كيما يستطيع حاج أحمد الدخول للمؤسسة الحكومية دون سين وجيم ،فإنه ينفح بتاع الاستقبال 50 جنيهاً،كان قد وضعها مسبقاً داخل (الفايل)الذي استلمه(الكوز) الجالس خلف تربيزة المكتب،وبخفة يد النشال يسحب أخونا الكوز الورقة النقدية وينظر لها باستخفاف،ثم يحول النظرة للحاج أحمد بمعني (زيدها شوية)،فيرد عليه الأخير بنظرة مفادها (لما الأمور تتحرك شوية). وهذه الأمور كما نفهم من سياق حركة الفايل، والذي يختص بالتقديم لعطاء ملياري ،هي العبور من مكتب مدير السيد المدير بتوصية جامدة كتبت بعد ان (نفح) الحاج أحمد صاحب المكتب المرتشي مبلغ 500 جنيه كان قد وضعها مسبقاً في ظرف أنيق .وعلي ضوء كم تلفون داخلي من المدير العام لمدير مكتبه،يتصل الأخير بالحاج أحمد،بشأن الفايل الذي يهتم به المدير العام شخصياً،ويبدي استعداده لترتيب مقابلة غير رسمية إن رغب الحاج أحمد. وهكذا يقابل حاج أحمد (الراشي)،المدير العام،في جناح فاخر بفندق 5 نجوم،فيأكلا ويشربا علي حساب الأول،ثم يفهم الحاج أحمد في نهاية العزومة أن ملفه ينقص كذا وكذا بيد أن المدير سيتغاضي عن ذلك بسبب (الملح والملاح) بينهما،لكن هنالك لجنة لفرز العطاءات قد تعصلج هنا وهناك،فيفهم حاج أحمد المقصود،وكان قد استعد له بشيك معتمد مقداره 50 ألف جنيه كدفعة أولي تحت الحساب . وبسبب المال المدفوع،سينكشف سر العطاء للحاج أحمد مسبقاً،ويطلب منه تعديل التكاليف الواردة في ملفه قبل أن تفرز العطاءت حتي لا يكون هنالك منافس ،وهكذا يرسي العطاء علي الحاج أحمد صاحب الشركة الوهمية،وبأسرع مما يمكن يصرف له 30 في المية من قيمة العطاء(مقدماً) حسب ما نص عليه العقد العجيب،ومن هذا المال الحكومي يدفع الحاج أحمد مؤخر الرشوة للمدير العام ،ولا ينسي بعض (الحرابيش) للمدعو مدير مكتب المدير وبتاع الاستقبال دااااك . وبعد حين آخر وقبل أن يبدأ العمل في جوهر العطاء يستلم الحاج أحمد مرة أخري 30 في المية من القيمة بعد أن دفع للإستشاري الكوز رشوة معتبرة نظير خطاب بأن العمل يسير علي قدم وساق . ثم بعد هنيهة يستلم المدعو الحاج أحمد ال40 في المية الأخيرة من العطاء الأصلي،بعد أن وافق المدير العام علي توقيع عقد جديد معه تحت مسمي أعمال إضافية هي نفس الأعمال التي تضمنها العقد الأصلي . حتي كتابة هذه السطور،استلم الحاج أحمد ال 4 مليار جنيه،التي خرجت من الخزينة العامة،وكانت قد دخلت للخزينة في شكل ضرائب وجمارك وقيمة مضافة أخذت من عامة الشعب السوداني . وبلغت جملة الرشاوي المدفوعة 900 ألف جنيه،بما فيها العزومة آنفة الذكر،وبلغت تكاليف لواري الرملة والتراب التي جلبها للتمويه 100 ألف جنيه ،وحصل إذن علي صافي أموال تساوي 3 مليار جنيه . ولا زال الطريق موضوع العطاء دقداقاً كأنه(عجورة)،ويا جماعة خلوها مستورة . [email protected]