افتتحت يوم أمس الأحد الندوة العربية الصينية التي تنظمها رابطة جمعيات الصداقة العربية الصينية وتستمر ليومي 14 و15 ديسمبر الجاري بقاعة الشارقة بالخرطوم. رابطة جمعيات الصداقة العربية الصينية منظمة غير حكومية نشطة ومقرها السودان. وهي الواجهة الرئيسة لمنتدى التعاون العربي الصيني الذي أسس في القاهرة في العام 2004. والأمين العام لهذه الرابطة هو الأستاذ أحمد عبد الرحمن محمد. فيما يتولى ادارتها التنفيذية السفير النشط والرياضي المطبوع بشرى الشيخ. اليوم الأول للندوة شهد افتتاحاً مهيباً برعاية د. مصطفى عثمان اسماعيل وزير الاستثمار- رئيس مجلس أمناء الرابطة، بحضور نائب والي ولاية الخرطوم المهندس صديق محمد علي الشيخ، والسفير الصينيبالخرطوم، وعميد السلك الدبلوماسي سفير جلالة الملك محمد السادس بالسودان الأستاذ محمد ماء العينين، وجمع غفير من الرسميين والدبلوماسيين ورجال الأعمال والمهتمين حيث تم تناول الكلمات الترحيبية التي تؤكد عمق العلاقات العربية الصينية والتي تعتبر موغلة في القدم فقبل أكثر من 2000 عام ربط طريق الحرير القديم الصين بالدول العربية ربطا وثيقا وترك تراثا نفيسا يجسد مجد وروعة الحضارتين الصينية والعربية. ويبدأ طريق الحرير من تشانغآن (مدينة شيآن بقاطعة شنشي اليوم) عاصمة أسرة تانغ شرقا مخترقا قلب قارة آسيا ليصل إلى القسطنطينية (اسطنبول في تركيا اليوم) عاصمة الإمبراطورية الرومانية الشرقية غربا. شهد اليوم الأول للندوة تدشين كتابين عن الصين الأول بعنوان (زيارتنا للصين لوطن السماء) قدمه المؤلف الأستاذ الفيلسوف عبد الله زكريا، وكان فيه من غريب الأفكار والملاحظات التي يتميز بها الأستاذ الكثير. وقد نعود للكتاب لاحقاً. والكتاب الثاني كان بعنوان (الصين في افريقيا) قدمه مؤلفه الدكتور الأمين عبد الرازق. وهو بحث رصين مفيد للباحثين والاعلاميين وغيرهم من المهتمين بأمر الصين ووثباتها العجيبة. مساء نفس اليوم تشرفت بتقديم محاضرة حول آفاق العلاقات الاقتصادية العربية الصينية حيث أخذت السودان نموذجاً. أشرت الى أن الاقتصاد الصيني هو الثالث عالمياً من حيث الناتج الاجمالي (13.4 تريليون دولار). والأول من حيث الاحتياطيات من الذهب والنقد الأجنبي (3.8 تريليون دولار) . إلا أن الصينيين ينظرون بتمعن لنصيب الفرد في الصين من الناتج الاجمالي. حيث أن عدد السكان الهائل يجعل هذا النصيب ضئيلاً يبلغ 9800 دولار في المرتبة 121عالمياً. وفي ظل هذه الحقيقة يتحدث الصينيون على الدوام وبتواضع كبير أنهم دولة في طور النمو. أشرت في المحاضرة الى أن الفترة من 1990 – أبريل 2012م هي الفترة التي نمت فيها العلاقات وتطورت إلى مراحل متقدمة. وقد تميزت القروض الصينية في هذه الفترة في أنها ساهمت في تطوير مجالات حيوية ومهمة مثل البترول والكهرباء والمياه والطرق والجسور. كما تميزت هذه القروض بعدم شمولها على أية شروط سياسية مباشرة أو غير مباشرة. وفي هذا اختلاف أساسي عن القروض التنموية التي تقدم في اطار اتفاقيات برايتون وودز. كما أشرت لتجاوب الحكومة الصينية على الدوام مع طلبات السودان نحو إعادة جدولة الديون. وتقوم بإعفاء جزء منها. وقد برز هذا السلوك على وجه التحديد بعد انفصال الجنوب ومواجهة السودان لصدمة اقتصادية قوية نتيجة لهذا الانفصال. ختمت بالاشارة الى مجموعة BRICS كتكتل اقتصادي جديد يضم حسب ترتيب الحروف البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب أفريقيا. حيث يعتبر التكتل لحد ما بديل للمؤسسات المنبثقة من اتفاقية برايتون وودز. وذكرت أن الحصار الاقتصادي الامريكي الجائر على السودان ومنع اعفاء ديونه رغم استحقاقه الاعفاء فنياً يجعل السودان يتجه للتعاون مع هذا التكتل. د/ عادل عبد العزيز الفكي هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته