قال رئيس لجنة حكماء افريقيا رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي إن "من الممكن والضروري" التوصل إلى اتفاق للسلام في دارفور قبل الانتخابات السودانية المقررة في ابريل/ نيسان القادم، وأضاف مبيكي في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي أن قطاعا واسعا من قادة المجتمع المدني في دارفور يرون أن "الوضع مؤات" للتوصل لاتفاق سلام في الاقليم. واطلع مبيكي مجلس الأمن على تقرير من 125 صفحة أعدته لجنة مكونة من تسعة دول افريقية بشأن الخطوات التي يمكن القيام بها لإحلال السلام في دارفور. وكان النزاع في اقليم دارفور قد اندلع عام 2003، عندما حملت مجموعة من السكان السلاح ضد الحكومة السودانية مطالبين بمشاركة أكبر في السلطة والثروة. وتقدر منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان عدد الذين قتلوا منذ اندلاع النزاع في الإقليم عام 2003 بنحو 300 ألف شخص، فيما تقدر الخرطوم العدد بنحو عشرة آلاف شخص. وتنتشر في دارفور قوة حفظ سلام مشتركة بين الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة لحفظ السلام، لكنها تواجه مشكلات مالية ولوجستية تحد من قدرتها. رسائل قوية وقال مبيكي إن استثناء أهل دارفور من المشاركة في الانتخابات القادمة "سيعمل على تأكيد تهميشهم، والذي كان سببا مركزيا في اندلاع الصراع المسلح عام 2003". وأضاف "لهذا السبب، نعتقد أن من الضروري التوصل إلى نتيجة في مفاوضات دارفور قبيل الانتخابات السودانية الوشيكة". يذكر أن ممثلي المجتمع المدني والحركات المسلحة في دارفور وافقوا على مواصلة مشاوراتهم في العاصمة القطرية الدوحة في 18 من يناير/ كانون الثاني القادم، على أن تتبعها مفاوضات مباشرة مع الوفد الحكومي في 24 من نفس الشهر حسبما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وشدد كي مون على ضرورة استمرار الجهود "لتشجيع الحكومة والحركات المتمردة بصورة خاصة لتقديم تنازلات". وأضاف أن على الاتحاد الافريقي والمجتمع الدولي القيام "بدور أساسي" في بعث رسائل قوية لكل الأطراف بأن عليهم الانخراط في المفاوضات التي يقودها جبريل باسولي الوسيط الافريقي الدولي المشترك.