صاحبي رجل موسوس ، الرجل يخاف موت من الاطباء ، دائما يقول انه لا يراجع الدكاترة خوفا من إكتشاف مرض كامن في جسده ، أذكر إنني حاولت الاتصال به وفي كل مرة أجد جواله مغلق ، قلت في نفسي ربما يكون مسافرا ، وهو كثير السفر تبعا لطبيعة عمله ، ووضعت فرضية أخرى ان الرجل ربما يكون راجع طبيبا وإكتشف علة بسيطة في جسمه لذا فقد قاطع الجميع وغرق في همومه ، انتظرت عدة أيام وبعدها بدأت الهواجس تساورني ، هاتفت مجموعة من أصدقائنا المشتركين ، اكدوا ب( عضمة ألسنتهم ) انهم لا يعرفون له طريقا فجواله اللئيم مغلق على طول الخط ، أخيرا أخذتها من قصيرها ، وفي عطلة نهاية الإسبوع طرقت باب منزله ففتح الباب وهو يتمطى ويتثاءب ، وقبل ان أهاجمه قال اعرف انك ، اتصلت كثيرا بجوالي ، قلت للرجل ( التنح ) نعم الله يخرب بيت تقل دمك ؟ طيب ليه مش عايز ترد؟ ، الرجل بعد ان تعوذ بالله قال انه رمي جواله في البحر ، في البداية اعتقدت ان الرجل فقد موبايله اثناء ممارسته هواية السباحة لمعرفتي انه من هواة العوم ، لكن الرجل ضحك وقال رميت يا صاحبي الجوال في البحر طائعا وباختياري ، في البداية قلت ان صاحبي ربما زهد في وسائل التقنية الحديثة ويريد الدخول الى عالم الدروشة والذي منه ، لكنه قال بالحرف الواحد انه قاطع الجوال لانه يسبب السرطان حمانا الله وأياكم منه في تلك اللحظة قلت للرجل ان هذا الكلام سبق وان تداولته الإبحاث الطبية ولكن لا يوجد ما يؤكد ان الهاتف الجوال احد مسببات الاورام الخبيثة ، لكن في النهاية إكتشفت ان صاحبنا قطع اي اتصال بينه وبين الهاتف الجوال بصرف النظر عن الابحاث الطبية المتضاربة حوله ، بعد ان خرجت من عند صاحبنا بدأت الهواجس اللعينة حول الجوال تساورني بشدة وبدأت افكر في مقاطعة الجوال ، لكن وقفت عدة عقبات امام هذا الخيار خصوصا وان ظروف عملي تحتم ان يكون هاتفي مفتوحاً على مدار الساعة ، ولكن أخير انتصرت الهواجس بنت الذي والذين والغيت هاتفي الجوال من الخدمة منذ اكثر من أربعة أشهر ، شعرت في البداية كأنني اعيش في صحراء تغيب فيها الظلال ، لم اتحمل في البداية حالة الخرس التي يعيش فيها جوالي التعيس وهو جهاز من سنة حفروا البحرين الأحمر والأبيض المتوسط ، لكن بمرور الأيام تعودت على غياب نغمة ( دقيت ليه ما رد ) أغنية الجميل طه سليمان التي كانت شعارا لجوالي ، وبعدها بأيام اكتشفت ان صاحبي الذي قاطع الجوال كان على حق ، فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية ان الهاتف الجوال احد مسببات مرض السرطان ، وجاء في تقرير عن المنظمة العالمية ان إستخدام الهاتف المحمول قد يزيد من خطر الإصابة بأنواع معينة من سرطان الدماغ لدى الانسان وأنه يجب على مستخدمي الموبايل البحث عن سبل لتقليل إستخدامهم لهذه الوسيلة ، بالمناسبة يبلغ عدد مستخدمي الهاتف الجوال حول العالم أكثر من خمسة مليارات نسمه ، ودقي يا مزيكا ترا رن رن دقيت ليه ما رد يرن جواله بي شده .