بشرنا المؤتمر الوطني ضمن «بشرياته» الكثيرة.. على لسان أمينه السياسي الجديد بأن الاتّفاق مع الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل )قد وصل مراحل متقدمة. ورغم أنّه لم يحدد لنا نسبة هذا التقدّم. إلا أنه مؤشر جيد وخطوة تجد التأييد والمساندة من كل حادب «وطني» لا يتمنى أن يحكم «الوطني» هذا «الوطن» بمفرده لأن واقع الحال يقول إن نظرية «يا دنيا ما فيك غيري» قد فشلت تماماً في إقصاء الآخرين وإبعادهم بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لم «يوصل» الناس لشيء. وسياسة تمزيق الأحزاب والكيانات السياسية المعارضة و«إنتاج» سلالات صغيرة و«هجين» بدعوى رسم لوحة مشاركة واسعة مزيفة أيضاً لم تنجح. رغم كل المساحيق وأنواع «البدرات من بدرة» التي تم تركيبها باسم أحزاب «التوالي» وحكومات الوحدة الوطنية كلها لم تجد فتيلاً وانكشفت «اللعبة» ولهذا فلابد من الذهاب للأحزاب «الاصل» و«الفصل» -وهي أيضاً ليست مبرأة من العيب- ولكنها هي الأقرب للصاح!! وأقرب للشرعية الحزبية وأقرب كذلك «للندية» فأحزاب التوالي كانت تذوب بسرعة في «الوعاء الجامع» ولا يظهر لها «حس» أو سمع أو طعم أو لون..! نعم يجب أن يمضي الحوار إلى نهاياته ليس مع الحزب الاتحادي الديمقراطي وحده بل مع الأحزاب الكبيرة الأخرى أمة وحزب شيوعي وناصريين وبعثيين. وبالطبع لن يشمل هذا الحوار قطاع «الشمال» لأنه لا يوجد حزب بهذا الاسم في «مفهوم» وأحاسيس مواطني جمهورية السودان بعد التاسع من يوليو. بل يوجد حزب اسمه الحركة الشعبية يقع «جغرافياً» جنوب حدود .1956يحكم دولة شقيقة وصديقة وجارة عزيزة يتمنى كل سوداني مخلص أن يصل الحوار معها إلى إنتاج علاقة جوار وإخاء صادقة ومتينة تحقق تطلعات الشعبين في الشمال والجنوب في حياة مستقرة وكريمة وآمنة.