زوجة الرئيس في بلادنا المنكوبة يطلقون عليها السيدة الاولي (ا) أو السيدة الاولي (ب) .. قد يكون جميلا لو قلدنا سوريا واطلقنا على السيدة الاولي لقب (سيدة العصيدة) .. فيكون عندنا سيدة العصيدة الاولى (أ) وسيدة العصيدة الاولي (ب) وذلك لانتشار العصيدة في بوادي ونجوع وبراري بلادنا الموطوءة بأرجل العسكر .. ففي سورية يطلقون على السيدة الاولي لقب سيدة الياسمين وذلك لانتشار زهور الياسمين من حلب الي درعا .. جاء في الاخبار ان السيدة الأولى (ب) وداد بابكر اعربت عن تقديرها لتبرع الكاردينال ببناء الطابق الأول لمستشفى سرطان الثدي .. وكالعادة ارتدي الكاردينال قبعته الشهيرة التي تشبه قبعة لاكي لوك الشخصية الكرتونية الشهيرة التى اسعدتكم وانتم اطفال .. ثم توج الاجتماع الميمون باخذ صورة تذكارية تجمع بين الثلاثة السيدة الفضلى والكاردينال وقبعة الكابوي .. كان يمكن للكردينال ان يرسل تبرعه هذا الى القصر الجمهوري في سرية وتحت اسم فاعل خير ويرفع الله العمل الصالح الى السماء ويتقبله (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) .. ايها السادة التابعي سفيان الثورى يقول زهد الفرض ان تدع الفخر .. الكاردينال ربما اعتقد ان ذاكرة الشعب تذوب وتتلاشى بسرعة مثلما ذاكرة الفتاة لوسي في فيلم 50 First Dates .. قبلها ذهب الكاردينال وقبعته الى كادوقلي ليوزع شاي باليانسون وتبرع لفريق هلال الجبال بمبلغ 200 مليون جنيه قبل المباراة .. الصحفي التجاني محمد احمد يقرع ناقوس الخطر حيث كتب (ما اصبح يفعله رئيس الهلال الكاردينال بتبرعاته المليارية قبل المباريات في الولايات سيفتح باباً من القيل و القال .. خاصة اذا انتصر الهلال و لعب المستضيف بنعومة او دخل اى هدف عكسي) .. كما اعلن بمبآهاة يحسد عليها تكفله بإقامة مستشفى للنساء والتوليد .. ودائما ما يستهدف الرجل الحقل الطبي او الرياضي .. وفي جوبا كان الجسد المثخن بجراح وديون المليونير الاردني صقر قريش (عبد اللطيف حسن مهدي) .. يعلن وبمعيته القبعة الكبيرة عن وضع حجر الاساس لمستشفي الكاردينال لامراض الكلى .. بلغت التكلفة اثنين مليون دولار ونصف (دولار ينطح دولار) .. حسنا فعل الرجل المحسن لكن صوره تسبق الاحداث كالعادة وتصل للصحف والاعلام المرئي والسوشال ميديا .. الكاردينال هنا يريد ان يسقى الشعب الجنوبي برمته شاي باليانسون .. والتابعي سفيان الثورى يردد زهد الفرض ان تدع الكبر . ثم تذهب تبرعات الكردينال والقبعة تباعا هنا وهناك وتتشتت شرقا وغربا .. ومعها -اي التبرعات- بالطبع آلة اعلامية ضخمة تتجرع الشاي باليانسون حتى الثمالة .. آلة اعلامية تحفز ذاكرة الشعب الصبور التى ربما إعتقد الكاردينال انها ذاكرة سمكة سعتها أقل من 1 بايت أو ذاكرة الفتاة لوسي في فيلم 50 First Dates كما ذكرنا .. ذاكرة تحتاج لتنشيط وانعاش دوما بتبرع جديد .. تبرع جديد مصحوب بشاي باليانسون .. وقبعة كبيرة كالراكوبة تضغط على الرأس (الماكن) الذي يصر على ملء اضابير ذاكرتنا المنهكة بالصور والتبرعات .. ثم يذهب الكاردينال وقبعته التي تشبه قبعة بطل الكرتون لاكي لوك - لوقا المحظوظ Lucky Luke - .. بعيدا ليعلن عن بناء استاد الهلال واطلق عليه (الجوهرة الزرقاء) وحسنا لم يطلق عليه اسم (القبعة الزرقاء) .. وقال الكاردينال ( دفعت هذه المبالغ عن طيب خاطر وهي تبرع مني للهلال، ولتأكيد ذلك فقد ادخلناها ضمن ميزانية النادي كتبرع وانا ما الزول ال بيدفع ويرجع يطالب بقروشه ويقول انها ديون - هنا يطعن في صلاح ادريس - ) .. وجدد الكاردينال التزامه بدفع 25 % من قيمة بناء الجوهرة الزرقاء .. الكارديناك هذه المرة يسقى جماهير الهلال قاطبة بشاي اليانسون .. اي ان نصف جماهير بلادنا الرحيبة الفسيحة تذوقت طعم الشاي باليانسون .. بعض الاقلام المقرضة دلقت الشاي باليانسون وشنت حملات شرسة على القبعة الفارهة وصاحبها المنفق المحسن واتهمته بانه سحب سيخ الاستاد وحوله الى بيته .. رد عليهم بأنه صاحب المال وصاحب السيخ وقال وهو ينبش الذاكرة عما تعلمه وهو في الابتدائي عن الدجاجة النبيهة النشطة (بأنه زرع الفول وحده وسيحصده وحده ) .. تذكرت مقطعا قصيرا قرأته في رواية (خريف البطريرك) منذ سنين مضت ان الديكتاتور ذهب للحلاق وبعد زين له شعره (ووضبه).. وأراد ان ياخذ اجرته .. سأله الحلاق بلباقة : سيدي الرئيس اين ابعث بفاتورة سداد النقود لوزير المالية ام لحسابك الخاص في البنك .. اجاب الديكتاتور : سِيّان .. اي مال الدوله وماله الخاص شيء واحد لاينفصلان .. ايها السادة صوّبوني ان اخطأت فذاكرتي ذاكرة سمكة (عديل) .. دائما ان القاعدة لها استثناء .. هناك من عزف عن شاي باليانسون .. ورفض الجلوس تحت سقيفة الكاردينال .. اتكلم هنا عن كمال شداد ( حيث سبق ان وجه قادة الاتحاد العام برد الاموال التى دفعها رجل الاعمال المعروف اشرف الكاردينال وذلك لعدم اتباعه الاجراءات الماليه الصحيحه.. والجدير بالذكر ان تبرع الكاردينال اعلن من خلال الاذاعة الرياضيه .وهو ما اعتبره قادة الاتحاد حمله دعائيه للكاردينال ) هكذا جاء في الاخبار .. والتابعي سفيان الثورى يردد زهد الفرض ان تدع العلو الرياء . ورجل اخر لم يتجرع و (يكركع) الشاي باليانسون .. ورفض تبرع القبعته وكردينالها .. كانت قيمة التبرع تبلغ 100 الف دولار.. صلاح ادريس رئيس الهلال وقتها خط الحدث باسلوب بارع حيث كتب (انا وقتها رئيس لمجلس ادارة النادي وثمنت مبادرته العظيمة.. قرابة المائة الف دولار.. مبلغ كبير ويسيل له اللعاب.. كان الاخ اشرف .. خارج البلاد فأناب مدير مكتبه يصاحبه الفنان الكبير كمال ترباس لتقديم المبلغ للاعبين .. ولم يكن في هذا من حرج لكنه اصراره على ان يكون ذلك في مقره ومكتبه قد خلق الخلاف .. وجاء قرارنا في المجلس برفض هذه الجزئية الاخيرة ..اصر الاخ اشرف على المضي في برنامجه الذي حشد له الاعلام وكاميراته التي احتشد فنيوها .. لتصوير الدولارات المستريحة في الحقيبة التي وقف وراءهاالاخ الفنان الكبير كمال ترباس وبجانبه مدير مكتب كردنة .. لتعود الحقيبة امام رفض المجلس الهلالي وغياب اللاعبين عن المشاركة في تلك المسرحية الى مستودعها في مكتب الكاردينال ) .. كالعادة الخطوة القادمة ستنعش قبعة الكابوي ذاكرتنا الخربة بتبرع جديد .. ويقف صاحبها مبتسما لاضواء الاعلام المكثفة عليه .. حاملا بيده ابريق شاي باليانسون .. ايها السادة اين مدير ديوان الضرائب من كل هذا التبرع .. قيمة التبرعات الكبيرة تبين الموقف المالي المستريح للسيد الكاردينال .. كم يدفع هذا الرجل من الضرائب لخزينة الدولة ؟ هذا هو السؤال المهم .. علما ان ذمة الكاردينال المالية (المليانة ديون) يبدو انها لم تعد كذلك .. [email protected]