اللقاء التنظيمي الحاشد الذي جمع قيادات دارفور عضوية المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم، ومعهم أعضاء الهيئة البرلمانية لنواب دارفور بالمجلس الوطني.. شرف اللقاء وشارك فيه بنقاش حي الدكتور/ نافع علي نافع، ويحمد للمؤتمر الوطني منهج الحوار لمعرفة رؤى عضوية الحزب لأمهات القضايا واحترام ما هو مطروح، وتحدث نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون السياسية والتنظيمية حديث العارف فيما يلي أطروحة الإقليم الواحد لولايات دارفور خاصة بعد الورقة التي قدمها الأستاذ/ نصر الدين محمد عمر، والسفير/ الشفيع أحمد محمد ديدي.. بلا شك فهم من قيادات دارفور المتقدمة وذات الباع الطويل والمعرفة الثرة في إدارة العمل السياسي.. ليس على مستوى دارفور فحسب، بل على المستوى القومي، علاوة على إلمامهم الواسع بقضايا دارفور.. الأول يحمل صورة ذهنية للعمل الإداري والسياسي بحكم النشأة الأولى للوظيفة عندما شغل وظيفة ضابط إداري في أوائل السبعينيات بمجلس ريفي شمال دارفور كتم عند رقعة جغرافية لمجلس يتمدد من الحدود الشادية حتى حدود المديرية الشمالية، وعند بداية الثمانينيات وزير لشؤون مجلس الشعب الإقليمي لدارفور الكبرى.. والأخ السفير/ الشفيع تكفيه خبرات مدرسة الحركة الإسلامية التنظيمية من مكاتب الطلاب وحتى شؤون الولايات.. الإخوة الأفاضل من أصحاب السبق خفاف عند الفزع ثقال عند الطمع. على كل النقاش اتجه نحو دعم توسيع دائرة الحكم بزيادة عدد الولايات وعدم هيمنة الإقليم الواحد بصورة ترقى لحد الإجماع بحسبانه ترسيخاً للحل الداخلي.. فالدكتور لم يخفِ دعمه لما طرحه أبناء دارفور وأفاض من رؤية المؤتمر الوطني لحل أزمة دارفور، طارحاً رؤية نموذجية.. ولا أخفي عليكم أننا نجل فهمه لمشكلة دارفور، ومن خلاله صاغ المؤتمر الوطني فكرة من التعاطي مع قضايا البلاد المختلفة.. دكتور نافع وثيق الارتباط بحزب المؤتمر الوطني وعضويته شرقاً وغرباً وشمالاً.. فهو من جيل التأسيس.. وبهمة القيادي صاحب الفهم الواعي أسس مؤسسة حزبية متحدة الحلقات.. فلم يكن منشغلاً بنفسه قدر انشغاله بأعمال الحزب.. ومن البديهي أن تقود هذه العناية الفائقة من قبله لغايات أهمها رسوخ قواعد الحزب وانشغالها ببرامجه.. فلقد مكنه إطلاعه الواسع على أوضاع الحزب من جعل التطور مستمراً فيه.. فهو من الزاهدين الميالين للعمل الجاد وبصراحته ورجالته عند تناول الحديث وتبيان الأمور حتى تتضح الرؤية للجميع. وسيرته الحزبية انطوت على التفاني والإخلاص والاهتمام الكبير بشأن العمل الحزبي، فلذلك حظي حزبه بالمساندة.. لعل العمل السياسي في السودان يستقبل مرحلة في مطلع يوليو القادم بالغة الحساسية، حيث إن خروج الجنوب مهما يقلل الناس من شأنه وكما قال الأخ الشفيع مجاورة الكره غير مريحة.. فهو دون ريب سيخلق أزمة ستكون شديدة الوطأة على الشمال مما يتطلب تنشيط العمل السياسي وسماع الرأي الآخر لعضوية الحزب، مع الأخذ في الاعتبار ترجيح كفة الرؤية الحزبية على الرؤية الفردية.. وبمثل هذا الفهم تقوى شوكة الحزب وتتوحد الجبهة الداخلية لمباشرة إعادة بناء السودان الشمالي، وهذه الغاية تتطلب بدورها استقراراً لأن الاضطراب في المؤتمر الوطني ينعكس على النشاط إجمالاً.. وعلينا بالالتزام بحاكمية التنظيم لمقابلة تجميع العمل الحزبي بعد يوليو.. ضرورة تمليها مطلوبات المرحلة، لأن بناء الدولة الوطنية يقوم على العمل السياسي الراشد، ونحسب أن الأخ الدكتور نافع له علاقات واسعة وحب ومودة خاصة مع عضوية المؤتمر الوطني، وهذه الحميمية لا يمكن تجاهلها وتأثيرها على حوارات نائب رئيس المؤتمر الوطني عند كل قطاعات الحزب. العمل الحزبي يرتكز على حشد المؤيدين وأصحاب القضية، والرجل له من العلاقات مع قوى اجتماعية مؤثرة يستطيع أن يحقق التكامل والتناغم بين النشاط السياسي والاجتماعي، وبفضل ذلك تستطيع التيارات السياسية أن تؤدي دورها الحقيقي بكفاءة بعد أن كانت تبذل ما في وسعها من أجل إسقاط نظام الحكم القائم. حيث إن الحزب الذي يقدم النصح والنقد في تصويب مستهدف.. هو الحزب الرائد والذي يجد طريقه لقلوب وأفئدة المؤيدين، وما جانب هذا المبدأ فهو تحزب (ومن تحزب خان كما قال العقيد القذافي)، إذ أن تكوين الأحزاب لم يكن الغرض منه الوصول للسلطة، بل كسب مؤيدين والترويج لفكر يخدم مصالح الناس.. عموماً التغيرات التي طرأت على المحيط الخارجي ليست كلها في مصلحة السودان وشعبه.. لعل مصالحنا الحقيقية وراء توحيد جبهتنا الداخلية والانشغال بقضايانا والاستفادة من موروثنا الثقافي والاجتماعي في حل مشكلاتنا.. الأحزاب ينتظرها كثير، فلابد أن تكون مستعدة للمرحلة القادمة وعلى رأس هذه الأحزاب المؤتمر الوطني الذي بالضرورة أن يكون متماسكاً ومبادراً، فالطريق وعر والزاد قليل فليستعد الدكتور وعضوية المؤتمر الوطني لمواجهة القضايا والصعاب والتي على رأسها المحافظة على كيان المؤتمر الوطني، وليت ذلك سهلاً فلتسقط الأماني والرغبات ولترتفع الهمم والتضحيات.