في الوقت الذي يحس فيه الأهلة بالخوف على الهلال من مدربه الصربي ميشو للأخطاء التي ظلت تكتنف عمله وظلت مهدداً لنتائج فريقه. وفي الوقت الذي بدأ فيه المدرب يحس أن الأرض بدأت تهتز من تحت أقدامه وبدأ يشعر باحساس عميق بأنه بات مهدداً بالاقالة بعد حالة التذبذب التي شهدها الفريق محلياً وأفريقياً في هذا الوقت بالذات بدأ المدرب الصربي يتمدد إعلامياً وظل يهرول بين الصحف الرياضية انتهاء بعقده مؤتمراً صحفياً كأن التصريحات التي أدلى بها ليست كافية وليت تصريحاته جاءت في المضمون وجاءت مليئة بالحقائق بل على العكس من ذلك جاءت مليئة بالتهويل على نتائج وإنجازات غيره من المدربين الأجانب والسودانيين والتهويل في تناول نتائجه إلى الحد الذي وصف نفسه بأنه أفضل مدرب في السودان من حيث النتائج والأرقام وهو بذلك يفاخر بتصعيد الهلال لدور الثمانية لكن دور الثمانية انجاز يمكن ان يفاخر به المدرب لأنه أصلاً لم يطلعنا من قبل لاي نتائج وانجازات له ولكن دور الثمانية انجاز تتضاءل أمامه كل نتائج الهلال المعروفة. ترى من أوعز للصربي بأن دور الثمانية هو أفضل انجاز لمدرب أجنبي أو سوداني بالهلال ودونك قائمة بالانجازات التي سوف تجعلك تلتزم بالصمت وتتوارى خجلاً مما قلته ورددته. فمثلاً عام 6691 صعد الهلال لدور الأربعة لكاس أندية أفريقيا الأبطال وكان يقود الفريق عدد من المدربين الوطنيين على رأسهم زكي صالح. ووصل الهلال نهائي الكأس مرتين مرة عام 7891 أمام الاهلي القاهري والمرة الثانية عام 2991 أمام الوداد المغربي وكان يقوده في المرة الأولى محمد حسين كسلا وجميل والنقر وأخيراً انضم للفريق كمال شداد وفي المرة الثانية كان يقود الفريق أحمد عبد الله وفي تاريخنا القريب قاد ريكاردو البرازيلي الفريق لدور الأربعة وصعد الفريق للمركز الثالث في المنافسة الأفريقية وجاء كامبوس وصعد بالفريق لدور الثمانية ومن المدربين المتميزيين في الهلال البرازيلي ناغويرا الذي حقق مع الهلال خمسة بطولات محلية أما استاروستا فقد حقق الكثير من الأرقام القياسية من الانجازات الهلالية فأين انت من كل هؤلاء. لقد وجد الصربي الهلال جاهزاً ومرصعاً بالنجوم وجاهزيته جاءت عبر غيره من المدربين السابقين و كان محظوظاً بجهدهم وقاطفاً لثمارهم ولم يضف جديداً على جهدهم وأبرزهم ريكاردو . وميشولم يأخذ بيد بنجم ولم يهد الهلال لاعباً. والطريف في اللقاءات الفردية والمؤتمر الصحفي أنه لم يتصدى أحد للمدرب ليقوم بإيقاف شطحاته ويقول له قف عندك إلا بعد أن ظهر الزميل دسوقي بعد ذلك ووضع أمامه الإشارات الحمراء. وللحقيقة فإن هذه الشطحات لن تنطلي على أحد لأن الذين يتابعون مسيرة الهلال لا يأخذونها على محمل الجد لأن الحقائق تتحدث عن نفسها والصربي وهو الأقل قامة من المدربين الاخرين والأقل قامة من الهلال كما قلت من قبل ولذلك جاءت هجمته الاعلامية التفاخرية خطوة بالغة الدلالة على الأهداف المعلنة والتوقيت المحدد لعلمه بأن هناك قناعة تشكلت حوله وان الجميع يحسون بالململة تجاهه فالمدرب الذي نزل بالفريق إلى الكونفدرالية لا يمكن مقارنته بالمدربين أصحاب الانجازات العملاقة والرفيعة الذين سطروا تاريخاً رائعاً بينما ميشو يحاول خطب ود الجماهير واسترضاءها والبقاء وهو في مفترق الطرق.