كشفت الاحداث الدامية في جنوب السودان بعد الانفصال ، طبيعه الصراع والذي تمحور حول السلطة وليس غيرها. كشف الصراع القبلي بين اصدقاء الأمس دعاة السودان الجديد الذي يقوم علي المساواة والعدالة ، والذين تحولوا الي أعداء شرسين ،كشف طبيعه وهشاشة منهج التفكير فيما يتعلق بكيفية إدارة الصراع السياسي والإختلاف في وجهات النظر ،وضعف الوعي بحق المواطن البسيط الذي يسعي للإستقرار والأمن والسلامة والعيش الكريم . إستمرت الحرب في جنوب السودان لأكثر من ثلاثين عام دفع ثمنها المواطن الجنوبي البسيط وفقد الأسرة والماؤي وفلذات الاكباد ،متزامنا مع فقدان حقة في التعليم والصحة وغيرها . إستمرار الحرب جاء كنتيجة لفشل كل الأنظمة التي تعاقبت علي السودان سواء الديمقراطية او الشمولية ،والتي لم تجيد التعامل مع السلطة وكيفيه توظيق الموارد ،لتنمية شاملة ومتوازنة بين كل أطراف الوطن ،تزامن ذلك مع ساسة يحرقون أرضهم ،وهم يتوهمون البحث عن حياة متقدمة للجميع تحت نيران البندقية. ومن أجل التجييش والتعبئة لتحقيق الانتصار ،تم تغذية النعرات القبلية بين أبناء الوطن الواحد خدمة لطموحات الساسة الذين يتاجرون بدم الكادحين في الحكم. إنكشف المستور بعد فصل الجنوب عن شمالة بدعاوي التهميش ،بتناغم وتنسيق واضح مع حلفاءئهم من المجتمع الدولي(أمريكا ) وسلطة الإنقاذ الفاسدة ، باعوا للبسطاء الوهم بان الانفصال يحقق لهم الإستقرار والحياة الكريمة والتي طالما افتقدوها كثيرا ، وبشرهم دعاة السودان الجديد بأن دولتهم الوليدة والتي حررتهم من الشمال العربي المسلم، سوف تكون جنة الله في الارض ، ولكن بعد إستلام الساسة للسلطة و ضح انهم لا يملكون أي رؤيه لطبيعه المشاكل، والتي أختصروها فقط أن المشكلة كانت من الشمال، فحدث أن استبدلوا أشخاص بأشخاص بنفس منهج الفشل الشامل لإدارة الدولة بكل جوانبها الاقتصادية والإجتماعية والثقافية . لقد استلمو السلطة بيريقها ومالها الذي يسيل له اللعاب ، واعتقدو إن الحل في المحاصصه وتقسيم السلطه والثروه بين الساسة ،وعندها دار قتال دموي عنيف حولها ، فصارت أحلام البسطاء سراب بل عليهم دفع الفاتورة مجددا عبر الإصطفاف القبلي الواسع،و الذي اقحم فيه الصراع السياسي في دولة جنوب السودان حديثة الولادة ، فتقاتل الكادحين من الطرفين وسالت دمائهم الطيبة في أرض الجنوب إرضاء للزعماء المتسربلين بثوب الوطنية و جنوب للجميع ،وهم في الأصل يبحثون عن السلطة علي جماجم الكادحين . يظن الفرقاء في جنوب السودان، إن البندقية تحل كل المشاكل في كل الاوقات، ولا يوجد خيار آخر يحتكم الية الجميع دونها ،متناسين الكلفة العالية التي تخلفها في الأرواح والانفس ،وان جرحها صعب الإندمال، خاصة في مجتمع مشحون بالقبلية . كان بإمكان الساسة في دولة جنوب السودان وضع البندقية جانبا والبحث عن الحلول السياسية السلمية لانها مهما طال امدها فهي التي تحفظ الوطن وتحقن دماء الابرياء، كم من خلاف سياسي في كل الدول استمر لشهور بل سنوات ولكن بالحوار السلمي والتعبير السلمي عن المواقف وتبادل وجهات النظر توصل الجميع الي حلول مرضية .. ايها الساسة دعو دماء الابرياء جانبا وابحثو عن السلطة بطريق اخر. إن محاولة ممارسة الصراع السياسي عبر البندقية لايجعلك تخسر الحاضر فقط ولكن الأسوأ إنك ستخسر المستقبل. قلبي مع الكادحين من ابناء شعبنا في جنوب السودان وشماله . [email protected]