ملتقى النيلين للشعر العربي الثاني الذي انعقد في الخرطوم خلال الفترة من 13 إلى 17 أبريل الجاري في دورة الشاعر الكبير التجاني يوسف بشير تحت شعار "أنت يا نيل يا سليل الفراديس" تداعى له الشعراء من عدد كبير من الدول العربية من العراق والأردن وفلسطين وسوريا ومصر والإمارات العربية والكويت وموريتانيا ولبنان وتلاقوا كالتقاء النيلين في الخرطوم وكانت مشاركتهم فاعلة وكبيرة تلاقحت فيها الأفكار وتمازجت وشكلت وحدة عربية من المحيط إلى الخليج ،وأكد ملتقى النيلين للشعر العربي فعلاً بأن الخرطوم هي عاصمة الثقافة والشعر وانداحت ليالي الملتقى في كل مسارح الولاية بقاعة الصداقة ومسرح خضر بشير والمجمع الثقافي بأم درمان والمسرح القومي بأم درمان وأمها العديد من متذوقي الشعر مستمتعين بالأشعار العربية. وكانت لمشاركة شعراء السودان الكبار روضة الحاج ود. محمد بادي وصديق مجتبى والكتيابي وازهري محمد على ونضال حسن الحاج وغيرهم إضافة للشعراء الشباب محمد عبد القادر عمر واكليل وأبو بكر الجنيد، إيمان آدم و غيرهم فقد ابهروا بشعرهم الجيد الشعراء العرب الذين أكدوا بأن السودان بلد آلاف الشعراء وأن الشعر السوداني لم يتوقف عند محطة الشاعر الكبير الفيتوري. وكانت رعاية ولاية الخرطوم ممثلة في واليها د. عبد الرحمن أحمد الخضر ود. محمد عوض البارودي واللجنة العليا للملتقى واللجنة الإعلامية ومنسوبي المجلس الأعلى للثقافة والإعلام والسياحة دور كبير وبارز في نجاح الملتقى. وللوقوف على تلك النجاحات التقت( آخر لحظة) بعدد من الشعراء العرب الذين أشادوا بالملتقى وحسن التنظيم والضيافة وأكدوا على نجاح الملتقى واستعدادهم التام للمشاركة في الملتقى القادم حيث تحدث في البداية الشاعر العراقي عمر غناز قائلاً : (أنه ليست مصادفة أن يتدفق نيلان عل صدر السودان لأن في هذا البلد الطيبة والنقاء والشعر العربي يتنفس بينهما مسافات من ألق ابداعي يكفي لإضاءة حجرة الثقافة ---- ولكل هذا جئت إلى السودان لأغمس روحي في مائه المقدس عبر مهرجانه الشعري الذي اتخذ النيلين عنواناً له هذا المهرجان الذي كان مجتمعاً بنخبة من الشعراء العرب والشعراء السودانيين حيث ائتلف الجميع وانتظموا عقداً مشرفاً على صدر الخرطوم) أما الشاعرة سعدية مفرح من الكويت فقالت أنني سعدت كثيراً بتواجدي في السودان ومشاركتي في مهرجان ملتقى النيلين الشعرى للمرة الأولى وأتمني أن لا تكون المرة الأخيرة وأنا أُثمن للسودان لوزارة الثقافة والإعلام والسياحة بولاية الخرطوم قدرتها على دعوة هذا العدد الكبير من الشعراء العرب في هذا الوقت، وعلى هذا التنظيم الرائه والكرم السوداني الأصيل الذي شعرنا به منذ اللحظة الأولى وشكراً لكم يا شعب السودان. أما الشاعر الشاب حميد منصور من لبنان فقال الخرطوم الحلم التي دخلت علينا من كتاب الدراسة الثانوية وأحاطتنا ألقاً في مهرجانات الشعر العربية وها هي تفي بوعد الجمال القديم في ملتقى النيلين تجمع حزمة الشعر المضيئة كي لا ينكسر قصب العواصم وأضاف قائلاً الشعر في السودان كالنيل لا يهدأ وأنا هنا أتحلق ككل الشعراء الضيوف حول سحر هذه الأرض أذكر بيروت، أرضها، بحرها وشوارعها ولا أغالي إن قلت أن ما بين لبنان والسودان أبعد من تشابه الأسماء إلى تشابه الأمل وتوأم المحبة وأنه باسمي واسم اتحاد الكتاب اللبنانيين وشعرائه أكشر هذا الشعب العظيم على الدعوة والاستضافة والشعر. والشاعر الموريتاني الشيخ أبو شجة تحدث قائلاً أن شعورنا بما أثار فينا ملتقى النيلين من نشوة بأشواقنا إلى ما نرجو أن تكون عليه أمتنا المبعثرة بأوجاع هذا المشرق العربي كان من النوع لا تناله العبارة ولا تكاد تصل إليه الإشارة. والهوى لا يفسر وملتقى النيلين هو الأمل الأخير لم يبق لنا غيره. أما الشاعر الجزائري رابح ظريف فيقول لا أكاد أصدق أن هنالك دولة تهتم بالشعر والشعراء إلى أن زرت السودان. فتأكدت أنه بلداً لا يؤجل ولا يلغى ملتقى النيلين وهو في حالة حرب بلد يستحق كل الاحترام والحب والتقدير. ليس حبنا نحن الشعراء فقط بل من كل الإنسانية.. والمدهش هذا الجمهور السوداني الرائع والكبير.. أقول للسودانيين أحبكم واللسودان إن اقتطعوا من مساحتك الجغرافية فلن يقتطعوا منك في قلوبنا. أما الشاعر حميد سعيد فقال شكراً للسودان.. وهو يفتح المنابر للقصيدة العربية منافذ.. وتنفتح قلوب السودانيين للشعراء العرب القادمين من جميع مضارب الوطن العربي.