نقلت الأخبار أن العديد من أعضاء المؤتمر الوطني الحاكم تقدموا للترشيح بصفة مستقلة في الانتخابات المزمع قيامها في أبريل القادم، وهذا مؤشر على أن أعضاء من داخل المؤتمر الوطني لا يرتضون هذه الانتخابات ليس لعدم شرعيتها وجدواها، وإنما لاستغنائهم من جنة الحزب و (سقطها) ولعدم حاجتهم للاستمرار تحت عباءة حزب لا يراعي ثقلهم بين أهاليهم في دوائرهم الولائية. ولربما يدلل على أن أياديهم قد استقوت بثقل بحر مواطنيهم الذين لم يحقق لهم الحزب غير الرزايا ومن قصد البحر استقل السواقيا. وقد أحبطهم قبلاً نفاذ المادة (58) بعد التعديل والتي نصّت: (يعيّن رئيس الجمهورية ولاة الولايات وشاغلي المناصب القضائية والقانونية وقيادات القوات المسلحة والشرطة والأمن ويعفيهم وفقا لأحكام القانون). مما يؤكد أن هذه المادة المعدلة كشّرت عن أنيابها ضدهم وأوصدت الباب نهائيًا دون أحلامهم، بل وجبّت الحاجة لقيام الانتخابات الولائية والرئاسية في أبريل من أصلها وبمجملها. إن خروج بعض من أعضاء الحزب بهذه الصورة الفردية (الأنانية) الصارخة يكشف أن الحزب الحاكم لا برنامج مشبع له ليتخم من تحت لوائحه الكثير من منسوبيه، الأمر الذي لم يعد مقنعًا للكثير من عضويته. فقد رفع أبناء المؤتمر الوطني أصواتهم بولاية الجزيرة منددين بأن هذا الحزب ظالمٌ ظالم، كما ويؤكد على أن أزمة الحزب الحاكم الداخلية التي أبعدت نافع علي نافع من الترشح للرئاسة في البارحة ما زالت تنضج تحت جمرٍ هادئ. أما أحزاب المعارضة فقد أسرجت رأيها المناهض للانتخابات فجرًا مستبينًا. الأمر الغريب هو في رد فعل المؤتمر الحاكم حيال هذا الخروج الارتشاحي، بأن هدّد بمحاسبة المرشحين المارقين (بصورة غير مسبوقة)! بينما لا توجد محاسبة غير مسبوقة في تاريخ الحزب إلا وقد اجترحها، فقد استنفد كل وسائل المحاسبة الضيزى في بيوت الأشباح وقوائم الطالح العام وفي فضاءات الهامش الطلق، لكن من يفيق بعد فوات؟ وقد انتظمت كل وسائل البحث عن حلول للمعضلات في اتجاه واحد. إن الانتخابات القادمة التي ستقاطعها الأحزاب المعارِضة بلا أدنى شك، وتقاطعها دول عديدة ومنظمات مراقبة الانتخابات المحلية والإقليمية والدولية وينسل من بين إبط المؤتمر الحاكم أعضاؤه إلى فضاء الاستقلالية إن جرت بهذه الصورة ، فإنها لا تستر عورة فاتورة البطاقات الانتخابية التي طبعت كأدوات لتحقيقها، ولن تثبت غير شرعية الخج السالفة. فالأخصر والمفيد والمتسق مع مسيرة حزب المؤتمر الوطني الحاكم القاصدة هو إلغاء فكرتها تمامًا والشروع في تطبيق نبوءة (بلة الغائب) التي تلقّاها كفاحًا وإشارةً حتى تكتمل مسيرة الإنقاذ البالغة ولو كره المرجفون. آدم صيام [email protected]