثم للاستخبارات فجاء تقرير الاستخبارات بعدم وجود اي تحركات داخل الجيش ونسوا ان الذي وقع التقرير هو الرائد مامون عوض ابوزيد !!!
وقعت مايو 1969 برئاسة العقيد جعفر محمد نميري ومدني واحد لاول واخر مرة في تاريخ الانقلابات العسكرية عموما هو السيد/ بابكر عوض الله القاضي الاشهر بين قضاة السودان وعضوية مامون عوض ابوزيد (والده زعيم اتحادي ولعب للهلال والمريخ) وزين العابدين محمد احمد عبدالقادر (والده اتحادي وهو فاكهة المجلس ) وابو القاسم هاشم وابو القاسم محمد ابرااهيم وخالد حسن عباس وهؤلاء محسوبون علي القوميين العرب اما المقدم بابكر النور وهاشم العطا واعيد من المعاش الرائد فاروق حمدالله وهؤلاء محسوبن علي اليسار السوداني وواضح ان الذين اعدوا للانقلاب وقعوا في خطاين :
اولها خطا تكوين المجلس غير المتجانس في الرؤي والافكار او حتي في الصداقه كالتقسيم اعلاه !!!
ثانيها فات علي اليسار السوداني ان الرئيس الذي جئ به ليكون كبري يعبرون عليه –نسوا انه متطلع للحكم وانه شارك في انقلاب الملازم الكد وبراه وزير اعلامه لاحقا العميد عمر الحاج موسي وتطلع نميري ناتج من انه سليل اسرة حكمت في منطقته والذين درسوا تاريخ رابعة وسطي سابقا لعلهم يذكرون صورة قلعة ودنميري وهوجد الرئيس النميري الذي تقول روايات اهل المنطقة انه كان حاكما جبارا لدرجة لم يكتشفوا وفاته الا بالرائحة !!!
ومعلوم من المتواتر من الروايات ان اليسار كان بين خيارات لقيادة الانقلاب اولهم العميد مزمل سليمان غندور وهو محامي وصحفي له مقالات في الصحافة السودانية كما انه اتحادي فاز في انتخابات الديمقراطية الثالثه كما كان مرشحا اللواء احمد الشريف الحبيب الذي اصبح لاحقا محافظا لمديرية الخرطوم ولكنهم فضلوا نميري بزعم قوة عارضة العميد واللواء وسهولة نميري في القيادة ونسوا خلفيته التاريخية !!!
يؤثر لمايو 1969 الاتي :
*هي اول نظام يشرك اساتذة الجامعات والتكنوقراط لذلك حفلت وزارتهم باسماء سودانية لامعة في العلم والكفاءة ( دكتور عقباوي محافظ مشروع الجزيرة برف محمد عبدالله نور وزير الزراعة لاحقا مدير منظمة الفاو العالمية ) والحقيقة ان مايو استوزرت عشرات الكفاءات من الجامعات والوزارات في الوزارات او الاتحاد الاشتراكي وكانوا اسماء لامعه مثل الاستاذ احمد عبد الحليم والاستاذ/ عبد الرحمن عبد الله والدكتور محمد عثمان ابوساق ومهدي مصطفي الهادي والدكتور منصور خالد (الليبرالي الوحيد في اول تشكيل وزاري وحقيقة كانت 3 مقاعد وزارية شاغرة لم تعلن اسماءها لفترة قيل يومها انها لجناح الصادق المهدي والذي رفض ثم اعتقل اولا بكوبر ثم شندي ثم نفيه لاحقا مع عبد الخالق للقاهرة ) ربما جاء منصور في قمة حمرانية مايو لسببين اولها سكرتاريته لعبدالله خليل وانتمائه لحزب الامة وثانيها كتابته في الدوريات وخاصة (هنا لندن) عن الشباب وفعلا جاء وزيرا للشباب ..كذلك جاء الدكتور جعفر محمد علي بخيت للحكومات المحلية وعبدالكريم ميرغني ومكاوي مصطفي والدكتور اسماعيل الحاج موسي وشقيقه العميد عمر الحاج موسي ثم اللواء عوض احمد والدكتور بشير عبادي والدكتور عبد السلام ابو العلا والبرف علي فضل وموسي عوض بلال والدكتور علي عثمان محمد صالح وغيرهم كثير من صفوة الوطن وقد سالت البرف عثمان سيداحمد رحمه الله عن كيفية تعيينه وزيرا للتربية والتعليم فقال لي (فوجئت يوما وانا بمكتبي للمجلس الاعلي للفنون والاداب بهاتف المكتب يرن وبعد السلام قال معاك جعفر نميري وقررت تعيينك وزيرا للتربية والتعليم ) هكذا دون اي واسطة وهناك العشرات مما يضيق المجال عن ذكرهم وهذا فقط علي سبيل المثال لا الحصر !!!
*ويؤثر لمايو انشاء المجالس المتخصصة مثل المجلس الاعلي للفنون والاداب بقيادة الراحل المقيم جمال محمد احمد وكوكبة من المبدعين شملت الفنان الصلحي الذي صار لاحقا وكيلا لوزارة الثقافة وشمل الروائي العالمي الطيب صالح واخرين كثر !!!
*كذلك يؤثر لمايو انشاء مهرجانات الثقافة في المسرح القومي بامدرمان ولكل اهل السودان !!!
*وكان هناك عيد العلم الذي تجول في المديريات !!!
*كذلك اعياد الوحدة الوطنية !!!
*كذلك يؤثر لمايو انشاء الفرقة القومية للتراث والفلكلور والتي شملت كل الوان الغناء الشعبي في كل انحاء البلاد !!!
*ويؤثر لمايو انشاء فرقة الاكروبات السودانية !!!
*كذلك تعديل السلم التعليمي الذي وجد معارضة شديدة من كبار رجال التربية والتعليم ربما لسرعة تطبيقه !!!
*ويؤثر لمايو انها اول من اخرج البترول السوداني !!!
*انشاء معهد الموسيقي والمسرح والدراما !!!
*انشاء طريق الخرطوم /مدني القضارف/كسلا /بورسودان !!!
*انشاء كوبري حنتوب !!!
*انشاء جامعة الجزيرة وجامعة جوبا !!!
*اما التنمية الصناعية فقد وضعت خريطة كبيرة لقيام عدد من الصناعات مثل مصانع السكر (كنانة وعسلاية) ومصانع النسيج وعلي ما اذكر ان عددها كان 9مصانع قام منها مصنع الصداقة الصيني في الحصحيصا ومصنع الحاج عبد الله وغيرها وهناك عدد من المدابغ للجلود ..............مشكلة تلك الخريطة الطموحة لم تراقب بدقه وهناك مشاريع ومصانع جاءت معداتها وتم تخزينها في الميناء حتي اكلها الصدأ وبيعت خردة كمثال لذلك هل قام مصنع ملوط للسكر وهل قام مصنع الحاج عبدالله للنسيج !!!وهل انتج مشروع الكناف حتي الان منذ سبعينات القرن الماضي والسبب فساد الادارة!!!
*مشروع الرهد الزراعي !!!
*ابرام المصالحة الوطنية 1977واستفاد منها الترابي وكرست لما نحن فيه الان !!!
اخطاء نظام مايو الرئيسية :
*التاميم والمصادرة حتي لرجال اعمال سودانيين امثال اولاد عثمان صالح مما جعل راس المال يحجم من الدخول للسودان وفقد السودان عمولات ضخمة خاصة مدينة بورسودان لانها كانت مركز الشركات الاجنبية وكانت لها عمولات من ثقل مركزها في شرق افريقيا!!!
*كذلك تاميم البنوك كان له اثار كارثية علي هذا القطاع الهام !!!
*تاميم شركات القطن الاجنبية العاملة في شراء القطن وتصديره مما القي بظلال قاتمة علي الاقتصاد لاحقا واثر تاثيرا مباشرا علي خطة التنمية الطموحة التي وضعت مع قيام الانقلاب فكانه اخذ اصبعه وادخله في عينه !!!
* حل الاندية الرياضية فيما عرف بالرياضة الجماهيرية دون سبب يذكر او دون ايجاد البديل يملا الفراغ وقد قاومت جماهير الرياضة ذلك بشدة حتي عادت في المؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي فبراير1977!!! وتلك كانت بداية النهاية للرياضة !!!
*بعد فشل انقلاب هاشم العطا اليساري انقلب الرئيس عكسيا 180درجة واقام حزب الاتحاد الاشتراكي بعد جولات ماكوكية زارت عدد من الدول في افريقيا (تنزانيا /زامبيا/مصر ) في اوروبا الشرقية ( يوغسلافيا /المجر / تشيكوسلفاكيا ) ثم اهتدوا الي صيغة تحالف قوي الشعب العامل وهي صيغة تدهورت حتي في مصر وكانت من أسبابها هزيمة يونيو1967مما يعني ان النخب السودانية في سبيل مصالحه تنظر بنظر دون بصيرة ودون قراءة بتامل في المدي البعيد وانما تنظر فقط الي المكسب قرب ارنبة الانف !!!
*تقلب الرئيس نميري بين كل الاتجاهات السياسية حفاظا علي الكرسي مما يؤكد ان لم يكن يملك فكرة ايدولوجية معينه !!!
*ترحيل اليهود الفلاشا (وما اثير حولها من لغط كثيف لم ينجلي غباره حتي الان )
اشهر الانقلابات المضادة لمايو :
معارك ودنوباوي والجزيرة ابا ( وخروج الامام الهادي مهاجرا ومقتله في الحدود بروايات مختلفه حتي الان !!!
انقلاب هاشم العطا يوليو 1971استمر من 19/7الي22/7اي ثلاثة ايام فقط وكانت نهاية ماسوية لافضل حزب شيوعي في العالم الثالث فكرا وتنظيما كأنما علي نفسها جنت براقش !!!
*انقلاب حسن حسين 1975 او كما قالت اجهزة النظام افكا ( المؤامرة العنصرية ) !!!
انقلاب محمد نور سعد او ما عرف بالمرتزقه 1976 ( الجبهة الوطنية / الامة /الاتحادي/الاخوان المسلمين )!!!
انقلابات صغيرة كثيرة لم يكشف عنها النقاب لانها انتهت في مهدها
اهم مشكلة مايو :
في تقديري اهم مشكلة واجهت مايو هي ان الرئيس نميري ما كان يملك فكرا لا اشتراكيا ولا راسميا ولا اسلاميا والدليل تخبطة وتحولاته الكبيره بين كل الاتجاهات الفكرية تمضية للزمن في الحكم دون النظر بعين البصيرة للمحصلة النهائية بفكر تجاه الوطن مما كانت خاتمته المجاعة والقوانين الاسلامية الشهيرة وتمرد الجنوب ومشكلته الاكبر ان كل الذين حوله ما كانت لهم بصيرة نافذه وناقده الا من اثنين اولهما الاستاذ حسن ساتي رحمه الله حيث جمع قادة الاتحاد الاشتراكي علي عشاء بمنزله وطرح عليهم كيفية تجديد دماء مايو بعد ان تكلس الحزب ولكن الصفوة قرروا علي لسان بونا ملوال ( انه ليس في الامكان ابدع مما كان ) ولا تستغرب اذا احترق الجنوب وثانيهما الدكتور منصور خالد حيث كتب عدد من المقالات منوها بالازمة الاقتصادية القادمة وستكون عنق الزجاجة في 1984/1985ولكن كل هذا ذهب ادراج الرياح !!!
يبقي واحد من اكبر مشاكل مايو في التنمية هو ظهور بهاء الدين من ناحية ودخول رجل الاعمال السعودي عدنان خاشوقجي وزوجته ثريا والصحفي سليم عيسي الذين بدخولهم خرج بنك شيزمانهتن الامريكي من السودان وقد فتح فرعا بالخرطوم واعتمد مكتبنا لمراجعته ولكن بدخول خاشوقجي والتلاعب بقرض 200مليون دولار عبر هذا البنك لمشاريع زراعية لزيادة الانتاج اغلق البنك فرعه وغادر ولدي احساس ان خاشوقجي لهف نميري وبهاء علي حد سواء !!!
**مخابئ نميري
عطفا علي نكته تروي عن القذافي قال ( ان الميري زاره ووجد التفاف الليبيين حوله بطريقه مذهله فقال لي هذا شعبك قلت له نعم قال لي بختك تحكم حتي الموت فاسالته وانت كيف مع الشعب فرد علي انا اذا اتغديت لا اعرف اين اتعشي واذا تعشيت لا اعرف اين يكون الفطور حي او ميت او معتقل لكثرة الانقلابات لذلك لدي نخابئ كثيرة ) شخصيا بالصدفه عرفت له مخبأ بالسلاح الطبي في الادارة العامة غرفه تقع بين مكتب الادارة العامة ( مكتبنا يومها) وبين المكتب السري ( لاادري الان هل تغير ام لا ) وكنا ذات صباح نمزح مع زميلنا محمد الفاتح رحمه الله بان نميري طرده من الجنوب لخلاف في حانه شعبيه واستفسرت الفاتح وهو رجل شرس وضخم وله قوة خارقه تظهر حتي في مشيته كانه ينصب او هو يتقلع فيها بباس شديد وكنت قد اطلعت علي فحوي ذلك الخطاب وسالته عن قوة نميري فرد علي (هذا اقوي سوداني في الجيش ) ثم قال لي انت تعرفني كما تري نميري هذا لكمني بونية خرقت القطية براسي وجئته ثانيا فلكمني اخري فخرقت القطية ثانية وفي الثالثه اشهر مسدسه في وجهي وقال لي ( انا وانت ما نقعد في بلد واحد ) وضحكنا ضحكات مجلجله ونسينا ان هناك (انتركم قديم مفتوح بيننا ومكتب الفريق الشلالي رحمه الله ) وفوجئنا بالاركانحرب جلال ياتينا ويحذرنا طالبا الهدوء لان هناك شخصية مهمة وبعد مدة فوجئنا بالرئيس نميري يخرج من الغرفه اياها بكامل هيئته لاحقا شاهدنا الغرفة فكانت مهيئة تهيئة كاملة للنوم اضافة الي مجسم لخريطة السودان ومجسم للعاصمة المثلثه بتامينها الدفاعي ولدي مروره بالممر الرئيسي توقف الرئيس في مكتب الصيادله عند الباب وبدا وكانه يتامل منظر السلاح الطبي امامه ولسوء الحظ كان الفاتح يحمل ملفات لتوقيعها من الفريق الشلالي وكان لابد ان يمر علي الرئيس وهو واقف ودار الحوار التالي :
الرئيس : ازيك يالفاتح
الفاتح : اهلا يانميري
الرئيس : ما رقوق من مساعد كاتب
الفاتح : لسه
الرئيس: تقاريرك سيئة
الفاتح : سيئه في زول قراها
الرئيس : لسع في لامتك دي
الفاتح : لسع
لاحقا جاءنا الفريق الشلالي مؤنبا الفاتح علي انه لم يحترم الرئيس اما رد الفاتح للشلالي بحكم زمالتهما لاكثر من 20عاما تلك قصة اخري !!!
ونحن نختم ذكرياتنا عن انقلاب مايو 69لا بد ان نختمها بنكته من نكات فاكهة مجلس ثورة مايو الرائد زين العابدين محمد احمد عبد القادر رحمه كما رواها لي برف في كلية الزراعة جامعة الخرطوم كان كلفه الرئيس نميري ضمن لجنة لدراسة موضوع الهجرة من الريف الي العاصمة ورفعوا التقرير للرئيس داخل اجتماع مجلس الوزراء وقال ان الرئيس سالهم سؤالا محرجا احتاروا في اجابته الا ان الزين بذكاء تكلم مع الرئيس في اذنه فضحك ضحكا شديدا ونسي السؤال وبعد الاجتماع سالنا الزين عن سر الضحكة فقال ( قلت للرئيس لو الهجرة وقفت الدناقله يحكمونا كيف ) !!!
*** تنويه *** ما اوردناه ونورده عن مايو 69 هو عرض فقط لان فترة مايو تحتاج لدراسة شامله موثقة بنظر فاحص وبصيرة لعل اجيالنا تستفيد من دروسها !!!
رحم الله الرئيس نميري وصحبه فقد جاءوا بحسن نية لبناء وطن نعتز به وحسابهم عند ربهم ولكن كما قال لي مرة الرئيس ( محنة السودان محنة نخب وضحك ومضي لشانه )!!!
سيف الدين خواجة
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.