بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: (هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية هذا بلاغ للناس [email protected] توطئة: - الكلمة هي سلاح ذو حدين، إن أُحسن استخدامها ارتقت بصاحبها فنال التقدير والاعجاب، وإن أُسيء استخدامها أصبحت أمضى سلاح لتؤذي صاحبها، بل وتشويه صورته واهتزاز مصداقيته، ولذلك فإن المسئولية الأخلاقية والمهنية تحتم علينا التعامل مع الكلمة بكل أمانة وحرص . إن موضوعية الكاتب الصحفي وتوخيه - ما أمكن- الحيادية قد تعرضه إلى توافق البعض ونقمة البعض لما يكتب من آراء قد تكون نابعه من قناعته الشخصية وبما يؤمن به من مباديء، و بلا أدنى شك فإن إلتزامه وتطبيقه العملي لمبادئه قد تكسبه احترام معارضيه قبل مؤيديه، لأن ما يكتب هو عن قناعة فكرية أصبحت متلازمة وملازمة لشخصيته وفكره. المتن: - ظللت منذ فترة طويلة اتابع لوأقرأ عمود (كلام أهل البيوت) للأستاذ محمد المبروك محمد أحمد، وكنت أتأمل موضوعاته التي يكتب، فأستشف منها أن الكاتب يتمتع بحس وغيرة وطنيين، بل وإستقلالية في الفكر والتوجه، ومن خلال كتابات الرجل يتضح جلياً إن إيمانه بشباب هذا الوطن منقطع النظير ويدل على عدم عدواه بنرجسية أصحاب الخبرة والدراية مما جعله يعتقد يقيناً بأن شباب هذا الوطن هو قاهر للمعضلات مهما كان حجمها، ويستطيع أن يتغلب على كل الخطوب والحروب والحصارات، التي تضربها قوى الاستعمار الحديث على الوطن، ويقينه بأن هذا الشباب هو عماد وأمل المستقبل الرئيس، ولديه القدرة في فك شفرات العراقيل والشراك التي تنصب للوطن لوقف عجلة التنمية فيه، وهذا الشباب أثبت على أنه قادر على تطوير قدراته العلمية والتقنية وتسخيرها لإبداعاته في سبيل نهضة الوطن ورفعته دونما توجه معين خاصة نحو معارضة لا تفرق بين طموحات وتقدم الوطن، بل وتعتقد أن الحزب هو أقدس الأقداس لا الوطن!!. لذلك فإن ومن جهة نظري الشخصية، إن هذا الكاتب يمثل الصحافة الحرة المسئولة أو ما إصطلح على تسميته بالإنجليزية( A Free and responsible press). كما أرجو أن تسنحوا لي بإعطاء نبذة قصيرة عن هذا المصطلح فيما سيأتي. - جاء هذا المصطلح نتيجة تساؤل عن أخلاقيات الصحافة خلال تلك المسيرة التاريخية لوسائل الإعلام في العصر الحديث ، علينا أن نرجع للوراء للعام 1947 وصدور تقرير "لجنة روبرت هتشنز" الشهيرة. فقد كان هذا الأخير رئيس جامعة شيكاغو وكلف برئاسة لجنة شكلت سنة 1942، لدراسة واقع ومستقبل وسائل الإعلام الأمريكية. وكان وراء تمويل هذه اللجنة وهذه الدراسة مبادرة (Henry R. Luce) من مؤسسة (التايم Time). وبعد خمس سنوات من البحث والتحليل قدمت هذه اللجنة تقريرا عنوانه كان مثيراً وهو : "صحافة حرة ومسئولة(A free and responsible press). ويمكن تلخيص هذا التقرير في تأكيده على أنه بالرغم من التطور الكمي والنوعي لوسائل الإعلام في الولاياتالمتحدةالأمريكية وتأثيرها المتنامي على الجمهور، فإن فرصة تعبير الإنسان عن رأيه من خلال الصحافة أصبح في تقلص مستمر. كما رأت هذه اللجنة أن وسائل الإعلام أصبحت تخدم فئات وجماعات خاصة بعيدا عن مشاكل وحاجات المجتمع ككل. وأنه إذا ما استمرت الصحافة على هذا النحو فإنه توجد حاجة ماسة للتدخل لتصحيح أو لإعادة التنظيم أو السيطرة على وسائل الإعلام من قبل الحكومة، أو من قبل جهات أخرى. - هذا التقرير يخلص إلى أن أمثال الأستاذ محمد المبروك أصبحوا قلة في هذا الزمن لأننا نبحث عن أقلام تتجرد عن الغرض والهوى فتنتقد نقدأً بناءً يقوم على مباديء التقويم والاصلاح وعلى قيم وأخلاقيات مهنية للسلطة الرابعة وإعمال مسئوليتها الرقابية على بقية سلطات هيكل الدولة كالتنفيذية والتشريعية والقضائية وبنفس القدر على المعارضة الحزبية . السلطة الرابعة المستقلة هي عين الشعب وصوته وليست أداة في يد الأحزاب سواء كانت حاكمة أو معارضة، فرسالة الصحافة أسمى من كل ذلك. الحاشية: - إن أقل ما يمكن قوله أننا نري عجباً هذه الأيام وأرى أن ميثاق الشرف الصحفي وأخلاقيات المهنة حسب ما تعلمنا هو إلتزام ومصداقية أي إلتزام الصُحفي بالسعي إلى الحقيقة والعمل على إبلاغها إلى الرأي العام في إطار ما يتوفر لديه من معلومات موثوقة وموثقة. وأن يلتزم بالدفاع عن حرية الصحافة ولا يقبل المهام التي لا تتلاءم وكرامة المهنة وأخلاقياتها. كمنا أن عليه أن يمتنع عن إمضاء المقالات ذات المحتوى أو الطابع الإعلاني الترويجي، وأن يمتنع عن كتابة مقالات اعلانية في صيغة أخبار. وأن لا يقبل الصُحفي هدايا أو امتيازات خاصة مقابل أداء المهمة الإعلامية . أن يلتزم الصُحفي بعدم استعمال صفته أو مسؤوليته لخدمة أغراض شخصية. وأن ينسب المقتطفات التي يستدل بها إلى أصحابها ويمتنع عن انتحال كتابات الآخرين. أن يلتزم عن ذكر أي عنوان أو صفة أو خبر وهمي . أن يحترم الصُحفي آراء زملائه ولا يلجأ إلى ثلبهم ويتعامل مع المختلفين معه في الرأي بروح من التسامح. يمتنع الصُحفي عن الممارسات التي من شأنها أن تتسبب في مشاكل مهنية لزملائه أو تكون سببا في حرمانهم من ممارسة العمل الصحفي. يلتزم الصُحفي بالعمل من أجل تحقيق تضامن فعلي بين أصحاب المهنة وعليه أن لا يسعى إلى احتلال منصب زميله بقبوله العمل في ظروف أسوأ وبأجر أدنى. يلتزم الصحفي بكل ما نشر تحت إمضائه وبموافقته التامة ويرفض تبني أو توقيع المقالات الجاهزة. يرفض الصحافي كل تشويه جزئي أو كلي لأفكاره ومقالاته. أن يحترم الصُحُفي السر المهني ويرفض الإدلاء بمصادر معلوماته. فهل كلنا يطبق هذه المعايير لحذافيرها. أحسب أن هناك البعض ممن هو ملتزم بهذه المعايير وذلك من خلال قراءآتي وأحسب أن محمد مبروك أحد هؤلاء القلائل وهذا رأي شخصي من حق البعض أن يتفق أو لا يتفق معه وفي كلا الحالتين أن الخلاف لا يفسد للود قضية طالما تحلينا بسعة الصدر وقبول الآخر ولم نطبق المعايير " البوشية" القائلة " من ليس معي فهو ضدي" ولعمري هذا عوار ينسف كفالة حرية الرأي. الهامش: أما إذا ما توجهنا إلى تيبولوجيا أسباب خرق أخلاقيات المهنة ودوافعها فإنها تبدو ومن خلال الممارسات التي نشهدها أو نسمع عنها حالياً كالآتي : - أكثر الصحف تعديا على أخلاقيات المهنة هي الصحف التي لا تحترم الاتفاقيات والقواسم المشتركة. - يساهم عدم ترسيم الصحفيين وتوظيفهم وطول فترة التعاقد والعمل العرضي في سعي الصحفي إلى الانتحال. - إن تساهل المشرع أي عدم احترام قوانين الصحافة التي تمنع السرقة الأدبية والإعلان المقنع وغيرها من الفصول يساهم في تدهور الأخلاقيات. - يعتبر وضع معايير محددة لإسناد بطاقة صحفي محترف أحد أسباب تمادى البعض في محاولة لي يد إتحاد الصحفيين لإصدار بطاقات لمن ليس أهل أو مؤهل لذلك في محاولة للإخلال بدور الاتحاد . - إن السكوت عن عبارة تواطؤ يدفع لجهة عدم تعاون الصحفيين مع الاتحاد وتقديم شكاوى ضد كل انتهاك لحقوق الصحفيين أو لميثاق الشرف. - التساهل في إسناد إصدار ترخيص صحيفة إلى من هو غير حرفي ينعكس على مدى احترام هذا الأخير للمبادئ الأخلاقية. قصاصة: - رسالة إلى الصحفي والكاتب محمد مبروكأ قول فيها : حقاً إن الناس تشبه بالحجارة النفيسة، كالماس والعقيق والزبرجد والمرجان والزفير، وتظل هذه الحجارة نفيسة حتى لو هيل عليها جبال من التراب، وهكذا الصحفي المستقل والموضوعي.. أشكر لك صبرك على تطفلي دون سابق معرفة بك، وانشاء الله ستكون أول من ألتقيهم إن شاء الله و حقق لي أمنية زيارة الوطن قريباً. وفي النهاية أقول لك إلتزم بما أنت منتهجه فهذا سلوك من يحترم ذاته!! - سؤال للصحفي المهني الملتزم محمد مبروك: ما رأيك في قرار الرئيس البشير بإبطال قرار وزير المالية برفع الدعم عن الدقيق؟ أليس هذا القرار انحيازاً للغلابة الغبش أم سيفسره أهل العوى والغرض بغير مقصده؟! .. الله يكفينا شر قرارات وزارة المالية؟! نهاية أسبوع سعيدة للكل بإذن الله.. أقعدوا عافية عضو رابطة الاعلاميين بالرياض