وبعد انقضاء أكثر من عامين على وجود اليوناميد تفاوتت ردود الأفعال حول وجودها في دارفور ما بين من يرى أن هناك ما يستدعي بقائها ومن يرفض استمرار تواجدها خاصة وأن الأوضاع تحسنت بصورة ملحوظة وفقاً لعدد من التقارير الدولية وبشهادات عدد من المتابعين لتداعيات الأزمة منذ بدايتها. ولاستقصاء الموقف العام حول تواجد قوات اليوناميد في دارفور قام موقع المركز السوداني للخدمات الصحفية (www.smc.sd) بتنظيم استطلاع في الموقع استمر لمدة 11 يوماً وانتهى يوم الاثنين 11 يناير 2010 شارك فيه 244 مصوت. حول (بعد تحسن الأوضاع.. وجود قوات اليوناميد في دارفور): 1/ يجب أن يستمر بقيد زمني 2/ لا ضرورة لاستمراره 3/ أرى ضرورة استمراره. وجاءت النتيجة حول هذه الخيارات المطروحة للتصويت على النحو الآتي: يجب أن يستمر بقيد زمني 41% لا ضرورة لاستمراره 41% أرى ضرورة استمراره 18% يلاحظ أن الغالبية بين المستطلعين انقسموا ما بين تأييد استمرار وجود اليوناميد مع ضرورة وضع قيد زمني له وبين رفض استمرارها وكان ذلك بالتساوي (41%)، بينما نجد أن نسبة أقل (18%) اختارت ضرورة الاستمرار. ومحاولة لاستكمال الصورة أخذنا موضوع الاستطلاع وطرحناه على عدد من المحللين والسياسيين والمهتمين، وكانت الحصيلة على النحو التالي: قبول علي مضض الرئيس المشترك لهيئة الأحزاب والتنظيمات السياسية مصطفي المجذوب قال إن موقفنا من قوات اليوناميد طيلة وجودها في دارفور كان قبول علي مضض وليس بإرادة وموافقة الشعب السوداني وأعتقد أن مشكلة دارفور حلها لا يأتي إلا عبر الإرادة السودانية الأكيدة وقد أكدنا على هذا الأمر في ملتقي أهل السودان.. مشكلة دارفور أبداً لا تحل بالوجود الأجنبي بل أن وجود قوات اليوناميد فاقم المشكلة وأدي لتأجيج الصراع فيها ونحن نتمنى لدارفور وجداناً وروحاً ونرى الحركات المسلحة أقرب الآن للجلوس والتفاوض ولذلك نؤكد أن وجود اليوناميد يعتبر خصماً وليس إضافة لأهل دارفور وأختم المجذوب قائلاً لذلك على الحكومة التعجيل بخروجها وذلك انحيازاً لإرادة الشعب السوداني. قضية دارفور سياسية الأستاذ عثمان عمر الشريف القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) يري أن وجود قوات اليوناميد في دارفور من ناحية مبدئية لا يأتي بإرادتنا ولكن وجود هذه القوات تم باتفاقية ولكننا نرى أن القوات السودانية قادرة على حماية أمن السودان ولا داعي لوجود قوات اليوناميد وقضية دارفور قضية سياسية وهذه القوات الآن تشكل عبء كبير علي كاهل الدولة السودانية وتابع الشريف قائلاً الآن أعلنت كل الفصائل رغبتها في الحوار، إذن لا ضرورة لوجودها في دارفور ولذلك نطالب الحكومة برحيلها فهذه القوات جاءت لظروف استثنائية ورغم عن إرادة الشعب السوداني بأكمله. رغبة في الحوار نائب رئيس لجنة المصالحات بدارفور الفريق شرطة عبد الرحمن مختار ينظر إلى الأمور من زاوية أخرى قائلاً إن الأوضاع تحسنت في دارفور تحسناً واضحاً وملموساً ولقد شعرنا برغبة كل الفصائل الدارفورية والحركات المسلحة في السلام ووضع السلاح وذلك من خلال الجولة الأخيرة لمفاوضات المجتمع المدني الدارفوري التي شارك فيها كل ألوان الطيف السياسي في دارفور والتي تمثلت في المرأة والنازحين والرعاة والطرق الصوفية وأساتذة الجامعات ويرى مختار أنه لأول مرة يتم عقد اجتماع ليس به صوت نشاز علي حد تعبيره، كما حدث في هذه الجولة إذ كان المجتمع الدرافوري علي قلب رجل واحد ونتمنى أن تكون الجولات التالية لمفاوضات الدوحة في نهاية هذا الشهر ناجحة وأعتقد أن قوات اليوناميد دورها أنتهي ولا داعي لوجودها وإخواننا حملة السلاح الآن نشعر بأن لديهم روح طيبة في الجلوس للمفاوضات من أجل تحقيق السلام ونعتقد أن الأمور في دارفور تسير علي ما يرام ونكرر لا داعي لوجود قوات اليوناميد هناك. عبء ثقيل أنا مع الذين يرون أنه لا ضرورة لوجود هذه القوات في دارفور هكذا بدأ المحلل السياسي د. ربيع عبد العاطي حديثه وتابع عبد العاطي قائلاً: هذه القوات منذ مجيئها لم تقم بالدور المنوط بها ولذلك لابد أن نقف مع الرأي الغالب. ومن رأيه أن حماية السودان هي من أولويات الجيش والشرطة السودانية، إن وجود قوات اليوناميد يشكل عبء اقتصادي ثقيل على البلاد إذ أن هذه القوات حجمها كبير جداً مما جعل تأثيرها الاقتصادي يتجاوز دارفور ليشمل السودان بأكمله ويتجلى هذا الأمر في غلاء الأسعار وارتفاعها فضلاً عن أثرها على الحياة الاجتماعية في البلاد بحسب ما أبانت الدراسات التي أجريت حول وجود هذه القوات. ولذلك أر أنها خصماً علي الأمن الوطني ولا فائدة من وجودها. ضرورة لوجودها د. أشرف أدهم أستاذ علم الاجتماع جامعة النيلين يقول أعتقد أن وجود قوات اليوناميد ما زال ضرورياً لمحاولة منع وقوع أي تفلتات أمنية يدفع ثمنها المواطن السوداني العادي ويضيف أدهم قائلاً وجود اليوناميد مهم على الرغم من أن وجودها له سلبيات اجتماعية واقتصادية تنعكس سلباً على المجتمع الدرافوري حيث أن تواجد جنودها لا يقتصر على الثكنات فقط وإنما يمتد ليشمل الأسواق والمناطق السكنية وبذلك تساهم في انتشار بعض الثقافات السالبة التي يحملها أولئك الجنود. وأهميتها تأتي من ضمان هدوء الأوضاع في دارفور وعودة الحياة لطبيعتها لتحقيق السلام والاستقرار.