أكثر رئيس يمكنك غشه بسهولة و الضحك عليه و النيل منه هو عمر البشير .. امرأة عجوز اخترقت جميع حواجز القصر الجمهوري و دخلت و قابلت البشير و لم يكلفها كل ذلك غير ابتسامة صفراء و قميص لفريق برشلونة يحمل الرقم عشرة مدعية أنه من ميسي لإعجابه بالبشير و طبعا الفضيحة طلعت في اليوم التالي لكن البشير محصن أمام أعتى الفضائح ب(تخانة) الجلد و (مياتة) القلب .. لم يعد يستحي فبات يصنع ما يشاء. بعد جولة شملت المغرب و كينيا تاركا البلد في حال من الغليان، فرض البشير نفسه ضيفا ثقيلا على الإمارات العربية و مكث فيها أياما ذوات العدد و لما كانت الإمارات على وشك أن تحتفل بعيدها الوطني و لم ترد له تعكيرا .. كلمته السلطات الإماراتية برغبتها في مغادرة البلاد لأن أكثر من ضيف مدعو معتبر سيعتذر عن الاحتفال في حال حضور البشير المطلوب لجرائمه و لم يكن أمامه غير أن يغادر مودعا من قبل وزير العدل دون أن ننسى انصراف معظم قادة الخليج قاعة الاجتماعات بمجرد أن بدأ البشير خطابه بشرم الشيخ. سقط البشير سقطتان إبان أقامته بالإمارات الأولى لما سألته المذيعة بماذا تريد أن يتذكرك الشعب السوداني؟ و هو سؤال ماكر خبّأ وراءه ما قُصِدَ به أن نهايتك وشيكة و لكنها فاتت عليه و لم تلمس عصب حسه الميت فهو لا يزال لاهثا وراء الأضواء والسقطة الثانية عندما ودعه وزير العدل .. لما لها دلالة على أننا نراك مجرما و لا نرحب بالمجرمين في بلادنا. كذلك سقطت هيئة كبار العلماء بعد أن اخْتُرِقَ جدارها السميك بخطاب فحواه أن الهيئة وجهت خطابا لرئاسة الجمهورية طالبة منه التنحي و لقي الخطاب رواجا و انتشارا واسعا ولكن في اليوم التالي ظهر رد العلماء بخوف و ارتجاف رهيبين مستخدمين عبارة (تنحني) للشعب السوداني لتفويت العصيان على المعارضة و الهيئة تعلم أن هذا الخطاب سيجنبها غضبة البشير عليها. الخديعة هي أن من صاغ خطاب الهيئة الخاص بمطالبة البشير بالتنحي أراد معرفة موقف الهيئة الحقيقي تجاه ما يجري في السودان و لم يطل الأمر فقد ثبت بالدليل القاطع أنهم طوع رهن البشير بغض النظر عن سياساته التدميرية و كأني بهم و قد خُلغ البشير يصيغون خطابا آخر يصالحون فيه من يأتي بعده. البشير و نائبيه و وزراءه و ولاته و جميع جميع أركان سلطته غارقون في محيط من الهم في كيفية التصدي لحملة العصيان عليهم من جانب و من جانب آخر يؤكدون أن الأمور طبيعية و لا تتعدى الحكاية لعب عيال. حالة من الاستنفار العام تنتاب مليشيات البشير للعصيان الذي اندلع الأسبوع الماضي و الذي يهدد بالاستمرارية و لكنهم سيحاربون أشباحا و خيالات أو سيصنعون أعداء وهميين لمحاربتهم كما فعلوا بأطفال الشوارع إبان غارة خليل إبراهيم على أمدرمان. الخلاصة أن البشير و أتباعه يملكون القوة و يجهلون استخدامها و يملكون المال و يجهلون توظيفه و يملكون القرار السياسي و يتخبطون في الخروج من شراكه و علينا جميعا أن نلعب على وتر خفة عقولهم و صغرها و سلاحنا إرادة قوية و جوال و بضع حروف و كلمات لإرباكهم و لتشويش الرؤية عليهم نيلا منهم بإدخال الرعب في نفوسهم المرعوبة أصلا و إنا إن شاء الله لمنتصرون و إن مصيرا غاية في السوء ينتظرهم و لن نصغي لمن يقول عفا الله عما سلف لأن الذي سلف وطن أهْمِل، و شعب سِيْمَ الذل و الهوان و أرواح أزْهِقت لا لشيئ إلا لأنها نادت بإصلاح أو مغادرة العصابة. لا زلت و سأظل بكسرة ثابتة في كل مقال: إلْحَاقَاً لِلإعْتِصَامِ النَّاجِحِ وَ سَعْيَاً لِتَضْييقِ الخِنَاق عَلَى مَا يُسَمَّى بِحُكُوَمَةِ المُؤْتَمَرِ الوَطَنِي لِضَرْبِ قَادَتِهِ بِمَزِيْدٍ مِنْ الضَّغْطِ النَّفْسِيِّ الشَّامِلِ سَعْيَاً لإزَاحَتِهِمْ عَنِ السُّلْطَةِ، أُهِيْبُ بِكُلِّ أَحْرَارِ بِلادِي رِجَالاً وَ نِسَاءً وَ أخُصُّ الإعْلامِيينَ، القُرَّاءَ وَ المُعَلِقِينَ بِالتَّوَقّفِ عَنْ إلْحَاقِ صِفَتَي (الرَّئِيسِ وَ المُشِيْر) بِالعَمِيْدِ عُمَرْ حَسَن أحْمَدِ البَشِيْر لِعَدَمِ اسْتِحِقَاقِهِ وَ أهْلِيّتِهِ لَهُمِا وَ لِفَرْضِهِمَا عَلَيْنَا. و لأنَّ العَمِيد عمر البشير يُمَثِّلُ رَأْس النِّظَامِ فَإنَّ عَدَمَ الإْعْتِرَاف بِهِ بِالبَدَاهَةِ عَدَمُ الْإعْتِرَافِ بِكُلِّ نِظَامِهِ. [email protected]