تتنفس الخرطوم عاصمة الثقافة هذه الأيام نسمات عبق الشعر التي تهب عليها من المحيط والخليج لتعانق «ملتقى النيلين» في ملتقى النيلين للشعر العربي الذي تقيمه وزارة الثقافة والإعلام والسياحة بولاية الخرطوم تحت إشراف الوزير الدكتور محمد عوض البارودي الذي جمع بين فحول الشعر العربي والسوداني، حيث تبارى الشعراء في تقديم الروائع والدرر الشعرية، فكان التنافس الشريف ليس بسبب الجوائز والحوافز إنما حباً في الكلم الطيب وإثراء الساحة العربية بالثقافة والإرث التاريخي للأمة العربية، تأكيداً لعزتها وكرامتها وشكيمة شعوبها التي لا ترضى الذل والهوان والانكسار وتدعو للوحدة والتناصر والوقوف صفاً واحداً لمواجهة دول البغي والاستكبار والعمل على تحرير القدس الشريف حين كانت معظم القصائد الشعرية التي شهدها الملتقى تتناول قضايا الأمة العربية تتصدرها فلسطين. واليوم الجمعة «مسك» الختام ويزداد ألقاً بحضور قائد الأمة السودانية المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية، الذي سيشهد مساء اليوم بقاعة الصداقة ختام الملتقى النيلين الأول للشعر العربي، والذي يعتبر تاج فخار وعزة للشعب السوداني عامة ولمواطني ولاية الخرطوم خاصة بأن يجتمع هؤلاء الشعراء العظام كل بما يحمله في جعبته من مفردات وعبارات وحب للسودان والخرطوم للاءات الثلاثة التي أزدانت شكلاً ومعنى بهذا الشعر الدافئ الذي يحمل معاني الحب والإخاء الصادق والتواصل الوجداني بين الشعوب العربية، حيث تمكن الشعراء العرب من إيصال وتجسيد معاني وحاضر الأمة الإسلامية والعربية. واحتضنت خرطوم التجاني يوسف بشير وجماع والدسوقي والكتيابي والمجتبى ونجيب ومهيراتها روضة الحاج وهاجر ومنى حسن الحاج بكل الشوق والمحبة، واحتضنت فوارس الملتقى عبدالرازق عبدالواحد من العراق وأحمد المصري وجاسم السعودي والقارع من فلسطين والمزني من تونس والعاكوب من سوريا وغيرهم من الشعراء الذين أثروا الساحة العربية الشعرية. وبالأمس شهد المسرح القومي ليلة شعرية كبرى شهدها جمهور الخرطوم الذواق للشعر وتفاعل مع أشعار عبدالرازق العراقي في قصيدته «يا بني عمِّنا» و يا بني عمنا.. تبقى تعاتبنا مروءة الدم فيكم حين نغترب إذا لكم انتمو لم ننتسب فلمن أبناء عمي بهذا الليل ننتسب ورد عليه الأستاذ محمد نجيب محمد علي بقصيدته معلقة سودانية معاصرة قال فيها: فنحن بني أبينا نحن منه وديدننا غوث، ولا نضام وأخوان البنات إذا صرخن نخوض لأجلهن دماً حماما وطاف بنا الأستاذ أحمد بخيت حول رام الله فقال: ضوء على كتف الملاك ودمعة بلا مدرعة وقائد حملة لم ينتصر كذباً ولم يهزم ولم يفطم على البارود طفل قبله لدماء طفل في شوارع غزة أقم الصلاة فكل طفل قبله. كما قدم عدد كبير من الشعراء ألسودانيون والعرب قصائد شعرية ألهبت حماس الجماهير. هذا وقد وصف عدد من المتابعين والمهتمين بأن ملتقى النيلين للشعر العربي الأول بالخرطوم قد حقق نجاحاً جماهيراً وألقاً شعرياً فاق حد الوصف، وأثنوا على وزارة الثقافة والإعلام التي جمعت هؤلاء الشعراء في الخرطوم، وطالبوا بأن يكون الملتقى سنوياً.