دخل العاملون بالمركز القومي للأطراف الصناعية في اعتصام مفتوح بكل فروعه في ولايات السودان المختلفة ابتداءً من يوم الخميس الماضي احتجاجاً على عدم إجازة شروط الخدمة التي صدقها رئيس الجمهورية في العام 2003م. وطالبوا بتحسين بيئة العمل وتأمين حياة العاملين وإصابات العمل. وكشف العاملون عن رفض المركز منحهم شهادات الدبلوم التي حصلوا عليها من الصليب الأحمر عقب انتهاء فترة التدريب. (آخر لحظة) استمعت إلى العاملين الذين اتخذوا من شجرة ظليلة داخل مبنى المركز الرئيسي في الخرطوم موقعاً لتنفيذ الاعتصام. حياة العاملين في خطر أوضح عدد من العاملين أن مشكلتهم ليس وليدة اليوم وقالوا: ظللنا نلاحق المسؤولين منذ عهد الوزير اللواء الطيب محمد خير وتم وضع المعالجات في عام 2000 بتصديق بعض البدلات ومن خلال الكشف الطبي السنوي للعاملين وبمرور الأيام اتضح أنهم يتعرضون لبعض المواد السامة المسرطنة والغبار مما يعرض صحتهم للخطر لذا فقد تم التصديق لهم ببدل « لبن » من قبل الصحة المهنية، ولكن توقف تماماً منذ العام 2005م ، وأضافوا قائلين: خاطبنا كل الجهات ولم نجد استجابة، آخرها الاتفاق مع المدير العام على أن يلتزم بتوفير مبلغ ثلاثة آلاف جنيه لكل العاملين شهرياً كحل إسعافي إلى حين إجازة شروط الخدمة لكل المركز. علاوة على ذلك أنه في العام 2000 تم التصديق ببدل لبس بما يعادل راتب ثلاثة أشهر، بدأ في الانخفاض رويداً رويداً حتى توقف مع ميزانية هذا العام، بحجة عدم وجود شروط للخدمة، وأوضحوا أن شروط الخدمة أجيزت من كل الجهات الفنية وسلمت لوزارة المالية والاقتصاد الوطني كما سلم ملف كامل للسيد وزير الدولة بوزارة الرعاية والضمان الاجتماعي. الورش غير مطابقة للمواصفات وصف العاملون بالمركز الورش والصالات بأنها غير مطابقة للمواصفات الصحية للعاملين حيث تنعدم فيها شفاطات الهواء الفاسد وقالوا إن المواد التي يستخدمونها في صناعة الأطراف هي مواد مسرطنة، كما أن السقف من المفترض أن يكون هرمياً على شكل «الجملون» إلا أن السقف الحالي مسطح، وحتى يستطيع العامل مقاومة هذه البيئة السيئة فلابد له من شراب رطلين من اللبن يومياً، ولكن هيهات. وفي السياق كانت هنالك عيادة توقفت الآن كما لا توجد إسعافات أولية والذي يصاب لابد أن يذهب إلى مستشفى الخرطوم كما أنه لا توجد عربة إسعاف تحمله إلى المستشفى. المركز يساوم الفنيين كشف عدد من العاملين وهم فئة الفنيين أن المركز رفض منحهم شهادات الدبلوم التي منحها إياهم الصليب الأحمر عقب انتهاء فترة التدريب التي امتدت ل (3) سنوات مجاناً إلا أن المركز ومع بداية الدراسة فرض عليهم توقيع عقود جائرة من ضمن شروطها العمل بالمركز (6) سنوات ولا يوجد فيها تفاصيل لحقوق العاملين، ومن يخل بالشرط أو يطالب بشهادة قبل المدة المحددة في العقد يدفع رسوم الدراسة كاملة وهي عبارة عن (27) ألف دولار، علمنا أن الصليب الأحمر تكفل بكل أعباء الدراسة إلا أنه سلم الشهادات للإدارة لتسليمها للعاملين بينما الإدارة لم تسلم العاملين تلك الشهادات ولم تضعها في ملف كل عامل. التهديد بالفصل الجماعي قرر العاملون الاستمرار في الاعتصام لحين الاستجابة لمطالبهم المتمثلة في مكتسبات العاملين التي تمثلت في مذكرة تفاهم يلتزم فيها المخدم بجدول زمني لتحقيق هذه المكتسبات، وقالوا إنهم يئسوا من الوعود والتسويف والمماطلة بعد أن رفض وزير الدولة بالرعاية والضمان الاجتماعي مقابلة العاملين وهدد بفصلهم فصلاً جماعياً في حالة عدم رفع الاعتصام، وأكدوا أنهم سبق أن تقدموا باستقالات جماعية في العام السابق مقابل إقالة المدير الحالي الذي وصفوه بأنه حجر عثرة في حل المشكلة وعلى ضوء ذلك اعتصموا لحين حل مشكلتهم. من ناحية أخرى التقينا بالسيد يوسف موسى دارفور، الأمين العام للوحدة النقابية للعاملين بالمركز الذي ذكر أنه قد تم إخطار رئيس النقابة العامة للإدارة والخدمات ورئيس النقابة الفرعية بالاعتصام وتم عقد اجتماع مع وزير الدولة عادل عوض بحضور المدير العام للمركز والضباط الثلاثة ووجه الوزير بدفع مبلغ «بدل لبن» وما التزم به سابقاً بخصوص الترحيل، وفي المقابل طالب النقابة برفع الاعتصام. ووجه المدير العام بتنفيذ لوائح الخدمة في حالة رفض أي عامل من العاملين الدخول على الورش ولكن العاملين رفضوا رفع الاعتصام بحجة أن ما توصلت إليه النقابة مع الوزير لا يلبي مطالبهم وطالبوا بمقابلة الوزير الأمر الذي رفضه الأخير. وفي سياق بحث (آخر لحظة) الحثيث عن الحقائق التقينا بمدير إدارة شؤون المركز بهاء الدين الطيب الذي قال إن المركز يستقبل يومياً ما بين 150 إلى 200 شخص يتوزعون بين تمارين علاج ومقاسات، وعيادات متخصصة، ومضى قائلاً إنه من المفترض أن يتسلم ثلاثون شخصاً مصاباً جسدياً اجهزتهم وثلاثون آخرون للعيادات، إلا أن المصابين الذين قدموا اليوم تفاجئوا بالاعتصام واضطر بعضهم إلى الرجوع. معاناة المصابين وفي استقبال المركز التقت (آخر لحظة) بعدد من المصابين الذين خاب أملهم في استلام أجهزتهم، حيث قالت وداد محمد سعيد المصابة بشلل أطفال إنها أتت لصيانة الجهاز الخاص بالحركة، إلا أنها تفاجأت بالاعتصام وأوضحت أن عدم الصيانة يعيق حركتها ويجعلها تلتزم المنزل، أما مستورة نعمان القادمة من مدينة النهود فقد قالت إنها تتردد على المركز منذ (7) أشهر ومن المفترض أن تستلم الجاز اليوم ولكن تم إخطارها بأن الاعتصام مفتوح (وحقيقة لا أعرف ماذا أفعل خاصة أنني لا استطيع المكوث طويلاً في الخرطوم). (آخر لحظة) تتجول داخل الورش تكشف لنا من خلال الجولة التي قمنا بها داخل الورش عدم وجود أدوات سلامة تضمن حياة العاملين من إصابات العمل وكذلك عدم وجود أدوات إطفاء فضلاً عن عدم مطابقة الورش والصالات للمواصفات القياسية المطلوبة. هذا وقد أقر عدد من العاملين بتدني مستوى الخدمة الذي يقدم للمعاق وقالوا إن هذه نتيجة طبيعية لعدم توفر الظروف الملائمة للعاملين.