أتصور أن الطنطنة في أجهزة الموبايل من أسباب الحوادث الفاجعة التي تسحق سنسفيل الفرد السوداني بين الحين والآخر ، وتحيل مشاعرنا إلى كتل من الكآبة والحزن المستدام ، صدقوني إذ تم إطلاق منافسة عالمية عن أكثر الشعوب حديثا في الهاتف النقال سوف نحتل المرتبة الأولى بالطبل والطنبور والربابة ، فيما سيحل أصدقاؤنا الهنود في المرتبة الثانية . وفي المرتبة الرابعة ناس باكستان ، التصنيف الذي يضعنا في مقدمة الشعوب التي تبربر بالهاتف النقال يناسبنا تماما ، عشان كده يا جماعة الخير تقتضي الضرورة وضع قانون صريح ونافذ المفعول لفرملة الذين يتحدثون في الموبايل أثناء قيادة العربية ، أما أن نترك الأمور هكذا سداح مداح ، فإن ذلك سيشعل فتيل الحوادث الفاجعة التي تشهدها شوارعنا يوميا ، للأسف حتى الزعامات والقيادات السودانية كلمنجية من طراز أول ، للأسف جميع هؤلاء ناس الأحزاب وناس الحكومة ذات نفسها تعلموا فن الخطاب في الشعب الغلبان والمغلوب على أمره ، والشيء المحير أن هؤلاء يخطبون بلغة عفا عليها الزمن ويدخلون مصطلحات لم تعد سائدة في الحراك السياسي ، المهم حكاية الاطباء الكلمنجية حدثت مع أحد الأصدقاء ، صاحبنا راجع مع والدته طبيب مشهور في الخرطوم ، وكانت العيادة تعج بالمرضى والمراجعين فيما كانت الممرضة بسلامتها منفوخة مثل قربة جيب الله وهي تنهر هذا وتطلب من تلك أن تصمت ، وبعد ساعات من الإنتظار حان موعد صاحبنا لعرض والدته على الطبيب ، طبعا يا جماعة الخير الطبيب الهمام شايف نفسه وعشان كده سلم بربع لسان على الزول ووالدته ، وقبل أن يسأل الدكتور الأسئلة العادية رن موبايله يا سلام ، فرفع الطبيب الموبايل وبدأ في الحديث بمساخة مع الطرف الآخر وإستمر في الحديث فترة طويلة ، وفي تلك اللحظة كانت المرأة المسنة تتألم ولم يفتح صاحبي خشمة بكلمة لعتاب الطبيب الذي يفترض أن يكون إنسانيا ، لكن نعمل إيه إنت في السودان مطلوب منك أن تبلع لسانك أمام مثل هذه المواقف التي تجيب الضغط والسكري والهستريا في المخ والمخيخ ، المهم لأن هناك ملايين السودانيين يستخدمون الموبايلات فالضرورة تقتضي وضع خطط مدروسة لاستئصال الازعاج الجوالاتي من شوراعنا وكافة مرافق الخدمة العامة والخاصة في البيوت والعربيات والجامعات ، وحتى في غرف النوم على أن تكون البداية بسائقي المركبات العامة من حافلات وركشات ودفارات وشاحنات وغيرها لأن بربرة هؤلاء في الموبايل تعد سببا رئيسيا لكثر الحوادث المرورية ، كما يتوجب وضع خطة لتقنين حديث وبربرة الاطباء والطبيبات في الموبايل ، لأن هذه الفئة حسب الاحصاءات العالمية من أكثر الشرائح المجتمعية التي تتحدث بالهاتف الجوال واقطع لساني الطويل بمشرط طبيب أو طبيبة عشوائية لو لم يكن الاطباء والعشاق والعاطلين والسواقين في السودان من أكثر الفئات التي تستخدم الجوال .