ü سأبدأ حديثي عن مايو بهذه القصة الإنقاذية!! عندما جاءت الإنقاذ كنت صحفياً يافعاً وكنت أتأهب لرحلة خارجية لليمن وعندما وقع الإنقلاب وتم حل الصحف بعد حل الحكومة والبرلمان مباشرة لم أجد مفراً سوى السفر بنية الهجرة!! وكانت وجهتي الى صنعاء وإن طال السفر. وبعد شهور جاءنا وفد من أعضاء مجلس قيادة الثورة وذهبت لدار الجالية السودانية والذي كان يقع في شارع الزبيري لحضور ندوة مقامة هناك. وفي الصف الأمامي رأيت أحد «المتسلقين» و«المتملقين» للنظام الجديد والرجل أعرفه منذ وقت طويل جاء مع الوفد هذا ما «أدهشني» تحركت من مكاني بغرض السلام والتحية وكان يجلس بجواره عضو مجلس قيادة الثورة وبعد السلام سألني يا زول متين جيت البلد دي؟! قلت له: طلعت من السودان بعد 30 يونيو ووسط دهشتي صاح المتسلق بأعلى صوته «بوقاحة» يحسد عليها.. إنت لسع ما قادر تسميها..؟ فقلت له مكرهاً وليس بطلاً طيب بعد انقلاب30 يونيو .فصمت الرجل وانسحبت بهدوء وفي أعماقي كنت ألعن - تطوعي و«شلاقتي» بتحية هذا «الهتيف». ü والآن بعد هذه القصة التي أتمنى أن تكون قد وصلت دلالاتها.. دعونا ندخل في لحظة تأمل ونحن نستشرف ذكرى 25 مايو -ولا شيء غير التأمل -فقد ذهبت مايو لمحكمة التاريخ وهي محكمة عادلة لا تظلم أحداً. نتأمل.. ونقول مايو فترة مهمة في تاريخ الحكم في بلادنا والأهمية هنا لا تعني «الايجابية» أو «السلبية» ولكننا نشير لطول الفترة الزمنية ما الذي «حققته» ثورة مايو؟ وما الذي «أخذته» من السودان؟ ربما مثل هذه الأسئلة تطرح مداخل وعناوين للنقاش مثل من الذي يملك حق تسمية «حركته» بأنها ثورة؟وماذا اذا سماها الآخرون انقلاباً. وهل نستطيع أن نقول مايو «ثورة». والإنقاذ ثورة؟ وفي الوقت ذاته نسمي أكتوبر وأبريل بأنهما ثورات وهما من صنع الشعب وجاءتا بنضال الجماهير وتضحياتها؟ ولعلنا لا نبرح هذا المثال ونقول ليت مايو قد استجابت لمبدأ التغيير من داخلها وأحدثت تحولاً حقيقياً نحو الحكم المدني والتداول السلمي للسلطة ومثل هذه «الأمنية» تحتاجها الإنقاذ اليوم فليس معقولاً أن تسلم الإنقاذ الحكم «لناسها» سواء كانوا رواداً أو شباباً أو «طلاباً» كل مقاليد الحكم وتترك حكماء وشباب الأحزاب والقوى السياسية من اهل السودان يتفرجون على الرصيف..؟ يتقلب ناس الإنقاذ وحدهم على كراسي الحكم ولا يتركون مجالاً للآخرين وبعضهم يقول هي لله لا للسلطة ولا للجاه!! كيف يستقيم هذا الأمر لماذا لا يأخذون الحكمة و«درس العصر» التأمل من ذكرى ثورة 25 مايو الخالدة المظفرة، أين مايو وأين رجالها؟ وأين اتحادها الاشتراكي العظيم بمنظماته الجماهيرية والفئوية؟ وأين وأين؟ وأين العصفور؟ وأين العشب؟