الفترة الفائته شهدت احداث كثيرة أهما المفاوضات التى جرت بين المعارضة بشقيها مع النظام الحاكم فى العاصمة الأثيوبية (أديس أبابا) وكلنا تابعنا مجريات المفاوضات التى فشلت تمامآ ، لان هذا النظام لا يعترف بلغة الحوار والنقاش ولا يعترف لا بلغة البنادق والسلاح ، فى تقديرى ان هذا النظام لم يترك لنا خيار سوى حمل السلاح ، وقد قالها الرئيس السودانى القائد العام للجيش السودانى الذى قالفى اكثر من مناسبة (الزارعنا غير الله يجى يقلعنا ) فى اشارة واضحة منه للقوة والجبروت لنظامه ، وفى سياق متصل وقت المعارضة السودانية بشقيها المدنى والعسكرى على وثيقة (نداء السودان ) التى وقعت عليها الجبهة الثورية ومثلها القائد منى اركوى مناوى وحزب الامة القومى الذى مثله رئيس الحزب الامام / الصادق المهدى وتحالف قوى الاجماع بمختلف فصائله الذى مثله الاستاذ/ فاروق ابو عيسى ومنظمات المجتمع المدنى الذى مثله الدكتور / مكى مدنى بلايل ، فى تقدير وثيقة نداء السودان وجدت تجاوب كبير من جماهير الشعب السودانى وايضآ من المجتمع الدولى ودول الجوار التى تهمها مصلة السودان ، نداء السودان يعتبر وعاء جامع لكل الحادبين على مصلحة هذا الوطن ، وفى تطور ملحوظ لاحظنا كيف تعامل النظام مع الموقعين على وئيقة نداء السودان ، حيث تم اعتقال الاستاذ / فاروق ابو عيسى والدكتور / مكى مدنى فور وصولهم من اديس ابابا بيوم واحد ، فى تقديرى هذه الخطوة تؤكد لنا ان وثيقة نداء السودان شكلت خطورة بالغة لهذا النظام وربكة قوية هزت كيانه الداخلى ، لذا أصبحت سياسات النظام متخبطة من جراء هذه الخطوة التى قامت بها المعارضة السودانية ، وفى تقديرى نداء السودان يعتبر خطوة فى الطريق الصحيح واعادة الثقة بين فصائل المعارضة بمختلف مكوناتها الايدلوجية والفكرية ،هذه الخطوة التى انتظرتها جماهير الشعب السودانى ردحآ من الزمن منذ 1989م ، اذآ على قوى المعرضة تفعيل بنود هذه الوثيقة والعمل بها وسط الجماهير عبر الندوات والمخاطبات الجماهيرية لرفع الحث الثورى للجماهير ، وتوعية الجماهير ماهية التغيير وماهية الثورة . النظام الآن يعيش حالة من التأهب والإستعداد للمرحلة القادمة التى سوف تكون هى الاخطر فى تاريخ النظام الحاكم منذ ان استولى على الحكم فى 1989م ،يعمل من اجل تامين نفسه فى هذه المرحلة بالتحديد ، قام بالاستعانة بقوات الدعم السريع التى باتت هى الحارس الأمين للنظام ، هذه القوات تتلقى تعليماتها من الرئاسة مباشرةً . اذآ قوات الدعم السريع عادت الى المسرح السياسيى والعام مرة اخرى . يوم الاربعاء الماضى شهدت شوارع الخرطوم طابور سير طويل سيرته قوات الدعم السريع وتبلغ القوة حوالى 5000 الف من جنود صف وضباط من قوات الدعم السريع التابعة لجهاز الامن والمخابرات الوطنى ، ولقد طافت عدد من الشوارع فى العاصمة ، فى تقدرى هذا استعراض للقوة لارهاب به المعارضة بشقيها المدنى والعسكرى الموقعه على وثيقة نداء السودان ، وهذه رسالة واضحة لثوار الجبهة الثورية ولكل فصائل المعارضة السودانية . وفى سياق متصل عاودت مليشيات قوات الدعم السريع التابعة لجهاز الامن والمخابرات ( هم في الاصل مليشيات الجنجويد التي ظلت تقاتل الى جانب القوات الحكومية ) رحلتها الى جنوب كردفان وربما مناطق اخرى لخوض معارك عسكرية جديدة ، قاطعة هذه المسافة من الخرطوم الى مناطق العمليات عبر سيارات الدفع الرباعي وشاحنات الاسلحة الثقيلة والذخائر والمؤون، بعد ان قامت بعملية استعراض قوة داخل العاصمة السودانية بحشد قوامه اكثر من (5 ) الف جندي . ووصلت القوة الى مدينة ام روابة ثم انقسمت الى جزءين واحدة توجهت ابو جبيهة والاخرى الى منطقة ( المقينيص ) على الحدود مع دولة جنوب السودان ، مما يشير الى اماكنية نذر حرب بين الدولتين في ظل الاتهامات المتبادلة بينهما في ايواء ودعم متمردي اي من البلدين ضد الآخر ، وقد تخلط مثل هذه الخطوة الاوراق في المنطقة باثرها ، لا سيما بعد فشل محادثات السلام بين حكومتي البلدين مع معارضيهما والتي تحتضنها العاصمة الاثيوبية اديس ابابا . المصدر الراكوبة (تقرير عاين ) . ما اريد ان اشير اليه ان النظام يعيش فى حالة من الرعب والخوف من اى رد فعل للشارع السودانى بعد توقيع نداء السودان وبعد فشل كل المفاوضات بين المعارضة والنظام فى أديس ابابا . الايام القادمة ستكشف لنا المزيد من الاحداث داخل الدولة السودانية ..