٭ كل عام والجميع بألف خير.. وعسانا وعساكم من عوادة.. وأرجو أن يعود علينا باليمن والخير والبركات، ليجدنا في حال أفضل من الذي نحياه الآن على كافة الأصعدة، الشخصية والوطنية والدولية. ٭ «بكرة العيد».. جاء في موعده المعتاد.. لم يتأخر أو يعتذر، ووجدنا بعضنا في انتظاره، وبعضنا لم يعد هنا بفعل الأجل، والعيد فرحة.. وفرصة للتسامح والتواصل وإعادة المياه إلى مجاريها، ونفض الغبار عن كل علاقاتنا الإنسانية المركونة بفعل المشاغل ودوران عجلة الحياة بالجميع في إيقاع سريع. ٭ والعيد ذكرى.. تتداعى فيه الأحداث وتزدحم على جدران القلب؛ فنسترسل في التذكار، لتفاصيل حميمة وطيبة، نتحسر عليها ونتمنى عودتها من جديد، رغم أنْه هيهات، وبعضها تفاصيل حزينة ومؤلمة ومزعجة، تثير ذكراها الشجون وتستدر الدمع، ربما على عزيز قد رحل، أو على مصاب جلل قد ألم بنا، أو على عيد مضى وارتبط لدينا بأمور لم ترضنا. ٭ وعيد الأضحية على وجه الخصوص يتسم بمعان ومضامين خاصة، أبرزها مفهوم التضحية والإيثار والانصياع لأمر الله، وتوقير أولي الأمر، ونحن أحوج ما نكون إلى التوقف ولو قليلاً عند كل ذلك، فالعيد يعود على أيامنا هذه ليفاجأ في كل عام جديد بالتغييرات الجذرية التي طالتنا، فشوهت المعاني الجميلة التي عرفنا بها زمناً، وبددت ثقتنا في بعضنا البعض، فأصبح معظمنا بمستقبل مجهول وغير واضح الملامح، وشخصيات ضبابية غير مفهومة. ٭ هل أنا متشائمة؟ «نعم»، فكل ما حولي يمضي في هذا الاتجاه، وفرحتي بالعيد لا زالت باهتة، فما عادت كسابق عهدي بها، حين كنت أترقب العيد بشغف؛ لألتقي وجوهاً غالية تشيع البهجة في نفسي، فما عاد العيد موسماً للتلاقي، ومرحى لأولئك الذين ييممون وجوههم شطر قراهم وولاياتهم بعيداً عن ضجيج العاصمة، وتغول وحشيتها، وبرودها في أبعاد العيد، فالولايات لا زالت بخير، والعيد لا يزال بها معبأ برائحة التواصل الحميم، ورنين الضحكات المترعة بالصدق، التي لا تشبه ضحكاتنا المصنوعة، وابتساماتنا الزائفة. ٭ فيا أيها العيد السعيد، كل عام وأنت بخير، بقدر ما تبقى فيك من خير ضئيل، أرجو ألا ترغمك السنوات القادمة على فقدانه، فلا زلت أيها العيد والحمد لله؛ من أيام الله المميزة، التي أنعم بها علينا لنفرح، فالله يحبنا بلا حدود، ويحب أن نفرح، غير أننا لم نعد نحب بعضنا كما يجب، ولا نحب أنفسنا كما يجب، ونركض بعيداً عن فطرتنا المجبولة على الخير لاهثين وراء الدنيا الزائلة، متناسين أحياناً حتى إيماننا المطلق بالله، والعياذ بالله. ٭ تلويح: العيد الجاب الناس.. «لينا ما جاب العيد»!!