حوارات وافكار د.عبدالقادر الرفاعي والشعب لا تلعب به لعب الصوالج بالأكر حسن الطاهر زروق وحصاد الهشيم لو حدثت معجزة وعادت الذاكرة 4 عقود الي الوراء بحسن الطاهر زروق.. الي صولاته وجولاته في البرلمان (1954)، وفي جريدة الصراحة والميدان والجهاد, وفي مجلات الثقافة والرسالة والنهضة، فانه سوف يري كم تغيرت دني، وتبدلت احوال وكم اسرع زمن وقصرت ايام! من مقدمات الحرب الاهلية في الجنوب (1955) الي اشتعال اوارها في غرب الوطن وشرقه.. الي انهار الدماء الذكية التي جرت ليعبر فوقها انفصال الجنوب، ثم أي الاجزاء الاخري مهيأة لمجاراته.. وغيرها من عقود التنمية الضائعة الي المجاعات الي فتكت بابناء شعب غني بموارده ليصبح فريسة تهدده المجاعات الراسخة والطارئة كذلك. احداث تبدو وكأنها صنعت نفسها بنفسها بمعزل عن شعبنا العظيم. اننا ونحن نقف مشدوهين الي من تاه الوطن اليه، ليس بوسعنا الا ان نتساءل عما اذا كان العقل السوداني قادراً، بعد الان علي استباق الزمن او اللحاق بما فاتنا في خضم الصراعات الدامية التي صنعناها بايدينا، وعما اذا كانت التوقعات الان وحسابات المستقبل ذات جدوي فلا تكذبها الاحداث المتدافعة وتحكم ببطلانها.. ونعود للبداية "ولو عادت الايام ادراجها بحسن الطاهر زروق، اليس بمقدوره ان يوجه الينا سؤالاً: اليس التاريخ هو من صنع الانسان، وهل يقبل ان يسجل التاريخ لنا في دفاتر يومياته احوالاً لم نردها فسقطنا فريسةً لانقلابات وتقلبات لم نردها وفي تمزيق للوطن وتقطيع لأوصاله ولاحتراب لا طائل من وراءه.. وهكذا دواليك. ولكن هل كان حسن الطاهر زروق في كتاباته وفي مخاطباته في البرلمان حالماً وقد فاتته وقائع مهمة حين كان ينادي باليقظة والمزيد منها.. وبأقل مايمكن من المجازفات والتهور، وأقل مايمكن من اللهو والعبث بمصير شعب عظيم؟ الم يكن الحلم الذي كان مشروعاً عام 1954 حين كانت سماؤنا صافية – لتستحيل – خلاف لطبيعتها لتصبح افاقنا ملبدة بالغيوم ولتتدهور اوضاعنا الي هذا الدرك السيحق من التضعضع والارتجال؟ وهكذا وهكذا.. فأن ذلك القائد العظيم ان رفع يده (المحراث) لأشارت كلا.. ان بلادنا قد وصلت الي طريق مسدود وان هذا "الاتهام" في حاجة لانتصار حقيقي مستمد من الوطنية السودانية، لتعد القضية برمتها الصحيحة.. والوحيدة بالحوار السليم الناضج حول الاسس التي تحدث عنها - هو – لتحل العقدة التاريخية، ويكتب العقد الاجتماعي. اما العنف فلا يبقي علي النهر ولا علي الغابة ولا علي الجبل.