قبل شهر أو أكثر استضافتني قناة الخرطوم في برنامج «قهوة صباح» وسألتني المذيعة وهي تسأل عن مشوارنا المتواضع في بلاط صاحبة الجلالة.. وعن أساتذة في الصحافة تعلمت منهم!! مثل هذه الأسئلة تروق لي فهي تتيح لك رد الفضل لأهله وتمكنك من مباشرة خصلة «الوفاء» التي قلت و«ندرت» في هذا الزمن الرديء!! عددت لها أسماء صحفية، هؤلاء علموني مباشرة وساهموا في إنارة الطريق لي ولم يبخلوا علينا بأي توجيه أو نصائح في هذا الدرب الشائك الوعر. والجزء المهم في الإجابة ما قلته لها حول خاصية وميزة الصحافة التي لا تتوافر في أي وظيفة أو مهنة أخرى- رغم أن الصحافة هي رسالة في المقام الأول-ميزة الصحافة أنها تتيح لك أن تتعلم وأن تتلمذ على يد أساتذة ليس بالضرورة أن تكون عاصرتهم أو عملت معهم مباشرة. يكفي فقط التأمل ومراقبة التجربة والأداء مع «نية» صادقة في إكتساب الخبرة والمعرفة وذكرت لها أسماء عديدة علّمت وأفادت وأصبحت نجوماً ورواداً تأخذ منهم الأجيال المختلفة وتنهل من معينهم الذي لا ينضب ولا يجف. أستاذنا الراحل سيد أحمد خليفة رغم أني لم أتشرف بالعمل معه ذات يوم ولكنه ينتمي لهؤلاء الرواد العظام من صحفيينا السودانيين والذين هم بمثابة مدرسة صحفية قائمة بذاتها نحس بالانتماء والاعتزاز بها. أمس سعدت بالقرار التاريخي الذي أصدرته محكمة جنايات الخرطوم ببراءة الوطن وناشرها في القضية المرفوعة ضده من المستتشفى الأكاديمي ود. مامون حميدة حول ما ذكره عن اخفاقات وأخطاء طبية. وهو حكم يدخل الفرح والسرور على كل صحفي «مهني» يعمل من أجل إرساء مزيد من الدعائم لحرية الصحافة ويسعى لتمهيد الطريق لها لتقول كلمتها للناس عن الحقيقة والحق!! وأقول ما قاله الأستاذ الصديق عادل سيد أحمد في كلمة الوطن أمس الأول عقب صدور قرار تبرئة الأستاذ الراحل سيد أحمد خليفة في البلاغ المرفوع ضده شكراً للقضاء السوداني وشكراً للشعب السوداني والرحمة والمغفرة للوالد الراحل سيد أحمد خليفة.