الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة يجعلنا نسأل بصوت عالي هل توجد عندنا حرية صحافة ؟ الإجابة طبعاً «لا».. حرية بالمعنى المفهوم الذي درسناه في مدرجات الجامعة ومارسناه أيام النظام الديمقراطي «الكامل» لا توجد!! ومع ذلك حتى لا نكون غير «موضوعين» أو جاحدين نقول توجد حرية نسبية. «أحسن» من ناس و«أكعب» من ناس. ويوجد تدرج نحو الانتقال الكامل لحرية التعبير، وتوجد «نية» صادقة في مكان «ما» لإطلاق هذه الحرية!! وحتى يحدث ذلك دعونا نتأمل قليلاً المشهد الصحفي الراهن ونقول رأينا فيه باعتبارنا أهل «البيت» وأهل الشأن وفي هذا اليوم يجب أن نتكلم ونخرج بعض «زفير» وبعض هواء ساخن!!. ودعونا نبدأ بالبطاقة الصحفية التي نحملها في جيوبنا هل توفر لنا هذه «البطاقة» حرية المرور بكل سهولة ويسر في الأماكن التي يفترض أن نتجول فيها بحرية وننقل ما يدور داخلها من حقائق وأحداث ومعلومات؟ الإجابة قطعاً «لا». فأي «غفير» أمام أي «بوابة» يمكن أن يعود بك من حيث أتيت ويتوقف «مرورك» على مزاجه الشخصي و«فهمه» وتقديره و«حبه» أو كرهه للصحافة والأمثلة على ذلك كثيرة ولا حصر لها وخذ فقط على سبيل المثال البرلمان هل يستطيع الصحفيون عدا الذين يقومون بالتغطية اليومية له - الدخول بدون عقبات؟أكيد «لا» ، كما يقول الزميل حافظ المصري. وحرية الصحافة ترتبط أساساً بتدفق المعلومات وإنسيابها وكل القوانين والشرائع الصحفية بما فيها قانوننا الحالي - تنص على وجوب تمليك الصحفي المعلومات اللازمة التي تعينه على أداء واجبه فهل الآن يتوفر هذا الحق بالصورة «الساهلة» والمطلوبة الإجابة قطعاً لا، وألف لا فهناك الآف من «حراس البوابات» والمتطوعون «ومتلقي الحجج» الذين يسدون الطريق أمام الصحافة ويحجبون عنها الحقائق والمعلومات حتى «تضحى» صحافة بائسة تفتقر للأرقام أو البيانات والمعلومات الكاملة الصحيحة ومن ثم ينصرف الناس عنها لأنهم لا يجدون فيها مبتغاهم ومن ثم يقولون الجملة التعجيزية والظالمة كلام جرايد!! وحرية الصحافة لا تنفصل من استقلالية الصحف نفسها فهل نملك الآن صحافة مستقلة يتوفر لها التمويل الكافي والإعلان المتدفق بلا «وصاية» أو «احتكار» وبيئة العمل المناسبة ولا تضع السلطات القيود الإدارية والرسوم والجبايات والتي لا تجعلها تقوى على المنافسة في سوق العمل ومن ثم تقع في براثن التمويل الحكومي أو أي تمويل آخر مجهول ومن ثم يضيع أهم مبدأ للصحافة مبدأ «الاستقلالية» وفي يوم حرية الصحافة أكتفي بهذه النماذج وبهذه الأسئلة ومن ثم أطرح عليكم بعد ذلك السؤال المهم والحيوي هل توجد عندنا حرية صحافة بمفهومها الكامل والصحيح؟.