الباعة الذين هاجمتهم السلطات قالوا لولا انبعاث صوت الآذان لصلاة الظهر من داخل المسجد لحدث مالا يحمد عقباه. والذي لا يحمد عقباه هو «الدشمان» والذي يبدأ بالأيدي.. ثم يتطور حتى يصل مرحلة الضحايا والخسائر البشرية المعروفة في مثل هذه المصادمات .. الباعة الذين أتحدث عنهم في هذه المساحة هم مجموعة من «الشباب» الذي يبحث عن عمل ليواجه به الحياة والمستقبل «المجهول». ومعهم مجموعة من الشيوخ الذين لا يجدون عملاً يتناسب مع السن والظروف والواقع الذي يعيشونه. هذه المجموعة لم تمتهن «السرقة» أو «قطع الطريق» أو بيع «الممنوعات» ولكنهم جاءوا يفترشون الأرض ويبيعون الخضر والفواكه على الشريط الحدودي بمداخل الدروشاب وهو «سويق» مثله مثل أسواق صغيرة ومعروفة منتشرة في جنبات الطرق السريعة والدائرية في مداخل العاصمة وتفرعاتها الداخلية والخارجية. ففي شارع الإنقاذ في بحري هناك باعة. وفي شارع الكدرو يوجدون. وفي «شارع الستين».. و«شارع مدني» وفي شارع النيل بأمدرمان بالقرب من أبي روف ... الخ إذن هي أسواق موجودة ومعروفة وتقدم خدمة للبائع والمشتري ولا تشكل خطراً «أمنياً» داهماً يجعل السلطات (في الكدرو) من حين لآخر تقوم بشن مثل هذه الحملات على هؤلاء «المساكين» الذين يبحثون عن لقمة عيش في مثل هذه الظروف وتحت هذا «الهجير» وفي هذا «الواقع» الذي يعتبر لأغلبهم مؤقت حتى يهيئ الله لهم من أمرهم رشدا..! ü تحدث هؤلاء الباعة لمندوبات (آخرلحظة) إبتهاج ودعاء عن هذه المشكلة التي تم نشرها أمس الأول وطالبوا السلطات «الكبيرة» بكف ألاعيب السلطات «الصغيرة» في المنطقة والغريب في الأمر إبرازهم ايصالات «سداد» هذا يعني أن هناك نوعاً من الاعتراف الضمني أو التقنين فلماذا مثل هذه الإزالات العشوائية والتي بلا شك تولد الضغائن وتثير مشاكل وحساسيات «البلد» في غنى عنها!! ü وسبق أن جاء إليَّ بعض هؤلاء الشباب يشكون حالهم وتحدثت مع نائب الدائرة الفاضلابي والذي وعدني بأنهم سيبحثون عن حل يوائم بين النظام والقانون وتوفير فرص عمل أفضل لمن خرج من بيته ليبحث عن الرزق الحلال. ü مثل هذه القضايا قد يراها البعض «صغيرة» و«تافهة» ولكننا نخشى من خروج بوعزيزي سوداني في مثل هذه الأحوال والنار من مستصغر الشرر!!.