هذه الأيام تستبد على الواقع السوداني الاخبارالمزعجة ، تعودنا على وتيرة من أحداث لاتترك خلفها الا التوتر ، الذي أصبح ضمن ابجديات الحياة اليومية ، وكل يوم ننتظر بارقة الأمل والأمنيات ونحيا على امل أن يتبدد ذلك الخوف الممزوج بالاحباط أحيانا … الاغتراب ومرارته ومشاويره المرهقة ، وأحزانه الموغلة في الهموم فكلما نعلن بأن العودة للوطن اصبحت واقع وواجب لايقبل التأجيل ، لكن حين تلتفت العقول إلى الأوضاع الخانقة في الوطن تجبرنا العدول عن العودة والتردد من تنفيذ قرارالهروب إلى ديارنا … فاين حالنا اليوم من اغنية حمد الريح وشجونها. بلادك حلوه ارجع ليها دار الغربة ما بترحم وطوف بجناحك الوادي تلقى الخضره تنسى الهم ونحن رغم مايدور في رحى ودهاليز الحكومة المؤقتة والتى ورثت عبئا ثقيلا مع توجهات متنافرة ونفوس مشتتة ، وعقول مازالت لا تستوعب مفهوم الديمقراطية بشفافيتها ، التي لا يمكن أن يتطور السودان بدون ذلك الجوهر الغالي الذى لايتنفس الا أكسجين هذه الحرية … قبيل عدة أيام زرت السفارة السودانية في الرياض لاكمال اجراءات مهمة لبعض المستندات ، فوجدت وجه جديد للسفارة السودانية في الرياض فقد بدأت تختفي كثير من مظاهر الفوضى ، واستشعرت النظام بدأ ينبض في اروقة مكاتب السفارة واختفت كثير من الصور السلبية الكريهة التى صاحبت فترة الحكم البائد ، ولأول مرة تاخذ السفارة التوجه الصحيح رغم ان مشوار التطور طويل ، ولكن البداية تدعو للتفاؤل والاستبشار بأن السودان رغم التنافر يسير في الطريق الصحيح نحو القمة ولن نترك المجال للمثبطين . لن نترك من يحاول اضعاف الحرية ان يقف حجر عثرة أمام التقدم الذى لن يرضى ببديل اخر عن الحرية .. لأنها السبيل الوحيد المضمون الذي يحفظ حقوق الوطن والمواطن ويدفع بعجلة التقدم والطموح إلى الأفضل نعم الطريق شائك وصعب ومؤلم ، ولكن حتما لا إستسلام ولاتخاذل "ومانيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا " . [email protected]