في إطار الموقف الداعم للوحدة بدأت الهيئة الشعبية لدعم الوحدة برئاسة الأستاذ محمد يوسف عبدالله تفعيل عمل الهيئة بزيارة ولاية النيل الأزرق وهي الولاية الأولى التي انطلق منها عمل الهيئة نسبة لوضع ولاية النيل الأزرق في اتفاقية السلام ووضعها الجغرافي والتعقيدات الاقتصادية الإثنية والعرقية كمنطقة تمازج وتداخل بين الشمال والجنوب . وأشاد الفريق مالك عقار والي ولاية النيل الأزرق لدى لقائه أعضاء الهيئة الشعبية لدعم الوحدة بحضور مجلس وزراء حكومة الولاية وأعضاء المجلس التشريعي بدور الهيئة في تعزيز الوحدة الوطنية على المستوى الشعبي . وقال « إنّ ما قامت به الهيئة هو الطريق الصحيح ليتحرك الشعب نحو الوحدة » لأن السياسيين لا يحتاجون لوحدة وأنا شخصيا أساند مسعى الإخوان في الهيئة لأن السودان مصلحته أن يكون واحداً وهذه قناعة بالنسبة لي من ناحية دراسة علمية وليس من ناحية عاطفية لأن عواطفي انتهت من زمان ، والانفصال يعني حرباً لأننا مازلنا مختلفين في الحدود و هنالك أشياء كثيرة لم نرتبها) ، ونفى أن يكون هنالك استهداف للسودان وقال عقار إن كلمة استهداف ودول استكبار كلمة حق أريد بها باطل واردف ( ما يحدث هو موازنات ولعبات دولية تلعب في اللعبة السياسية العالمية وإذا لم تلعب صاح تصبح ضحية ونحن ما ضحايا ولكن لم نلعب صاح في ميدان السياسة الدولية وعندما نفشل نبحث عن شماعة اسمها المستعمر والاستهداف والدول الخارجية) . وأبان (أن السياسيين السودانيين لا يريدون الوحدة ولا السلام فالجنوب يجهّز لحرب والشمال كذلك يجهز لحرب وهنالك تدريبات للجيوش وكل الميزانيات تذهب لمثل هذه التحضيرات فنحن كسياسيين دافنين رأسنا في التراب وسحقنا الشعب وجعلناه في الوضع الذي هو عليه الآن) ونوه إلى أن الحديث عن الوحدة والسلام لم يكن مفاجأة وكان يجب الحديث عنه قبل 50 سنة وأبان أن الاتّفاقية وضعت أسباب الحرب وتمت معالجتها ولكن لم تطبق وقال (نحن كسياسيين وكحكومة منافقين وغير جادين ولكن الشعب جاد ولا يريد الانفصال) . وأعلن أنه وحدوي وحارب من أجل الوحدة في الوقت الذي كان يدعم الانفصاليين ، من ناحيته أشار الدكتور فرح عقار رئيس المؤتمر الوطني بالولاية ووزير التخطيط العمراني أن ولاية النيل الأزرق هي البوابة لوحدة السودان وأن تماسك الولاية يعزز فرص الوحدة مبيناً أنها ولاية تمازج بين شقي الوطن وأفاد بأن مشروع المشورة الشعبية هو أحد الخطوات واللبنات الأساسية في جدار الوطن . وقال إنّهم سيبذلون كل الجهود الرامية الى وحدة السودان أرضاً وشعباً ونبطل كل الخطط الرامية إلى استهداف الوطن وتمزيقه والنيل من سيادته وأمن على حشد الإرادة الشعبية ودفع الجهود الرسمية لتحقيق فرصة الوحدة عبر الشراكة الجادة بروح المسئولية والوطنية وأوضح أن الاتفاقية لم تلب طموحات أهل الولاية منوهاً إلى أن الاتفاقية نصت على التنمية الاقتصادية وقال (نحن كولايات وسطى نجد في ولاية سنار مصنعين للسكر وفي الجزيرة مصنعاً وفي ولاية النيل الأبيض ثلاثة مصانع ولكن في ولاية النيل الأزرق ليس لدينا مصنع ليكون مشروعاً تنموياً يساعد المواطنين ويرفع من مستوى دخلهم ويدر عائداً لخزينة البلاد ) . وأضاف أنه ورد في بروتوكول قسمة الثروة مشاركة أبناء النيل الأزرق في المؤسسات القومية كشيء من التمييز الإيجابي بنسبة السكان ولكن حتى الآن لم نعرف أين هي المؤسسات القومية ، لذلك سندعم ونساند المجهود الشعبي من أجل الوصول الى وحدة حقيقية . من جانبه أوضح الأستاذ محمد يوسف عبد الله رئيس الهيئة الشعبية لدعم الوحدة مخاطر الانفصال في جميع جوانبه العرقية والدينية مبيناً الآثار السلبية التي نتجت عن الحركات الانفصالية في كل الدول التي أقرت الانفصال ودعا الى إذكاء روح الحوار وحل المشكلات التي تواجه اتّفاقية السلام الشامل. وأشار رئيس الهيئة لدى لقائه الدكتور المك يوسف حسن عدلان ناظر عموم قبائل النيل الأزرق رئيس مجلس السلام بالولاية الى دور السلاطين ورجالات الإدارة الأهلية في توحيد الحكمة وترغيب المواطن في الجنوب للتصويت لصالح الوحدة . وأكدت دكتور تابيتا بطرس نائب رئيس الهيئة الشعبية لدعم الوحدة عدم الرجوع الى مربع الحرب مؤمنة على حسن العلاقات بين الشمال والجنوب وتقديم أفضل النماذج للعالم في إمكانية التعايش السلمي بين أبناء الوطن الواحد لما تتميز به ولاية النيل الأزرق من خصوصية بموقع مجاور لولاية أعالي النيل وتاريخ السلطنات القديمة . ووعدت الأستاذة إخلاص وداعة الله الأمين العام للهيئة بمزيد من العمل من أجل وحدة السودان التي كان الدكتور جون قرنق ينادي بها وأعربت عن أملها في أن تتحقق الوحدة الوطنية خلال الاستفتاء الذي سيجرى في يناير القادم وأوضحت أن التنوع الثقافي والعرقي والديني يشكل القوة الحقيقية للسودان .