الخصام أخف درجات القطيعة ، يستخدم غالبا كإداة للعتاب ،في الخطاب الغنائي العربي التعيس هناك كم هائل من الاغاني الخصامية من العيار الثقيل ، لكن يبدو ان اقسى درجات الخصام في هذه الايام تتمثل في الخصام بين الشعوب العربية وحكامها ، لكن درجات هذه الخصومة تتغير حسب علاقة الحكام والزعامات بشعوبها فكلما كان الحاكم ، شرسا ولئيما كلما إشتعلت نيران الخصام وتحولت الى حرب تسيل فيها الدماء ويحدث الدمار في البنية التحتية للبلد ، وعلى فكرة نجد الجيش حاضرا دائما في حالات الخصومة بين الشعوب وقياداتها ، ففي اولى إفتتاحيات الربيع العربي الجميل ، الذي انطلق ضاحكا في تونس وقف الجيش على الحياد في الخصومة بين زين العابدين بن على والشعب ، وحلت بدلا عنه الشرطة بكافة مسمياتها والتي سامت الشعب التونسي العذاب ( وطلعت سنسفيل عينه ) حتى رحل الدكتاتور بن علي ، وبعدها بدات تتكشف الكثير من التداعيات المرتبطة بجهاز الشرطة الذي إستخدمه بن علي لقمع المحتجين ، وفي الربيع المصري وقف الجيش محايدا في التظاهرات التي أسقطت المخلوع حسني مبارك وأركانات نظامه ، لكن كما حدث في تونس فقد كانت ردة فعل الشرطة المصرية قاسية وحدث ما حدث من تداعيات واصبحت بعدها الشرطة المصرية ( خصيمة ) للشعب المصري وكشفت الايام بعد رحيل الطاغية الكثير من الملابسات والمخازي عند رجال الشرطة المصريين ، اما في صاحبتنا ليبيا فإن الطاغية القذافي أخذها من قصيرها وأشعل الحرب بينه وبين الثوار الليبيين بواسطة كتائبه المدججة بالسلاح ، وترك الشرطة الليبية على الرف , ويبدو أن لؤم القذافي وخبرته في الحكم جعلته يستخدم الكتائب التي هي بمثابة الجيش لقمع المحتجين واراح الشرطة الليبية من المساءلة التي ربما تحدث بعد رحيل نظامه الى مزبلة التاريخ ، هذا اذا كانت هذه المزبلة التي تحتوي في ردهاتها ما لذ وطاب من الحكايات عن الخصومات بين الشعوب وحكامها قادرة على احتواء مخلفات القذافي ، أما في اليمن غير السعيد فإن نظام الشاويش ( المكنكش ) في السلطة علي عبد الله صالح كانت خصومته مع الملايين من أبناء الشعب اليمني تتمثل في محاولاته في إشعال فتيل خصومة الحرب الاهلية ويبدو أن الشاويش إستطاع ان يشعل هذا الفتيل الى حد ما ولا ادري ان كانت الايام حبلى بمزيد من الخصومة بنت الذي والذين بين النظام اليمني والملايين التي تهتف يوميا مطالبة برحيل الشاويش ، اما في سوريا وما ادراك ما سوريا فقد إختلف الوضع حيث ان نظام البعث (الأسدي) إستخدم الجيش من قولة تيت مع الإستعانة بمجموعة من المستشارين الإيرانيين المختصين في كبح جماح ( الخصومة ) وشلة من عتاولة حزب الله اللبناني لتقتيل المحتجين ، المهم ما علينا تعالوا ، نشوف حالنا في السودان فيما إذا إشتعل فتيل الخصومة المشتعل أصلا بين حكومة الانقاذ وأطياف كثيرة من ابناء الشعب السوداني الطيب فهل سوف تستعين الحكومة بعناصر الجيش الذي يقف ( زنهار ) وعلى سنجة عشرة في الجنوب والغرب، أم انها سوف تستخدم مجاميع الشرطة ومنها شرطة إدارة امن المجتمع لفض الخصومة بين المحتجين والنظام ، ومن وجهة نظري ارى ان الجيش السوداني لن يكون طرفا أصلا في اي خصومة بين الشعب والنظام وانما ( اصحابنا ) في الشرطة وخصوصا شرطة ادارة امن المجتمع سوف يشعلون الخصومة المشتعلة اصلا بينهم والشعب السوداني الجميل هيلا هوب ايدلوا ، يا ويلكم .