٭ الشاعرة الكويتية سعاد الصباح، اسم كبر ب(الشعر) فاجتازت قصائدها الحدود، وتناقلتها الشفاه والأقلام. ٭ وهي في الأصل (أميرة).. لكن الشعر هو الذي جعل منها (ملكة)، وصنع لها امبراطورية عظمى، وعرشاً، وصولجاناً. ٭ ولولا (الشعر) لكانت سعاد واحدة من الأميرات (لا أكثر)، تنعم بالديباج والحلى والحلل.. تسافر بالطائرات، وتتسوق من أرقى المحال العالمية، وتهنأ بالحياة الرغدة والأيام الغضة.. (وبس)! ٭ والشعر، إن لم يك صادقاً، سقط سهواً في سلة المهملات، ومما يحسب ل(سعاد) أن قصائدها كانت صادقة، عززتها ب(الدموع). ٭كتبت سعاد قصائدها، بالدمع والسيف والقلم، لا بأحمر الشفاه، وأقلام الدلال، فنالت رضاء القراء والمعجبين على امتداد الساحة العربية، وأضافت إلى عمرها عمراً وطرزت ثيابها، عبقاً ونكهة، وأكسبت صوتها (ألقاً) و(إلفة)، ومنحت حضورها كثافة وخصوصية، وصبغت أناملها بالرحيق والوهج، وعبأت كفيها بالزئبق والتمر والعسل، وأضفت على جمالها جمالاً. ٭ بعد رحيل زوجها (الشيخ عبد الله المبارك)، كتبت سعاد (دمعاً): آخر السيوف.. وهي من أجمل القصائد في مقام الوفاء والإخلاص، ومع ذلك قالت سعاد: إن القصيدة لم تقل إلا أقل الأقل مما يستحقه زوجي من الحزن والإكبار واللوعة.. لقد كان عمري وبيتي وأحلامي، وبغيابه غاب عمري وبيتي وأحلامي. ٭ بعد رحيل (المبارك)، أشعلت سعاد سيجارة، وتلذذت بها، وهي التي تكره التدخين، وتمقت التبغ، كان زوجها (المبارك) يحب التدخين في حياته، ويكثر منه، فأرادت بعد غيابه ألا تغادر رائحة التبغ الحيطان. ٭ وكتبت: (ليتني سيجارة في ثغرك/ الرجاء/أشعل السيجارة الحسناء/ يلهبني الشرر/ وأملأ الجو دخاناً/ إنه في جدب أيامي كرشات المطر. ٭ وهذه الكلمات لو وقعت عليها إحدى شركات إنتاج السجائر، لاستخدمتها في الإعلان. ٭ وفي (ود بندة).. بكى مساعد رئيس الجمهورية د. نافع علي نافع. ٭ بكت سعاد الصباح، (وقلبي اليوم متبول ) ، وفاءً وإخلاصاً. وبكى د. نافع، وفاءً وإخلاصاً والتزاماً. ٭ وفي الأثر.. روى عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه بكى وأبكى. ٭ اللهم صلي وسلم عليك يا سيدي يا رسول الله.