مما لم يعد موضعاً للجدل أن السيد مبارك الفاضل القيادي السابق في حزب الأمة القومي الذي يتزعمه الصادق المهدي، والمنشق عنه مطلع العام 2000، ثم القيادي اللاحق في الحزب مرة أخرى بعد حوالي (8) أعوام قضاها في (محاولات شخصية مضنية) لتحقيق طموحاته الخاصة التي تأرجحت به ما بين القصر الرئاسي قبالة النيل مساعداً للرئيس عقب مشاركته في الحكومة، وما بين ردهات سجن كوبر على الضفة الشرقية الأخرى للنيل متهماً بتدبير عمل تخريبي لم يستطيع إنكاره، وما بين مرشح رئاسي في انتخابات ابريل 2010م. (مزاحماً) لابن عمه السيد الصادق ليخفق الاثنان إخفاقاً مريعاًَ في الحصول على أصوات تصلح للمحاججة السياسية حتى . مابين هذا وذاك كله لن نجد اثنان يختلفون على أن السيد مبارك الفاضل لا يصلح كرجل سياسة بحال من الأحوال، فالشيء الأكثر سطوعاً في سيرة الرجل أنه بلا مبادئ وحيثما يسوقه عبير السلطة وسكرتها فهو منساق، وحينما يقوده طموحه الخاص ولو كان على رؤوس اخلص خلصائه فهو طموح مشروع ولهذا لم تسخر الأقدار من سياسي كما سخرت من السيد مبارك حين تسلم أمانة التجمع الوطني عقب ثورة الثلاثين من يونيو 1989م، وجعل من التجمع إدارة تلعب وتتلاعب بها الحركة الشعبية حينها، ومركزاً للمعلومات في الخارج لمعرفة ما يدور في البلد حتى وجهت واشنطن في عهد كلنيتون في أغسطس 1998م، صواريخ كروز نحو مصنع الشفاء بالخرطوم بحري لتساويه بالأرض ظناً منها أن (مركز المعلومات) ذلك صادق ومعلوماته صحيحة مائة بالمائة! لم يكن الفاضل يملك مبدأ وطنياً واحداً أو قاعدة سياسية واحدة أو حتى تقاليد مطروقة تجيز تأليب الأجنبي على الوطن وضربه حتى الموت! ومع ذلك – ورغم هذا الإثم الكبير – رضي مفارقة حزبه وخلع قميص مبادئه، أو ما تبقي منها ليخوض في حكومة اعترف هو نفسه أنه لم يكن يعرف عنها شيء، ودخل باحة القصر الرئاسة على أمل أخفاه في دواخله بان (يقوض الإنقاذ من الداخل)!! وما دري وقتها أنه كان يقوض طموحه الخاص، وأحلامه وينتهي مشوار سياسي باهت بسرعة البرق. ومع ذلك لم يتعظ الرجل ولم يجلس ليعيد قراءة سيرته من جديد لينظف ثيابه التي علقت بها العديد من الشوائب، فحين وجد نفسه بلا (شيء)، ولم يتسن له أن يصل إلى طموحه، طرق باب (بيته القديم) في حزب الأمة ورغم أن أصحاب البيت فتحوا له الباب الا أنه تلكأ في الدخول وفرض شروطه!! ولما طال الأمر ولم يحدث شيء، وها هو الوقت يمضي ولاحت في الأفق مؤشرات لاعتزال ابن عمه للسياسة فان الفاضل سارع بالدخول دون قيد أو شرط ليلحق بميراث قيادة الحزب بأسرع ما يمكن، قبل أن يزاحمه الأبناء والحفدة!! أن من المؤكد أن عودة مبارك الفاضل للحزب الام ليست (لوجه الحزب)، فقد لاحت للرجل سانحة للقيادة، أراد أن يغتنمها وهو في سبيل ذلك على استعداد لنزع كل وجوهه السابقة والبحث عن وجه جديد!!