أكد اللواء حنفي عبد الله محمد رئيس هيئة المخابرات بجهاز الأمن الوطني رئيس اللجنة العليا لانعقاد المؤتمر الثامن للسيسا، أن السيسا قد نشأت في ظل حاجة أفريقيا لمزيد من الاستقرار خاصة أنها شهدت في الفترة الماضية المزيد من التوترات، مبيناً أن أجهزة الأمن والمخابرات في القارة هي بمثابة قناة الاستشعار التي تطلع قيادات تلك الدول بمآلات الأوضاع، لأن الاستعمار ترك مشكلات ووضعها بدقة متناهية بحيث تولد عنها مشاكل لاحقة، وقال سعادة اللواء في حوار أجرته معه (آخر لحظة) حول استضافة الخرطوم هذه الأيام للمؤتمر الثامن لأجهزة الأمن والمخابرات بأفريقيا «السيسا»، والذي ستحضنه الخرطوم في الخامس والسادس من الشهر الجاري بمشاركة أكثر من خمسة وأربعين دولة، قال إن مرجعيتهم الكبيرة في مجال المخابرات وتعاملهم الصادق قد منح الفرصة لرصفائهم في الأجهزة الأخرى بأفريقيا ليلجأوا إليهم في مختلف القضايا. وكان أن تطرق الحوار للقضايا التي سيتناولها مؤتمر السيسا وكيفية تنفيذ توصيات مثل هذه المؤتمرات، مع الأخذ في الاعتبار قرارات تلك الدول السياسية وإمكانية تعارضها مع ما يرشح من مثل هذه اللقاءات المهمة، لأن أجهزة المخابرات هي التي تقود سياسات الدولة.. فمعاً لمضابط الحوار: نسأل عن الموقف الدولي، حيث إنه من الواضح أن السودان كان من الدول المبادرة لفكرة السيسا وتم عقد أكثر من مؤتمر بالخرطوم سواء أن كان على مستوى الرؤساء أو الخبراء، فما هو انعكاس هذه المسألة على السياسة الدولية، وإلى أي مدى يمكن أن تتعرض هذه الأجهزة أو دولها لضغوط ضد السودان وانعكاس هذه المسألة على المشاركة وكم عدد المشاركين؟ -عضوية السيسا هي خمسون دولة وكانت ثمانية وأربعون دولة، وفي العام الماضي كانت تونس والصومال دولتين بصفة مراقب، ولكن الآن أخذتا العضوية الكاملة وأصبحت خمسين دولة في العام الحالي والمشاركة الفعلية تبلغ ثلاثة وأربعين دولة.. وهناك دولة واحدة اعتذرت لظروف خاصة وهي سوازيلاند، وفي آخر لحظة قد يصل العدد إلى خمسة وأربعين ولكن مالدينا من تأكيدات هو ثلاثة وأربعين وهو رقم قياسي لم يحدث أبداً، وبالنسبة للاستهداف الخارجي والضغوط الدولية في العالم يُعلم مقدار السودان سواء كان بمقدرات شعبه أو بمواطنيه أو بتاريخه الطويل أو بثقافاته وموروثاته الموجودة وبالخبرات.. ولا استطيع أن ادعي شيئاً، ولكن أقول بأننا لدينا من العلاقات مع أجهزة الأمن والمخابرات الخارجية ما نستطيع أن نقول إننا في مقدمة أجهزة الأمن والمخابرات العالمية، وليس هذا حديثاً فارغاً أو بدون حيثيات، و هناك الكثير من الأدلة، إذ أنه لايمر علينا شهر إلا وعندنا عدد كبير جد من الوفود من أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية وقادتها، وحالياً كل أسبوع أو اثنين يمر علينا كثير جداً من الوفود الخارجية.. وكذلك لدينا وفود من جهازنا يخرجون ويتبادلون الرؤى..وهناك لايقل عن مائة جلسة للخبراء تعقد سنوياً في السودان وخارجه وأكثر من خمسين قادة أجهزة يزورون السودان.. لنجد أننا بحمد الله نملك تاريخاً طويلاً في عالم الأمن والمخابرات بخبراتنا، ونملك الصدق دائماً في التعامل وهو يعطي الآخرين الفرصة بأن يلجأوا لنا في الكثير من القضايا ولدينا مرجعية كبيرة بحمد الله في كثير من قضايا الأمن والمخابرات ونتابع الأحداث في العالم عن طريق آلياتنا المختلفة.. ولذلك قراءتنا في كثير من الأحيان يستهدفونها، وفي نفس الوقت نحن لدينا هذه العلاقة الواسعة الممتدة بالتواصل مع الآخرين لكي نكتسب تجارب وخبرات ونقوم أيضاً ومن خلال علاقاتنا الخارجية بتبادل المعلومات والأفكار والتدريب، لأن هناك مدارس عديدة في عالم الأمن والمخابرات، ولابد أن تتلاقح هذه الأفكار بتمازج الخبرات، وهذه المسألة نواجهها بأن لدينا تاريخاً طويلاً في هذه القضية.. وبخلاف عالم المخابرات فبلادنا واحدة من الجهات الأساسية التي ساندت حركات التحرر وهذه القضية بنت لنا علاقات كبيرة جداً وصار السودان لديه مرجعية وهو ملئ بالعلماء ليس في مجال المخابرات والأمن، بل في كثير من المجالات وصارت أجهزة الأمن والمخابرات في هذه الفترة جسماً مرغوباً حتى من المواطن، والذي كان حتى ينخرط في العمل الأمني بسرية مطلقة ويكون هو نفسه شخصاً غير مرغوب فيه، فيقولون لك «بتاع الأمن جا»- قالها ضاحكاً- وكذا وأنا أتحدث أمامكم مدير هيئة المخابرات ولم نسمع في وقت من الأوقات أنني أتحدث في التلفزيون أو الصحيفة باسمى أو أسلمك «كرتي الخاص» ولا أخشى... لماذا لأن أبرز الناس في الجامعات حالياً يتقدمون ليلتحقوا بالجهاز، لماذا لأن الناس لمسوا هذه المصداقية ونظرتهم في السابق كانت تجاه أجهزة الأمن على أساس أنها أجهزة اعتقال ودخول وقبض وبيوت أشباح وهكذا ولكن حاليا نحن نمارس عملنا في المجتمع. قلت إنكم ترفضون أي دعم خارجي مشروط للسيسا رغم الأزمة المالية باعتبار أنه قد تكون هناك أجندات تُوظف لاختراق السيسا، فما هي تحسباتكم للاختراق وهنالك مراقبون من الأممالمتحدة يدخلون بذريعة الإرهاب ويحضرون الورش معكم؟ - مالية السيسا تعتمد على الاشتراكات، وهي محددة وفق الدخل القومي للدول بنسب حسب الاشتراكات المعروفة، أي النسب التي تدفعها هذه الدول للاتحاد الأفريقي ومعروف أن الوضع الاقتصادي لبعض الدول لايمكنها من دفع هذه المبالغ على الرغم من أنها بسيطة جداً، وحتى أن كثيراً من الدول المقتدرة تنصلت عن دفع مستحقاتها وأصبح لها تراكم لأنه في البداية لم يكن هناك تشجيع من الدول، ولكن في الفترات الأخيرة بدأ التشجيع بعدد من الدول بأن تدفع مستحقاتها والمسألة تسير بصورة جيدة، وهناك بالطبع ما يسمى بالمراقبين ونحن لانطلق عليهم هذا الاسم، بل هم مشاركون وضيوف، لأن السيسا عندما بدأت عملت علاقات مع مراقبين ممثلين من خارج القارة لأجهزة الأمن والمخابرات الغربية بالذات المنظمات مثل الأممالمتحدة والإقليمية منها وكلها كانت تشارك في المؤتمرات بصفة مراقب، وطبعاً هي لا تحضر الجلسات السرية المغلقة وإنما المفتوحة، ولكن هي تستغل الكواليس للقاءات ثنائية وتستطيع أن توجه عدداً من اتجاهاتها نحو قضايا، وفي نفس الوقت لم تقم بدورها المطلوب منها ولم تفي بوعودها، حيث كان أن وعد الاتحاد الأوربي بدفع مساندة مالية للسيسا ووجهوا بأنهم سينفذون عمليات تدريب وسيمنحونا خبراء وأجهزة ولكن كل هذا لم يتم، يا سعادتك هل هي مغريات مشبوهة؟ -أكيد هي معروفة ونحن أدرى بها فماذا نعمل؟! قالها ضاحكاً. هنالك توصيات تخرج بها هذه المؤتمرات، فما هي الآليات التي ستجد بها تلك التوصيات الطريق للنفاذ إذا أخذنا في الاعتبار القرارات السياسية لبعض الدول، حيث إن هناك تشكيلاً سياسياً جديداً في بعض الدول بالقارة؟ -التوصيات تأخذ ثلاثة أبعاد، فهناك توصيات متعلقة بالسيسا نفسها من نشاط إداري وآليات وتواصل، وكيف نحكم العلاقات التنسيقية ونقوي آليات السيسا من خلال الإدارات المتخصصة وندعمها ونسد الثغرات فيها.. والتوصية الثانية متعلقة بالحوار الإقليمي من خلال التقاطعات التي تتم بين دول الإقليم الواحد والتواصل فيما بينها في تحكيم قضاياها، لأن هذه التوصيات نفسها فيها توصيات بشأن القضايا الإقليمية أي توجهاتها وماذا سيتم فيها لكي يكون هناك استقرار ونسد الثغرات فيها.. والتوصية الثالثة مرتبطة بالقارة ككل في كافة بؤر التوتر في أفريقيا والاستقرار فيها وعمليات التعاون وكيفية تكاتف الناس ومن ضمنها تأتي التطورات الجارية في أفريقيا و قضية المحكمة الجنائية وهي واحدة من الملفات التي كانت مثار تواصل، وسبق وأن عقدنا مؤتمراً للجنائية أوضحنا كيف أن ميثاق روما مشبوه ومعيب.. وكما تعلمون نشاهد كيف أن أوكامبو يحاول أن يولد قضية الجنائية من جدي،د وواضح أن المحكمة موجهة نحو أفريقيا لأننا نعلم ما يحدث في كل العالم ولا يوجد اتهام لأي جهة، ولكن الاتهام مصوب فقط نحو أفريقيا وقادتها، وآخر اتهام كان في كينيا.. وكما تعلمون هذه قضايا الكيل بمكيالين وهي مسألة ستستمر، وإن شاء الله التوصيات ستكون في مزيد من الدعم والاستقرار في أفريقيا ومزيد من التواصل بين أجهزة المخابرات فيها لإيجاد قراءة صحيحة للأوضاع والتحاور والتنسيق لأن السيسا وبما تجمعه من أجهزة هي التي تقود سياسة أفريقيا من خلال وجود قادة الأجهزة كمستشارين لرؤساء الدول، وبالتالي هذه الآلية هي أقرب لأن نقطة التواصل تكون قريبة، ولذا نشهد بأن معظم أجهزة الأمن والمخابرات في أفريقيا مرتبطة برئاسة الجمهورية لحساسية هذه القضية أولاً، وللتواصل حتى تكون قناته قريبة والتشاور يكون مستمراً وهذا كله في سبيل استقرار أفريقيا لأنه وكما تعلمون بدأ الآن استعمار جديد، حيث كان في السابق هدفه أخذ موارد افريقيا وكل الموارد الصناعية الآن جفت والناس حالياً في الاتجاه نحو الطبيعة والقارة لازالت بكراً ولذا عادوا من جديد، ويحاول الاستعمار العودة من جديد، وهم يبحثون حالياً عن أسواق ونشاهد الشخص الآن في أوروبا لا يلبس إلا بنطلوناً ولا يغيره مطلقاً، فأين تسوق المصانع منتجاتها.. ولذا هناك أسواق بكر.. وفي أفريقيا بدأت الأموال تظهر حيث كان الشخص يرتدي فقط جلابية والآن هناك الدولاب وملابس للشتاء وأخرى للصيف، ولذا في أفريقيا حالياً هناك أسواق.. وساعد الانترنت على ذلك بالإضافة للالكترونيات فتشكلت الأسواق وأصبحت أفريقيا قبلة.. وإن شاء الله من خلال السيسا وآلياتها سنعمل لجمع كلمة أفريقيا لتصمد وتهتم لأنها قارة المستقبل و مليئة بكل شيء، والآن الذهب الذي نشاهده حالياً كان موجوداً منذ وقت ولكن سبحان الله ربنا وبرحمته جعله مورداً آخر للناس.