كل عام والجميع بألف خير .. ها هو العيد قد عاد كالمعتاد .. ورغم الرتابة التي تحيطنا من كل جانب أتمنى أن نتعاطى مضامينه بشكل جميل وعميق.. دعونا نجعل من هذا العيد عنواناً للابتسام والتفاؤل لنجابه حزننا وانكساراتنا .. دعونا نجدِّد علاقاتنا مع الناس من حولنا، أولئك الذين انشغلنا عنهم بهموم الحياة أو تساقطوا سهواً من ذاكرة أيّامنا وزخمها .. فلتكن المبادرة الأولى للتسامح وإزالة الحواجز وغسل النوايا ومد الأيادي البيضاء من غير سوء.. إنّنا لا نستطيع الهروب من سيطرة المادة على إيقاع حياتنا ولكن بإمكاننا المحاولة في سبيل الدفاع عن الجوانب الروحيّة والعاطفيّة بأعماقنا، وأعتقد أن العيد هو الوقت المناسب لفتح قنوات جديدة للتواصل وجبر الخواطر وتغذية الأرواح وكسر الرتابة والملل .. العيد هو الموعد الثابت لهطول الأفراح وتعالي الضحكات وفعل المصافحة والاحتضان بنيّة خالصة ولأغراض نبيلة بعيداً عن ما نمارسه يومياً ورغماً عنّا من مداهنة ومجاملة وتنازلات في سبيل لقمة العيش واستمراريّة الوجود .. يأتي العيد فتفتح أمامنا الأبواب للهروب من أزماتنا ومشاحناتنا وخصوماتنا والسأم الذي نكابده في أيامنا العادية فتكون الفرصة سانحة للخروج من ظلماتنا الداخليّة لنلتقي مع الفرح في وضح النهار.. إننا نحتاج أن نحيا العيد كما يجب وكما هو لازم.. لا نريد ان نختزل معاني العيد السامية والحميمة في مجرد مصافحة رتيبة أو تهاني ممجوجة أو ابتسامات باهتة أو مآدب شكليّة أو أفراح مصنوعة أو بطاقات معايدة باردة أو رسائل »SMS« مقتضبة نرسلها بفعل الضرورة ومن باب الأدب أو الاحترام أو حفظ المصالح المشتركة.. نحتاج في هذا العيد أن نعيِّد على أنفسنا أولاً ونتمنى لها الخير ونعتذر لها عن كل ما ارتكبناه في حقنا من أفعال وأقوال قادت إلى الندم أو الفشل أو ضياع الأحلام والأفراح.. نحتاج للاقتراب أكثر من ذواتنا ومصالحتها والتعرف عليها من جديد، ان المسافة بين الإنسان وذاته مساحة غامضة وخاصة تحتاج دائماً للترتيب والتنظيف حتى لا نعود للشعور بالغربة والأحزان الداخلية.. ودعونا نتذكر ان الكلمة الطيبة صدقة جارية يتجاوز مفعولها اللحظة التي تقال فيها لأبعد من ذلك حيث إن الكلمة الطيبة الصادقة تؤلف القلوب وتفتح بوابات التواصل والحب بين الناس خصوصاً أولئك المقربون الذين نحتاج أن نراجع علاقتنا بهم ونصحح أخطاءنا ونبين محبّتنا لهم ونعتذر عن هفواتنا التي ارتكبت في حقهم.. وربما نعتقد أنّنا أصحاب حق ولكن إعادة النظر ضروريّة ووضع أنفسنا مكان الطرف الآخر يجعلنا نرى الأمور بصورة أفضل وأكثر إنصافاً .. فتعالوا في هذه السانحة الذهبية للعيد السعيد نبث مشاعر الحب والامتنان ونترجمها إلى أفعال وأقوال تقرِّبنا إلى أنفسنا وإلى الآخرين وتجعلنا نرى من الحياة جانبها المشرق بدلاً عن ما نراه من كدر ويأس أنسانا حتى كيف نعيش المعنى الحقيقي للعيد.. إن الحياة جميلة وقصيرة وتستحق أن نحتفي بها كلما سنحت الفرصة ونتبادل التهاني، فكل عام والعيد هو العيد، وكل عام وأمي الحبيبة تنعم بالصحة وتظل تاجاً على رؤوسنا، وكل عام وأبنائي ماضون في طريق النجاح والخير ليحققوا أحلامي، وكل عام وجميع إخوتي وأصدقائي وزملائي وأقربائي وأحبائي بألف خير.. تلويح: زوجي العزيز .. شكراً لك.