اصبحنا لآ ندرى هل ننشغل بالنظام والمساهمه فى تعريته، فى كل الجوانب الممكنه مع شرفاء الوطن فى الداخل أو الخارج أم نهتم بتفاهات (المتحولين) وتناقضاتهم وخيانتهم للوطن وللشعب بصورة لا يمكن ان توصف ولا تشبه خيانة اى مواطن لبلده فى أى مكان آخر حتى لو تجسس عليه وسرب معلومات عنه للأجنبى .. فخيانة هؤلاء تتسبب فى زيادة القتل والدمار فى كل يوم بإطالة عمر النظام، وذلك ما تحدثه جريمة التجسس أو التخابر مع الأجنبى. فجأة خرج السيد مبارك الفاضل المهدى، بتصريح غريب افضل منه يومه الذى انضم فيه (للطغمة) الفاسدة لا اقول متصالحا بل، إنضم للمنصب الذى عرض عليها وقتها كمساعد لرئيس الجمهورية! مبارك الفاضل أدرك أن (النظام) يتلهف لكل من يقول فى حقه او حق رئيسه كلمة طيبة، إذا كانت صادقه أو عن جهل وغباء أو من أجل مصلحة تحقيق شخصية. لذلك مثلما اسرع النظام بدعوة الفنانه السورية ( ) التى غنت للفنان الراحل الكاشف اسمر جميل وكأنها بترديد تلك الأغنية وضعت السودان فى قمة دول العالم، مع أن شيخ (النظام) على عثمان محمد طه قبل إقصائه للشيخ الأكبر (الترابى) فى المفاصله قال ذات يوم من خلال موقعه (الصغير) كوزير للشئون الإجتماعية لا كرة القدم ولا الفن من أولوياتنا، كناية عن أنهم لعب ومجون ورجس من عمل الشيطان ، وكان الإهتمام وقتها منصب فقط فى الترويج لثقافة الكراهية والموت واشهادة والجهاد وحرب الإبادة والإقتران ببنات الحور، وحينما تمنعت بنات الحور تحول أقزام النظام لإستبدالهن بحوريات الدنيا مثنى وثلاث ورباع، ومن خلال مال حرام منهوب من خزينة الشعب السودانى وممتص من دمه، خصما على إحتياجات مرضى السرطان والفشل الكلوى، دعك من مجالات (الرفاهية) كهرباء ومياه وخبز التى تتوفر لأقل الدول دخلا فى أفريقيا والتى ما كانت تمتلك ثروةوموارد كما كان يمتلك السودان ولم تنل إستقلالها قبل السودان. على ذات النهج (التلهفى) ومثلما فتح النظام أحضانه (للمتحولين) و(المتحولات)، الذين حصلوا على حق اللجوء والجوزات الغربيه، من خلال (إنتحالهم) لقضايا المناطق الأكثر تضررا، غافرا لهم كلما قالوه عن النظام فى السابق الذى وصل درجة (الخيانة الوطنية والدينية العظمى) بحسب منهجهم، كذلك فتح النظام ابواب مكاتبه وإحضانه وشاهدنا الصور التى تجمع (مبارك الفاضل) مع المساعد الأول لرئيس جمهورية النظام، بمجرد أن قال كلمتين – طاعمتين - فى حق قاتل الشعب السودانى بالملايين المطلوب للعدالة الدولية (عمر البشير)، هما أنه متواضع وطيب، وكان التمهيد لذلك تصريحه الداعم لخارطة طريق (أمبيكى)! فى حقيقة الأمر (الطيب) هو (مبارك الفاضل)، لا بالمعنى الذى قصد به (البشير) وإنما بالمعنى الذى يقوله (المصريون)، عن الإنسان الطيب مثلما (مبارك الفاضل). فبأى أمارة وعلى أى اساس وصف (مبارك الفاضل) الذى كان أحد الموقعين على ميثاق الفجر الجديد فى كمبالا ألبشير بأنه طيب؟ هل التصديق على إعدام الشهداء مجدى وجرجس واركنجلو نوع من الطيبه .. هل إعدام 28 ضابطا إضافة الى صف ضباط خلال ساعات نوع من الطيبه .. هل إبادة اهل دارفور وغيرهم فى جهات السودان المختلفة نوع من الطيبة .. هل فصل الجنوب وما تبعه وحرمان أهله شق تمرة نوع من من الطيبة .. هل وصفه لشعب الجنوب الذى جمع مبارك الفاضل من خيراتهم ومواردهم المحدودة ثروة لا بأس ، بأنهم حشرات .. طيبة؟ هل حديثه عن تلك الفتاة المجلودة ومن تعاطف معها حتى لو كانت (عاهرة) نوع من الطيبة؟ لا داعى أن ننكأ كل الجراحات ونكتفى بسؤال للسيد/ مبارك الفاضل، هل يعقل آخر وزير داخليه فى نظام ديمقراطى وكان تقريبا الرجل الثانى وقتها فى حزبه، يتحدث بهذا النوع من "الإبطاح" والخنوع والخضوع والأذلال لضابط برتبة (عميد) سوف تلازمه وصمة العار وصفة (المتمرد) و(الإنقلابى) و(المجرم) فى تاريخه كله حيا وميتا؟ معك الف حق الشاعر الراحل (الحاردلو). أما (درق سيدو) – كمال عمر – ربنا يرحمه سيده ، فقد عرفت أغراضه واهدافه ومرض (السلطة) حتى لو جلس تحت ظلها. فى كل يوم يخرج كمال عمر بتصريح يكشف عن غباء غريب والمحامون فى السابق كانوا من اذكى السودانيين وتحكى عنهم العديد من الروايات التى تؤكد ذلك فى الجانب السياسى، أو فى مجال عملهم، رحم الله مبارك زروق. درق سيدو بلا حياء يتحدث عن الثوابت والخطوط الحمراء ورفضه لإنهيار النظام، ودرق سيدو كان يتابع سيده شبرا بشبر وذراع بذراع ويردد ما يقوله، حينما كان يطالب رئيس النظام بالذهاب للمحكمة الجنائيه وكان يتبعه هو بتصريح واضح أن هدفهم هو إسقاط النظام، الآن اصبح إسقاط النظام خط أحمر وربما (بمبى)! ثم درق سيدو لا يخجل من ان يتحدث عن الديمقراطية وأن الآخرين لا يقبلون بالديمقراطية إذا أتت بالإسلاميين وكأن منهج (الإسلاميين) ديمقراطى لا مع (الشورى) التى لا علاقة لها (بالديمقراطية)؟ وكأن (هتلر) من حقه التباكى على الديمقراطية، فلمن لا يعرف الإسلاميون هم نازيون هذا العصر، بل اشد سوءا فبعد ذهاب هتلر اصبحت المانيا قوة عظمى، أما بعد رحيل الإسلاميين فى السودان فلا أتوقع أن يجد من يخلفهم (عظمة). ومتى حكم الناس نظاما (إسلاميا) منذ 1400 سنة والتزم بالديمقراطية؟ هل النظام الذى الذى يطبل له - درق سيدو - الآن ويدافع عنه ديمقراطى وهو يصر رغم الفساد والفشل وجرائم القتل والإبادة على الأستمرار لأكثر من 27 سنة، هل كان النظام (الأخوانى) فى مصر ديمقراطى فى جميع ممارساته خلال عام واحد، هل أردوغان فى تريكا (ديمقراطى)؟ الأهم من ذلك كله أن يعلم درق سيدو بالا أحد يرفض الإسلام كدين فى (المجتمع) ولا أحد يرفض ان يصبح (مسلما) حاكما أو رئيسا طالما أرتضاه الناس أو أن يكون هنالك حزب كله مسلمين وهو الذى يحكم بلد، المرفوض هو أن يكون هنالك حزب يضيف الى إسمه كلمة (إسلام) لأن هذه، هى المتاجرة بعينها وهذا هو الأفيون بعينه. وماذا يعنى نظاما أو حزبا إسلاميا، الا يعنى ذلك أنه ضد أن يحكم بلد (مسيحى) أو أن تحكم إمراة حتى لوكانا الأكثر علما وثقافة وكفاءة وخبرة ووطنية؟ اليس هذا مهدد حقيقى لدولة المواطنة وللدوله المدنية التى تميز الناس بسبب دينهم أو ثقافتهم أو نوعهم؟ سوف يقول لك (ساذج) لماذا لا يحكم بلدا نظاما إسلاميا، إذا كانت غالبية اهلها مسلمون؟ الجواب ومن قال أن المسلمون كلهم يريدون نظاما (إسلامويا) لا دولة مواطنة مدنية حديثه من حق أى مواطن فيها أن يعتنق ما يشاء من دين؟ ولماذا تشن الحركات (الإسلاموية) المتطرفة هجوما على الدول والأنظمه التى إختارت شعوبها إنظمة ليبراليه أو علمانية، اليس ذلك لأنهم يرون من حقهم فرض نظام الحكم الذى يريدونه حتى لو كانوا أقلية؟ حتى متى تعرفوا أن توجهاتكم هذه ضد حركة التاريخ وضد التطور وضد الإسلام نفسه، لأن كل من (الصق) نفسه بالإسلام اساء اليه فى النهاية. ما لا يعرفه أويفهمه كمال عمر أن الإسلام فى (اصوله) دين قادر على أبراز شخصيات مؤدبه لها قيم وأخلاق ومبادئ لكن الأحزاب (الأسلاموية) غير قادرة على ذلك لأنها تتبع (الفروع) فيبرز من بينها الطغاة والديكتاتوريين يصل بهم طغيانهم الى ممارسة الطغيان والديكتاتورية حتى على رفاقهم بل على شيوخهم وقادتهم ومرشديهم. ثم حينما يدركوا بأن التجربة لم ولن تنجح، فهم يستجدون إعفاء الديون من الدول (الكافرة) وهم ينتظرون الدعم والمساعدات فى كآفة المجالات منها وهم ينتظرون الدعم فى مجلس الأمن من دول كافره بل ملحدة .. وهم لا يستطيعون فرض (الجهاد) الا على شعوبهم المسالمه البرئيه، لذلك يلجأون الى الفساد، لأن القيادى أو الكادر الأسلامى الكبير والصغير يرى من مصلحته ان يأخذ حظه من الدنيا طالما أدرك أن آخرته (خربانه). فعن أى ديمقراطية تتحدث يا كمال عمر التى يمكن ان يقبل بها عاقل لكى تأتى (بإسلامى) حديثه عن تلك الديمقراطية مجرد خداع، لأنه لا يعترف بمؤسساتها لا قضاء ولا جيش أو شرطة، فقد أحال نظام (الأنقاذ) ومنذ بداية ايامه جميع القضاة الشرفاء للصالح العام وكذلك كان نظام (الإخوان) فى مصر مقررا أن يحيل 4000 قاض، وقتل (عمر البشير) 28 ضابطا فى اول سنة للحكم وأحال جميع الضباط غير الإسلاميين لللمعاش، وأدخل فى الجيش ضباط (إسلاميين) وسمح للضابط بإعفاء لحيته، بينما كان هو يعاقب حينما كان طالبا فى الكلية الحربية وبعد أن تخرج إذا شعر الضابط الذى يفتشه أن يده تشعر بوجود خشونه فى مكان لحيته ولو كان صادقا لرفض تلك التعليمات حتى لو ذهب للشارع، لكن لماذا يفعل ذلك (والغاية تبرر الوسيلة) وهذا الصبر سوف يوصله لكى يصبح رئيس ابدى لبلد لا يشبه أهلها الطيبون بحق. ثم لم يكتف بذلك بل هذا الطيب (رئيس النظام) كما وصفه مبارك الفاضل اسس الى جانب الجيش خمس مليشيات ارتكبت من الجرائم ما لا خطر على قلب بشر، وتلك وحدها جريمه لو كنا فى دولة مؤسسات لا دولة (الهمج) والتتار وخفافيش الظلام، لحوكم بسببها (رئيس النظام) بالإعدام الذى لا تنقذه منه غير تدخلات المنظمات الحقوقية والإنسانية "الكافرة" التى ترفض العقوبة بالإعدام، أما (النظام) الإسلاموى يا كمال عمر كما تعرفه أنت ويعرفه عمر البشير يحاكم الأخير بالإعدام دون شفقة أو رحمة لأنه خان الوطن ومواطنيه وقسمه واباد شعبه واهدر موارده وفرط فى حدوده ولا زال مبارك الفاضل يتغنى بطيبته! تاج السر حسين – [email protected]