* قلنا أمس إن شهادة البروفيسور الألماني شتيفان كروبلين رئيس وحد أبحاث الشئون السودانية في جامعة كولونيا وضحت بجلاء عمق الأزمة التي نعيشها وسنظل نعيشها ما بقي من الزمان لان هذا البلد يتميز بأشياء لا تتوفر في كثير من الشعوب ويتمتع بأرض وخيرات لا يملكها شعب في الأرض. * يقول البروفيسور شتيفان كروبلين: في السودان تبلورت أول حركة تحرر وطني تجسدت في ثورة الإمام المهدي التي خاضها صراعاً ودفاعاً عن السودان ضد قوة عسكرية متفوقة وبشكل سافر وليومنا هذا يتم تشويه هذه الثورة في الإعلام البريطاني رغم انها كانت وهذا ما يجب الاعتراف به أول حركة مقاومة شعبية ضد الاستعمار آنذاك .. وحتى تشرشل دون مدي بسالة السودانيين في نضالهم ضد البريطانيين .. ومن الطبيعي أن لا يستطيع الشعب السوداني حسم الصراع غير المتكافئ ضد عدو يملك التفوق العسكري المطلق. وبعد سنوات من المقاومة جلب الغزاة المزيد من القوات والعتاد وقاموا بتدمير مدينة الخرطوم تدميراً كاملاً.. ولمزيد من الإذلال قام المستعمرين بإعادة بناء المدينة على نموذج العلم البريطاني .. كنت يقول البروفيسور الألماني شتيفان كروبلين – على علم بهذه الحقائق عندما أتيت مطلع ثمانينات القرن الماضي إلى السودان للمرة الأولي ومنذ ذلك الوقت أدركت أن السياسة الحالية وكذلك سياسة تضليل الرأي العام عبر المعلومات الخاطئة هي استمرار للماضي الاستعماري. * شهادة هذا الخواجة المتميزة مع ملاحظة أنه ألماني أيضاً .. والألمان ابعد ما يكونون عن العاطفة والانطباعية ولا يقطعون برأي لا يقتنعون به تؤكد للذين لا يدركون ما يدور حولنا وما يدور لنا أمر له جذور بعيدة وليس مرتبطاً بنظام أو حكومة لذلك هم يتعمدون الاستفادة منه بشكل آني ومرحلي ليحققوا أهدافهم ثم يبحثوا عن طريقة يواجهون بها سلاحهم هذا الذي استخدموه كأداة قذرة ضد خصومهم. * ويواصل البروفيسور الألماني: أنا أقول كل من يريد أن يعلم ما يجري في السودان عليه إن يذهب إلى هناك ويحصل على انطباعاته الشخصية .. طيبة السكان والإمكانيات المتاحة .. المواد الخام بدءاً من البترول، اليورانيوم، الذهب، والمواد القيمة الأخرى التي لم يتم استخراجها بعد .. وهناك المصالح الإستراتيجية التي تدفع بعض القوى إلى بسط نفوذها في أكبر بلدان القارة الأفريقية من أجل التحكم في العديد من الدول المجاورة وهناك طبعاً المصالح السياسية التي تريد صرف الأنظار عن المظالم التي يرتكبها الغرب في أماكن أخرى من العالم في العراق وفلسطين .. هناك من هم بحاجة إلى طفل شرير أو دولة مارقة يتم تحويل الأنظار إليها ويدعي ان ما يتم في تلك الدولة هو في غاية السوء وأسوأ مما يحدث في مكان آخر حتى وأن كانت تلك الادعاءات باطلة تماماً. نقلاً عن صحيفة الأهرام اليوم 2014/12/1م