دعك راصد بيت الأسرار عينيه جيداً، فقد غلبه النعاس وهو يتابع اجتماعاً رفيعاً استمر تواصل حلقاته حتى في يومي العطلة (الجمعة والسبت) كان موضوعه الرئيسي هو اختيار واليين جديدين للولايتين المقترحتين في دارفور الكبرى، ليصبح عدد ولاياتها خمس بدل ثلاث.. راصد بيت الأسرار تابع رغم الجهد والضنى الذي أخذ منه ما أخذ، لكنه مع ذلك ظل رابضاً ينظر من خلف زجاج النافذة الخضراء ويحاول سماع اسم أي مرشح، لكن المجموعة المجتمعة لم تكن قد فرغت إلا من تحديد اسم والٍ واحد لولاية شرق دارفور الجديدة.. عرفه راصد بيت الأسرار وقرر أن يكتفي باسمه فقط يوم أمس ليواصل سعيه لاحقاً لمعرفة المرشح ليكون والياً لولاية وسط دارفور سجّل راصد بيت الأسرار اسم الوالي المرشح الجديد في دفتره الصغير، وهو البرلماني والصحفي والإداري ممثل منطقة عديلة في البرلمان، وصاحب خبرات متعددة وأحد كتاب صحيفة «آخر لحظة» وإمام مسجد الخرطوم العتيق «أرباب العقائد»، الأستاذ عبد الله محمد علي الأردب الذي بات حتى يوم أمس أقوى مرشح لتولي المنصب الجديد خاصة في أجواء المصالحات والإصلاح والتراضي التي تسود بين قبائل المنطقة.. خاصة المعاليا والرزيقات. الإضراب لمدة يومين! ü غضب الرجل الكبير والكاتب الخطير والإعلامي الخبير، غضب غضبة مضرية فحرن القلم في يده وامتنع الرجل عن الكتابة بعد أن تدخل الذي (في إيدو القلم الإداري) والذي لا صلة له بالتحرير، وقام بإفراد صفحة الوجه الثاني كاملة لنشاط آخر وأدخل الرجل الكبير إلى الداخل رغم الشراكة.. وظل راصد بيت الأسرار يتابع بأسى وحسرة ما يحدث هناك، وعلم أن التعليمات تجيء من الخارج لأن ذلك الرجل موجود خارج أرض الوطن.. بل إن راصد بيت الأسرار سمع من صديق لصيق بالمؤسسة أن الرجل الموجود بالخارج قال لمن هم بالداخل إنه لا يهتم بأمر الداخل، بل يهمه الخارج حيث العائد الحقيقي. غضب الرجل الكبير وامتنع عن الكتابة ليومين اثنين.. إلى أن أبلغ (أولاد الحلال) الرجل الموجود بالخارج أن كل قيمة منتجه المحلي أو الخارجي تجيء مما يكتب الرجل الكبير والإعلامي الخبير والكاتب الخطير.