ما هنت يا سوداننا يوما علينا ولكن هانت علينا انفسنا لما نرى ونسمع ونعايش من تذاكى بعض مدعيى السياسه والاداره من ابناء البلد الذين شربوا من مياهها النقيه الصحيه العذبه ومشوا في شوارعها الآمنه من كل سوء وحفر وعاشوا في صحة بيئيه نظيفه خاليه من الذباب والباعوض والحشرات . ولمن فاتهم الزمن القديم ليس القديم البعيد ولكن في ستينيات وسبعينيات وبعضا من ثمانينيات القرن الفائت اى قبل حوالى 40 سنه تقريبا كانت قوافل الرش تجوب كل قرى وبوادى ومدن السودان وتقوم بتطهير البرك ورش البيوت بيت بيت اما الاسواق فكانت ضمن صلاحيات المجلس البلدى ويقوم على نظافتها وكنسها عمال الصحه (كانت تسمى هكذا ) كل هذا في اقاصى البلاد شمالا وجنوبا وغربا وشرقا واينما وجد الانسان فكيف كان حال العاصمه والمدن الكبيره يا ساده , واذا افترضنا جدلا بان الامور سارت الى الاحسن كما يدعى البعض ممن اعمتهم وظائف التمكين والعيش على فتات موائد المتنفذين والمنتظرين لاحسان النافذين , فاين نحن من ستينيات القرن الماضى وللعلم فإن كلما قامت به الحكومات الوطنيه او واصلت ما خلفه الاستعمار كان بدواعى الوطنيه والغيرة على الوطن ومجاراة لما يحدث ببعض الدول المتقدمه جدا , اين هذه الغيره والوطنيه الان في ظل حكم التوجهه الاسلامى ؟ زيرو وزيرو وزيرو آخر حيث ابتدعها الرئيس المشير البشير ثم تلقفها واليى النيل الابيض وجاء دور واليى امر العاصمه الفريق المهندس الوليى عبد الرحيم ولم نجد لهذا الزيرو الكبير موقع حتى الآن لا على اليمين لكى يحسب انجازا ولا حتى على الشمال فننساه . كنت اتمنى ومن كل قلبى ان تفشل هذه الحكومه في كل مساعيها لانها جاءت في يوم نحس اسود ومازلت ولكننى هذه المره اتمنى ان توفق في تحقيق الزيروو في كل شئ لسبب واحد هو ان معاناة الشعب السودانى وصبره لا بد ان يكافأ بتوفير ابسط الحقوق التى فقدها ويفقدها يوميا انتظارا للوعود والاكاذيب وانصاف الحلول والتراقيع (او كما قال حيدر الارباب للناظر التكينه عليه رحمة الله ) هذا الشعب الذى صبر على كل شئ وكل الاشياء التى تعمدت الحكومه فعلها ضد مصالحه ومع ذلك لم يتلوى او يبدى امتعاضا ولو بالقلب (اضعف الايمان ) اذن النتيجه واحده في كل الاحوال سوف لن يتحرك الشعب نتيجة لافعال الحكومه الفاسده ولذلك جاءت امانينا بان تنجح الحكومه هذه المره وتصدق حتى لو اكلت نصه او تلتينه وستفعل في كل الاحوال اى ستأكله . لقد استمرأت الحكومه الخطب الهتافيه الحماسيه المليئه بالالفاظ الرنانه والكلمات والجُمل الترويجيه الجاذبه لإلهاء الشعب عن الاخفاقات المتعمده ففى كل مناسبه لها شعارات ترددها كل اركان الحكومه من اكبر رئاسى لادنى موظف محلي (محليه ) يحكى ان احد مرتادى اللقاءات الجماهيره خرج بعد اداء الرقصه الختاميه مع الرئيس لكى يسأل مرافقيه (هو الرئيس كان بيقول شنو ؟ ) فجاء الرد يا اخى انت رقصتا واكلت وشربت وباقى اليوم اجازه تانى عايز شنو؟ . ولحبى لهذا الوطن الغالى بقدر كرهى لهذه الحكومه المتسلطه فاننى اهدى هذه النصيحه للفريق المهندس الواليى عبد الرحيم محمد وحسين وواليى امر الشماليه وكل ولاة امر المواطنين في كل ارجاء الوطن الحبيب . يتم ترتيب الاولويات ثم التنفيذ كالآتى . تقسيم المدينه او الحيى الى مربعات او شوارع ومن بعد يتم تنفيذ المشروع الزيروو على ان لا تتعدى مدة التنفيذ اسبوعا , من المؤكد سوف لن تنجز الاعمال في المائة يوم المحدده ولكن على الاقل سوف يتم تنفيذ بعض الضروريات الحياتيه العاجله بدلا من تشتيت الافكار والاعمال وتبقوا ذى الحشاش بى دقنوا . يا ايتها الحكومه لقد استلمتم السودان لا شق ولا طق ولا حفر ولا عطش ولا زباله , رجعونا لى رجعيتنا هداكم الله . من لا يحمل هم الوطن — فهو هم على الوطن . أللهم يا حنان ويا منان ألطف بشعب السودان —- آمين .