تعرض المريخ لهزة عنيفة أمس الأول أحدثها فرسان أهلي الخرطوم، عندما أعلنوا الحرب على صاحب الصدارة وجردوه من أغلى ثلاث نقاط سلبته لقب الفريق صاحب «العلامة الكاملة» في النصف الأول للدوري الممتاز، وأعادته لمربع السقوط بعد (12) جولة لعبها في الدوري الممتاز ولم يسقط في أي منها، وكان للثقة الزائدة التي دخل بها لاعبو المريخ المباراة النصيب الأكبر في ضياع النقاط، باعتبار أن اللاعبين لم يحسنوا التصرف في الشوط الأول، وأضاعوا العديد من الأهداف، ليمر الوقت في الشوط الثاني ويزداد التوتر دقيقة بعد دقيقة وتتحول الثقة إلى خوف من فقدان النقاط إلى أن وقع سيف الخسارة على الرؤوس مع نهاية الجولة التي غاب عنها المدافع الدولي محمد علي سفاري وجاء غيابه خصماً على دفاع المريخ من واقع أن طارق مختار كان بعيداً عن اللعب ولم يظهر الانسجام الكامل مع العاجي واوا باسكال، إلى أن أصيب طارق ولخبط حسابات البدري مرة أخرى ليدفع المصري بالباشا في متوسط الدفاع ويشتت تركيزه بعد أن كان كثير الهجوم، ليصبح أسير الدفاع، ثم حوّله للناحية اليمنى ليكون اللاعب تائهاً والوسط يحتاج لمن يسنده دون أن يكون هناك منقذ للمريخ من الهلاك في كل الخطوط بمن في ذلك القائد فيصل العجب الذي دخل في الحصة الثانية وخرج يجرجر أزيال الخيبة وتلاحقه وزملاءه الحسرة والندم على التفريط في نقاط الجولة الاخيرة من النصف الأول. وبالمقابل استحق لاعبوا الأهلي ومدربهم الفرح مع نهاية التسعين دقيقة لأنهم عملوا باجتهاد ولم ترهبهم أسماء المريخ وأحسنوا استغلال الوضع النفسي المتردي للاعبي المريخ في الحصة الثانية، وشكلوا عليهم جبهات ضغط هجومية بتوجيه من المدير الفني البرازيلي إيلتون صاحب النظرة الثاقبة والتكتيك الذي سحر به أعين لاعبي المريخ ليرقص لاعبوه السامبا البرازيلية باعتبار أنهم أول فريق يذيق المريخ الخسارة خلال مشواره الحالي بالممتاز، وجعلوا مهمته بالتالي صعبة في المحافظة على صدارة المنافسة حتى النهاية، لأن وقع الهزيمة لن يكون عابراً على نفوسهم وإنما ضغوطاته ستزداد إسبوعاً بعد آخر في النصف الثاني من أجل العبور لبر الأمان، وسيكونون مطالبين بالانتصارات في كل المباريات حال أرادوا إسعاد جماهيرهم وإهدائهم لقب الدوري الممتاز بعد اختفائه عن القلعة الحمراء الموسم الماضي.