وأخيراً قرأنا خبراً سعيداً... نعم خبراً سعيداً، وجه فيه المهندس عبد الوهاب محمد عثمان وزير الطرق والجسور عن البداية الفعلية لإجراء دراسات لتوسعة طريق المرور السريع مدني الخرطوم.. وفي ظني أن الخبر مفرحٌ لعدة أسباب، أولها إن هذا الطريق- وبشكله الحالي- قد كان سبباً في موت أعداد كبيرة من أبناء هذا الوطن، فكم من أب ينتظره أبناؤه، وكم من عروس لم تتم فرحتها، وكم من غائب ينتظر لقاء أهله، وكم طالب يأمل في إكمال فرحته بتخرجه وينعم بمستقبله.. كلهم راحوا ضحية هذا الطريق، الذي أُطلق عليه طريق (الموت).. أما السبب الثاني فهو العدد الهائل من الحوادث.. بالمناسبة لثلاثة أيام على التوالي يُنشر خبر في الصحف عن حادث مروري بطريق الخرطومبورتسودان، وكل خبر يحمل رقماً خرافياً من الضحايا، وقد ظننت في المرة الثالثة إن الخبر مكرر.. وقد كتبت في هذه الزاوية عن الحوادث المرورية في الطرق المختلفة، وعن أسبابها ومآلاتها.. فنحن سادتي من أنصار ربط البلاد بشبكة طرق، تربط شمال السودان بجنوبه وشرقه وغربه، وبطرق قارية تربط السودان بجيرانه.. لكننا نريدها أولاً بأن تكون حسب المواصفات العالمية، حتى يكون السفر فيها آمناً، خاصة من أخطاء بعض السائقين.. فالطرق الطويلة غالباً ما تمر عبرها الشاحنات الكبيرة.. بالإضافة لبعض السائقين المستهترين، ودائماً ما ينجو مثل هؤلاء من الحوادث ويضحون بمن معهم في المركبة.. المهم سادتي نحن نريد أن تطال التوسعة كل الطرق السريعة، شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً.. المهم سادتي نحن نحمد للباشمهندس عبد الوهاب محمد عثمان وزير الطرق والجسور، أن شملت خطته توسعة الطرق، ونأمل أن يشمل برنامجه أيضاً إنشاء كباري طائرة في وسط الخرطوم، لفك الاختناقات المرورية، والتي يهدر فيها زمنٌ طويل كان أولى به اقتصاد السودان.. فحتى الآن ونحن في عام 2010م يعتذر المواطن أو الموظف بالمواصلات والزحمة، ووقت الذروة، بالمناسبة وقبل إن اختم مقالي، وطالما أن الموضوع عن الطرق والجسور، أود أن أهنئ القائمين على الأمر بالحكومة الاتحادية والولائية، بافتتاح كبري الحلفايا، كما أحيي المواطنين الذين يفصلهم النيل من مواصلة أهليهم في الجانب الآخر.