خلال هذه الأيام تمسك بتلابيب لساني اللعين أهزوجة ( بحبك يا حمار ) للمصري سعد الصغيّر والتي شدا بها في احد الأفلام ، وتزامن هذا السيناريو مع مطالعتي تقرير عن محمية للحمير في جارتنا العزيزة إثيوبيا ، هذه المحمية التي يشرف عليها نخبة من الأطباء البيطريين والمدافعين عن حقوق الإنسان الأوربيين ، هدفها (فك الارتباط) اللئيم بين أصحابنا الحمير والإنسان الذي خلق هلوعا ، وفي هذه المحمية المدعمة بكافة صور الحماية الحيوانية تعيش الحمير آخر انبساط ، وتنهق ما شاء لها النهيق وترفس وتبرطع بعد أن تحررت من ظلم الإنسان وتعسفه وقسوته ، تذكرت حكاية محمية أصحابنا الحمير ، بعد ان تلاشت حكاية فك الارتباط مع الحرب بين السودان الشمالي والجنوبي ، المهم السؤال الذي يطلع من نخاشيش القلب المصاب بالترهل متى تنتهي عملية فك الارتباط مع الحرب ، ؟، من وجهة نظري المصاب بالعمى والطشاش أن هذه العملية اقصد فك الارتباط لن تحدث بين الدولتين ، طالما أن القلوب نابضة بإيقاع التوترات والحقد الدفين وليست نابضة ب( بإنتا الواد ... نبض الفؤاد ) ، وأتوقع أن تكون هناك الكثير من الارتباطات الحربية التي ستظهر الواحدة تلو الأخرى ، لكن المهم أن لا تكون بين هذه الارتباطات مفردة الحرب المستمرة التي ستأكل الأخضر واليابس وتعوق الحراك التنموي بين الدولتين ، وإذا صدقت النوايا وتوقفت طبول الحرب يحق لنا أن نشدو ليس بأهزوجة بحبك يا حمار وإنما بأغنية الوفاق السوداني السوداني ، المهم بعودة إلى الحمير ، نجد إنها هذه الأيام تشارك الثوار الليبيين في هموم الحرب الدائرة بينهم وبين كتائب الطاغية معمر ألقذافي خصوصا في الجبل الغربي حيث تستخدم كسيارات إسعاف لنقل الجرحى من المناطق الوعرة إلى المستشفيات ، ومن طرائف الحرب أن الفنانين الليبيين في المناطق المحررة من قبضة ألقذافي يتفننون في ابتداع مشاهد مضحكة للعقيد منها رسمه على هيئة حمير كأنها خارجة من الحكايات الأسطورية ، عموما أرجو من الشعب السوداني قاطبة أن يقف وقفة رجل واحد مع عملية فك الارتباط مع الحرب ، وفوق هذا كله أرجو أن نرفس بقوة الاصوات التي تدعو لجعل منطقة ابيي موقعا دوليا ساخنا ، كما يحق لنا ان نرفس بقوة بعض السودانيين المنتفعين من نظام ألقذافي وهؤلاء كثر في مجتمعنا ومنهم رجل ضخم اقصد ليس ضخما في عقله هذا الرجل عاش في أوربا الشرقية وفي طرابلس ويروج هذه الأيام لنظام الطاغية قاتله الله، عموما اسأل الله أن تنتهي عملية حشود الجيوش بين الشمال والجنوب ، حتى لا نحتاج في الغد إلى نقل جرحي الجانبين الشمالي والجنوبي على ظهور الحمير ، هذا طبعا إن لم نتحول جميعنا شماليين وجنوبيين الى ( حمير حرب ) ويتفرج علينا العالم ونحن نشدو على إيقاع بحبك يا حمآآآآآآآآآآآآآر .