لو لم تقع بلادنا في دائرة البلدان النامية حيث تبقي الصحافة في ايدي النخب التي تلقت تعليماً تنحصر بسببه لديها الاشكال التقليدية للثقافة، فان وسائل الاتصال الجماهيري:" الصحافة، الاذاعة، التلفيزيون، المجلة المصورة... الخ. فسوف تبقي كل هذه الوسائط التي اشرنا اليها هي الاداة الرئيسية التي ينطلق منها وعي الانسان الي درجات اعلي. يمكننا القول ان انتشار الامية التي قد تتجاوز نسبتها ال 80% (هل هذه النسبة المؤية دقيقة؟)، ربما يجعل اهمية الاذاعة المسموعة في ازدياد، حيث تحد امكانيات المواطنين الضئيلة من قدرتهم علي اقتناء اجهزة التلفيزيون. هنا يقفز السؤال الي اي مدي يكون للصحافة الاثر المرجو او الحظ الاوفر في رفع وعي الانسان وتمكينه من الحقائق من حوله، ويمكننا من ثم قياس المعايير التي تحدد درجة تفاعل السودانيين مع معطيات البيئة التي تخضع للمؤثرات المختلفة كالاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ومهما يكن من تأثير كل هذه الاجهزة فان الانسان بامكانه ان يقطع بان هذه الاجهزة في مجموعها: المرئية والمسموعة والمقروءة دوراً حساساً سوي بالارتفاع برأي المواطنين او الانحدار به الي الحضيض. الحقيقة التي لايمكن غض الطرف عنها او عن تفاصيلها او انكارها، تتمثل في حالة الانحدار المتواصل للوعي الجماهيري. وهنا للصحافة دور بارز اذا اخذنا في الاعتبار الاعداد الهائلة للصحف التي تصدر يومياً وهي اعداد تحتاج الي دراسة وتمحيص وتقييم لاثارها سوي ان كان سلبياً او ايجابياً علي وعي المواطنين. هذه المقدمة الطويلة تاخذنا الي قضية محددة وهي ان عدداً هائلاً من الذين انخرطوا كالصحفيين من الشابات والشباب تستحق التقدير مهما كانت خطي ذلك التطور تسير بطيئاً، الا اننا اذا اخضعنا ذلك للفحص والتمحيص الدقيق، لا يفوتنا ان اعداد قليلة لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة لها اجندة خاصة لاتتواني في حمل معاول الهدم مشاركة لما يدور من بعض الصراعات في الاحزاب الوطنية وان هذه المجموعة تتخذ من اساليب التضليل والتزام جانب صف احد اطراف الصراع في تلك الاحزاب وتسريب بعض الوقائع والباسها اردية من الشكوك يريدونها ويشتهونها معاً، حتي ترتفع بادوات الصراع الداخلي لصالح مجموعة دون اخري ظناً منها انها تساعد علي هدم وتصفية تلك الاحزاب. ونواصل.