أنتقد الدكتور تاج الدين عثمان سعيد المدير العام لوزارة الزراعة والثروة الحيوانية بولاية الخرطوم الأسعار العالية التي تبيع بها شركات الألبان عبواتها للمواطنيين ووصفها بأنها أسعار فاحشة، مؤكداً أن الدولة عندما اتخذت قراراً بتطوير صناعة الألبان والمنع التدريجي للبيع الجائل للألبان، كانت تهدف إلى توفير ألبان نقية خالية من الشوائب تنعدم فيها المخاطر الصحية، وليس رفع كاهل المواطنين بهذه الأسعار التي يجب مراجعتها. وشرح الدكتور تاج الدين في حديث لمركز الصحاف الدولي للإعلام اتجاه الدولة لمنع التوزيع التقليدي الحالي للألبان في الأحياء والبقالات، مشيراً إلى أن أصحاب المصانع لديهم التقنيات والمعامل وطرق التسويق والتوزيع لكن لا توجد لديهم ألبان طازجة، ولا تتوافر هذه النوعية إلا عند صغار مربي الماشية في ولاية الخرطوم مثلاً، فتم الاتفاق أن تقدم هذه الشركات خدمات لهم كالأعلاف والبيطرة مقابل أن يعطوها منتجاتهم بأسعار معقولة، موضحاً أن الشركات توفر لبناً آمناً للمواطن بينما البائع الجائل تحف بمنتجاته المخاطر، إلا أنه يوفر لك السلعة دوماً وأمام منزلك. وبرر مدير عام الزراعة في ولاية الخرطوم رفع أسعار هذه المنتجات من قبل الشركات بأنه يعود إلى التكلفة العالية لمعالجة اللبن، بجانب التكاليف التشغيلية الأخرى. لكنه استطرد بقوله بأن ذلك ليس مبرراً؛ لأن ترفع الشركات سعر العبوات الصغيرة إلى هذا المدى المنفر والفاحش. من جهته، اعتبر الأمين العام للرعاة في السودان أن قيام شركات الألبان الكبرى بشراء حصة الألبان السائلة المخصصة لسكان الأحياء بأسعار أفضل من التي يبيع بها مربو الماشية ألبانهم للمواطنين، اعتبرها عملاً تجارياً بحتاً، لم يراعِ الفوائد الكبيرة التي يجنيها المواطن بحصوله من أمام باب منزله على لبن سائل غير مخلوط بالبدرات وسعره مناسب. وقال محمد صالح بركة الأمين العام لاتحاد الرعاة إن هذه الشركات تعامل الأمر بمنظور تجاري واستثماري. وأيده في ذلك المهندس صديق على أحمد الأمين العام لمزراعي ولاية الخرطوم، حيث ذكر أن مربي الماشية أيضاً يتعاملون مع الأمر من منظور تجاري بحت، مشيراً في حديثه لمركز الصحاف أن الموطنيين سيواجهون في الفترة القليلة المقبلة معاناة عدم الحصول على اللبن السائل خاصة في الأحياء الطرفية من الولاية التي تعتمد على هذا النوع من الباعة، مؤكداً أن هناك ميزات عديدة للألبان في الأحياء وأهمها معقولية سعرها خلافاً لعبوات الشركات كبست، وكابو، وغيرها والتي تباع بأسعار فيها كثير من الغلو والفحش.