(عبدو) يحاول أن يجد مدخلاً للطلة التي ترتبط بالهندام والوجاهة.. وما أن شاع مصطلح الدبلوماسية الشعبية إلا وتقرب من هذا الفن الدبلوماسي الأصيل الذي هو مزيج من الاتصال والتفاعل بين الشعوب عن طريق غير رسمي.. ومع موجة الانفتاح مع بعض دول الجوار (حزم عبدو عمامته) وتبنى معرفة النهج الذي يمكنه أن يداخل به مفهومه لهذه المهمة.. فصار منقباً عن معرفة الثقافة السودانية، يطلع على كل الثقافات المحلية ويجمع الأزياء المحلية لتكون (حقيبة سفره الدائم).. وكما يقول أهلنا (من ديك وعيك) وأصبح عبدو الدبلوماسي الذي لم يعنه أحد في منصب السفير. منهج الدبلوماسي الشعبي: تختلف الرؤى حول الدبلوماسية الشعبية خاصة أن هناك أدبيات تؤطر لهذا العمل الدبلوماسي ترتكز على مباديء وقيم إنسانية لاجماع الحلول والبدائل بواسطة الشعوب في بوتقة لا تعترف بالحدود الجغرافية، حيث ترتبط المصالح في تشاركية إنسانية ضخمة تعتمد على تراكم المعرفة الشعبية لتداول أمور الحياة المختلفة على خلفيات الرغبات الجمعية في تحقيق المصالح المشتركة خارج الحدود التي توضع كفواصل جغرافية بين المجموعات السكانية، ولأن الشعب داخل أرضه يمثل قوى جامعة باتت كل الأنظمة تضع له ألف حساب.. فإن هذه القوى باتت لها أذرع تفعل بها التواصل والتمازج مع الشعوب بعضها البعض، فالشعوب أكثر نجاحاً في مجال الدبلوماسية التي ترتكز على التفاوض والحوار والتواصل بشكل منتظم وراتب بحكم المصالح التي تربط هذه الشعوب. الدبلوماسية الشعبية السودانية: ارتبطت بظهور معسكر عدم الانحياز الذي كان مساعداً في تأسيس حركة شعبية جماهيرية عالمية على مستوى التضامن الآسيوي والأفريقي، حيث أجمعت القوى الأساسية بالسودان على ذلك، ثم جاءت قرارات مايو بتكوين المجلس الوطني للصداقة في عام 1973م.. وفي الإنقاذ جاءت فكرة إنشاء مجلس الصداقة الشعبية العالمية وهناك ارتباط وثيق بين العلاقات الشعبية وهذه الدبلوماسية، وربما ربط المواطن السوداني في ذاكرته ذلك بشخصية مصطفى عثمان إسماعيل الذي كان أميناً عاماً للمجلس، وارتبطت في أذهان الناس الشعبية بمساحات متمددة من الموضوعات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدبلوماسية، إضافة للجهود الرسمية التي تقوم بها الدبلوماسية الرسمية. المهم في الأمر أن للإنسان السوداني القدرة على تقديم مواطن دبلوماسي شعبي في حله وترحاله لما يتمتع به هذا الإنسان من صفات اجتماعية وكرم فياض يجعل الآخر ينجذب إليه في سلاسة ويسر، فهل يصبح كل الشعب السوداني دبلوماسياً شعبياً.. نأمل ذلك. آخر الكلام: يعول الآن في بلادنا على العلاقات داخل القارة السمراء ودور الشعوب في ذلك كبير ولكن المستعمرين القدام والجدد فطنوا لذلك مبكراً، وجعلوا من عامل اللغة موضعاً للتباعد والتفرقة، فالقارة السمراء ألسنتها الرسمية إنجليزية فرنسية و.. وكلها لغات أم تحتاج لتفاعل مع اللغة العربية بالنسبة للدول الأفريقية العربية... مع محبتي للجميع..