واليوم حديثنا عن طغيان النساء.. وطبعاً ليس حرفاً واحداً عن النساء عموماً.. حديثنا فقط عن الطغاة من النساء.. وهنّ تحديداً زوجات أو أخوات أو حتى أمهات الطغاة الحكام المتجبرين.. واللائي كن وراء بل أمام الطغاة نهباً وسلباً واستغلالاً للنفوذ وقيادة عمياء للحكام وهن يقدن الحاكم إلى ذاك الأتون المشتعل بالجحيم.. وقطعاً وطبعاً لا نعني بهن الزوجات الصالحات المحترمات اللائي يكتفين بدورهن المرسوم وهو أن يظللن زوجات فقط لهؤلاء الحكام.. لا شأن لهن من بعيد أو قريب من دولاب الدولة والتدخل المباشر أو ذاك الذي من وراء حجاب في شأن السياسة والتوزير والإقصاء وكنز الأموال.. أو حتى التستر وراء لافتات العمل الطوعي والمنظمات الخيرية حيث تشرع الأبواب على مصاريعها موصولة بأنبوب ضخم موصول بخزائن الدولة والتي هي أموال الشعب. ولا نجد استهلالاً ولاتقديماً لخطر وخطورة هؤلاء النسوة الطغاة أجل وأعظم من القول الفصل القول الحق الذي أنزله الله في كتابه المطهر حين قال «قال إنّه من كيدِكُن أنّ كيدَكُن عظيم».. والعجيب في الأمر إن الله جلّت قدرته قد وصف كيد النساء بأنه عظيم بل أعظم من كيد الشيطان نفسه حيث قال تعالى «إنّ كيد الشيطان كان ضعيفاً».. وبالله عليكم هل هناك شيطان أكبر من «سوزان مبارك» أو «ليلى الطرابلسي» أو «عائشة القذافي» وشياطين من النسوة.. حتماً سوف يطحن بأزواجهن ويدفعن بهم إلى سوء منقلب.. في قائمة تنتظر.. إلا من أدركته الرهبة و«الخوفة» وعلمته العظة والدروس المجانية «المتلفزة» والمنقولة مباشرة عبر الفضاء.. وحديثنا هو عن الربيع العربي.. وتلك الثورات العربية التي رفرفت رايات نصرها خفاقة ترقص مع دفقات الريح لتعلن نصراً ومجداً وكنساً للطغاة وزوجاتهم إلى المنافي والحجرات الرطبة أو إلى ذل القيود ووحشة وبشاعة الزنازين.. والصور تتدفق و «حكمة الله» إنها صور بالكربون تلك التي انهمرت من العواصم وفضحت القصور الملكية والجمهورية.. صور تونس هي تماماً مثل صور القاهرة.. مثل صور طرابلس.. حكام «طنشوا» عن طغيان زوجاتهم ونسائهم.. حتى دخل الثوار حتى المخادع الجمهورية.. ليكتشف الناس إن أركان تلك المخادع وغرف النوم.. أجل خطراً من وزارة «الخارجية».. أعمق أثراً من المالية.. أشد فتكاً من «الداخلية».. وباختصار أن مجلس الوزراء كان يدار فعلياً ورسمياً من تلك «الأسرة» ذات المراتب الأسفنجية أو المخملية التي تستلقي عليها من بيدها أمر الوطن والدولة والشعب.. ونتعلم من الصور والأحداث أيضاً أن الذي أطاح بهؤلاء الحكام وعصف بذاك النظام ليس الشعب وحده رغم نبله وخناجره وقبضاته وبذله وتضحياته وبسالته.. بل كان العامل الحاسم هو زوجات و «بنات» هؤلاء الحكام وهن ينخرن في دأب ومثابرة أرجل كراسي هؤلاء الحكام حتى هوت.. ما أبأس وأجبن هؤلاء الحكام.. يقهرون شعوبهم.. يقيدون خطوات جماهيرهم يزأرون ويعبسون في وجوه أمتهم.. أقوياء حتى القسوة.. أفظاظ حد الوحشية.. أسود حد الافتراس.. وحوش حد بقر بطون أبناء شعبهم.. وأمام زوجاتهم.. «مساكين» حد الرأفة.. وديعون كالحمائم ومطيعون مثل المؤدبين من التلاميذ.. راكعون حد الخنوع «يعني» باختصار بل بالوصف السوداني البليغ.. يصبح هكذا رئيس هو «دلدول» مسلوب الإرادة منزوع «الرجالة» باهت الشخصية.. ليدفع ثمناً باهظاً بعد رحيله عنوة واقتداراً ليكتشف أخيراً أن من أطاح به من الحكم هو تحديداً وأولاً وأخيراً هي استكانته و«مطاوعته» لزوجته التي أوردته موارد الهلاك بل قذفت به في أتون الجحيم.. و«فصلت» له ثياب العار ليعيش في دياجير الحسرة والندم.. وبكرة نواصل