تحدث مركز دراسات أميركي عن عزم مجموعة من الضباط الليبيين الإطاحة بالعقيد معمر القذافي، بينما قتل 16 شخصا وأصيب أكثر من أربعين آخرين في اقتحام نفذته قوات موالية للزعيم الليبي معمر القذافي لمدينة الزاوية غرب العاصمة طرابلس، كما هاجمت قوات أخرى تجمعات لمحتجين يسيطرون على مدينة مصراتة شرق العاصمة الليبية، وقتلت عددا منهم، بينما اتهم القذافي في خطاب جديد امس زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بالتلاعب بالليبيين، مطالبا إياهم بنزع سلاح المحتجين المطالبين برحيله الذين سيطروا على مناطق واسعة من البلاد. وبحسب شهود فإن «كتائب القذافي» هاجمت المعتصمين بميدان الشهداء صباح أمس بأسلحة ثقيلة، مما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى. وروى الأستاذ الجامعي خالد عمار، للجزيرة في اتصال هاتفي من المدينة، كيف تصدى أهاليها بصدورهم العارية لمهاجمين يستقلون 30 سيارة تويوتا كروزر يطلقون أسلحة مضادة للدروع، وأكد أن 16 شخصا قتلوا في «المجزرة» ، وأصيب 40 بجروح خطيرة ومتوسطة ، وأفاد مقتل أحد المهاجمين وأسر ثلاثة بينهم جزائري. وروى شاهد عيان أن الهجوم استهدف نحو ألف معتصم كانوا يواصلون اعتصامهم في ميدان الزاوية للمطالبة برحيل العقيد معمر القذافي. إلى ذلك قال مسؤول أميركي أمس أن إدارة باراك أوباما ليس لديها سبب للاعتقاد بأن معمر القذافي مات، وجاءت التعليقات بعدما أشار تجار النفط إلى أن أسعار النفط تراجعت بسبب شائعة عن أن الرصاص أطلق على القذافي. ولدى سؤاله عما إذا كانت واشنطن لديها سبب للاعتقاد بأن القذافي الذي يواجه احتجاجات شعبية على حكمه مات قال المسؤول الأميركي الذي طلب عدم نشر اسمه «لا». وقال القذافي ،في اتصال هاتفي للتلفزيون الليبي، تحدث خلاله بنبرة هادئة مقارنة بخطابه الأخير الذي ظهر فيه أكثر توترا، إن بن لادن هو العدو الذي يتلاعب بالناس ، وإن القاعدة تسعى لإقامة دولة إسلامية في ليبيا، معتبرًا أنها تتحكم في المتظاهرين المطالبين بإسقاط حكمه. ودعا الليبيين إلى طاعة ولي الأمر، وعدم اتباع «عملاء بن لادن المجرم» والإصغاء إليهم. وقدم تعازيه للقتلى من رجال الأمن الذين سقطوا في المواجهات التي تشهدها بلاده منذ 17 من الشهر الجاري، لكنه جدد اتهامه للمحتجين على نظامه بتعاطي حبوب الهلوسة «المخدرة»، التي قال إن تنظيم القاعدة يوزعها عليهم. وأشار مركز ستراتفور الامريكي إلى أن مجموعة من الضباط الليبيين يعدون خططا للإطاحة بالقذافي والعودة إلى ليبيا لإحياء مجلس قيادة الثورة لتولي السلطة في البلاد التي تشهد منذ 17 فبراير احتجاجات ضد القذافي الذي يحكم البلاد منذ نحو 42 عاما. وحسب ذلك المركز فإن الأسماء المتداولة للمشاركة في الإطاحة بالقذافي بينها وجوه من الضابط الأحرار الذين شاركوا إلى جانب القذافي في الإطاحة بالنظام الملكي في البلاد والاستيلاء على الحكم عام 1969. وأوضع المركز أن تلك المجموعة كانت تجري أمس اتصالات على هامش اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن تطورات الأوضاع في ليبيا حيث تشير التقارير إلى أن مئات المتظاهرين قتلوا جراء استعمال السلطات للقوة. ويسعى أولئك الضباط للتأكد من أنهم لن يتعرضوا للقصف من طرف سلاح الجو الليبي الذي لا يزال مواليا للقذافي بعد الانشقاقات التي حصلت في باقي صفوف الجيش على غرار ما حصل في السلك الدبلوماسي وأجهزة حكم أخرى. وفي اتصال مع الجزيرة، قال وزير العدل الليبي المستقيل مصطفى عبد الجليل، تعليقا على الخطاب، إنه لا وجود للقاعدة أو لأية منظمات أو جماعات إرهابية في ليبيا ، وإن القذافي أصبح غير قادر على الخروج من قصره في العزيزية بأحواز العاصمة طرابلس، وإن الأمر الآن صار بيد الشعب. وأصدر ضباط وجنود قاعدة بنينة الجوية الواقعة بضاحية بنغازي الليبية بيانا يؤيدون فيه الثورة ضد نظام العقيد معمر القذافي، ويطالبون بتنحيته، في الوقت الذي تواصل فيه المنظومة المحيطة بالنظام الليبي تفككها من حول القذافي الذي ظل يقبض على مقاليد الحكم في الجماهيرية منذ 42عاما. وقد أعلن مديرو أمن في عدة مناطق من ليبيا استقالاتهم وتنديدهم بقمع نظام القذافي للمتظاهرين.