في كل عام «نقوِّم» الدنيا ولا نقعدها احتفالاً ببداية العام الدراسي الجديد الذي نعلم جيداً أنه لا يباغت الحكومة ولا المدارس ولا الأسر ولا حتى التلاميذ أنفسهم.. بل هو تقويم متفق عليه منذ نهاية العام الدراسي السابق.. فلا عذر إذاً لمن يقصِّر في أداء مهمته أو يعتذر بأن العام الدراسي قد باغته أو جاء على حين غفلة.. نحن نفاجأ في هذه الأيام وبعد بداية العام الدراسي بنواقص كثيرة أولها تهيئة البيئة المدرسية بما فيها من مباني ومكاتب وفصول أو حتى معلم لأن تنقلات المعلمين يجب أن تتم قبل أسبوعين على الأقل من بداية العام الدراسي.. وقد طالعنا في الصحف يوم أمس الأول أخباراً عن نقص الكتاب المدرسي مع وعود بتكملة الكمية فيما بعد.. وهذا دليل كافٍ على أن الوزارة لم تستعد للعام الجديد بشكل جيد.. وكما ذكرت لاعذر لها حتى لو اعتذرت بالانتخابات وتقلبات الحكومة، لأن ولاية الخرطوم تحديداً لم تتأثر بها، واليها هو واليها والعاملون في إدارات التعليم هم أنفسهم الذين يعملون الآن.. بالمناسبة رغم تأكيدات د. ياسر أبو حراز نائب مدير المركز القومي للمناهج بأنه تم تسليم الكتاب المدرسي لكل الولايات، في التصريح الذي أدلى به ل(SMC). الغريب أن إدارة المناهج قد «خلَّصت» المسؤولية من «رقبتها» وألبستها للولايات.. والسؤال المطروح ما هي مصلحة الولايات إذا وصلها الكتاب.. هل تقوم بتوزيعه جزئياً؟ نعم سادتي ما هي مصلحتهم.. وفي ظني أن هناك احتمالين يمكن أن نستند عليهما إما أن تكون الوزارة لم توزع الكتب كاملة للولايات وهي تريد أن تحمل المسؤولية للولايات لتضعها في «وش المدفع»! وإما أن تكون بعض الولايات قد استلمت حصتها كاملة من الوزارة ولم توزعها للمدارس لأسباب تعلمها هي!! المهم سادتي نحن الآن نريد أن نعرف الحقيقة وبالتحديد مكان المشكلة؟.. أين ذهبت الكتب فالعام الدراسي قد مرَّ عليه ما يقارب الشهر فكيف نتحدث حتى الآن عن الكتاب المدرسي واكتمال توزيعه..؟ سادتي مشكلة التعليم أكبر مما نتصورها فهي «عملية» كبيرة بشقيها التعليمي والتربوي، ويجب أن توضع مشاكلها على الطاولة ويبدأ الجميع في حلها تدريجياً لأن «اليد الواحدة لا تصفق».. لذا يجب أن لا ندفن رؤوسنا في الرمال ونرمي بمسؤولياتنا لبعضنا البعض.