لا زلتُ أنتظرُ الجديدْ
***********
تاهت خُطايَ هناك وحدي ... أُعاني بين أغلال الحديد
والدِّربُ يرجف بين طُرُقاتِ الجليد
***********
لازلتُ يا أُمِّي أُناضل.. والطريق هو الطريق
لا نجدةٌ فيه ... ولا أرى حُلُمٌ سعيد
لا زالت الجدران يأكُلُها (...)
تعيش العُمر مكتوف اليدين
و تُغالب الأيام مهموماً و يعصِرُكَ الأنين
أنسيتُ ثأرك؟ ... أم تراك مللتَ صوت المُتعَبين
لا تحنِ رأسكَ ... عارُنا وَصمٌ مُشين
هيهات يا وطني ... فعمر الثْأرِ لا تطويه أيامٌ و لا مَرّ السنين
**********************
أوَ ما رأيتَ (...)
تأخذني بعيدا
و يبقى جرحها حيّاً وليدا
فلا الأيام أنْسَتْها الوعيدا
و لا حنّت لأزمانٍ مجيدة
...
عيونٌ كما الغزلان طلَّت
و لو صَبَرَتْ ... لكان اليوم عيدا
دموعٌ ... كعينِ الماءِ تجري
و ما نَضِبَتْ ... و ترغب أن أزيدا
و وجدٌ صامدٌ يغشى الفؤادا
و يسألني (...)
قد أتى
و الحُزنُ قَابِعُ و الَّليالي شارِدة
و الفَرَحُ يرحَلُ زاهِداً مُتَمرِّدَا
و الحُبُّ لا يَعرِفْ طريقاً لِلقُلوبِ مُمَهَّدا
و الرَّعْدُ يَقصِفُ فِي السَّماءِ صَوَاعِقاً مُتَزايِدَة
و عُيُوننا تَبْرُق بِدَمعٍ ساخنٍ مُتَوَعِّدَة
و البَرْدُ (...)
مُناكفاً و محاذراً
حٌسناً يدورُ على يديه ... مغادراً و مهاجراً
ماذا عساهُ النهرُ ينفي ساكنيه؟
*********************
و لِمَ دموعُ الحزن تكسو مقلتيه؟
فعيونهُ الزرقاء أبكت وارديه
و السُهدُ عذبهُ و شرّد سائليه
هل يا ترى شوقاً يجولُ بناظريه؟
أم أن حزن (...)
هل كان هذا موقفي؟
أم أنّ حُزناً ضاق بي
أين الأيادي البيض ... أين عروبتي؟
أين الليالي السمر ... أين مدينتي؟
خلعت عباءتها العفيفة
صارت تنادي ... دنّسوا قُدُسيّتي
بلدي ... دياري ... سلوتي
تُرِكَتْ هناك وحيدة
تبكي ... تئنّ من المظالمِ تشتكي
يا لوعتي ... (...)
ملعونٌ تسري كالبرقِ كسمِ الافعات
لا يوجد عندك نبضْ.. لا تأبه رغم حدوث الثورات
تعرف جداً فنّ السلبْ
...
لا يجدي معكَ الألم و لا كُثر الاهات
جبارٌ.. تعرف كل فنون الضرب
لم يرحم من ضربكَ شيباَ ودعاة
تأخذ بالغصب
...
أمواجك عاتية.. تبلع كل حياة
غَدّارٌ (...)
كان بحراً:
أوصفيني يا أختاه حينما ياتي الوداعْ
******
قولي لهم ... كان بطلاً ... مات في قلب الصراعْ
كان بحراً ... كان نسراً ... كان وطناً للجياعْ
أُختاه لا تخفي الحقيقة ... لا بُدّ يوماً أن تُشاعْ
قولي لأبنائي و أمي كان عَلَماً من شُعاعْ
في صدره (...)